مراكش : قالت المغربية سعيدة عباد، أول امرأة تقود القطار عربيا و إفريقيا، إن حصولها على التقاعد لم ينه علاقتها الروحية و الوجدانية بالقاطرة، بل على العكس، فقد واصلت عملها من خلال نضالاتها في صفوف الإتحاد المغربي للشغل( اقدم اتحاد عماليبالمغرب) . 

المغربية سعيدة عباد

وذكرت عباد، على هامش فعاليات مؤتمر النساء العاملات في مجال النقل الذي ينظمه الإتحاد الدولي لعمال النقل، أنها تعرضت للإهانة أكثر من مرة في مسيرتها المهنية، بسبب احتجاجات المسافرين، خاصة عندما يقع عطب تقني أو ما شابهه ويتعطل القطار، وهي أمور اعتبرتها خارجة عن إرادتها، ومع ذلك فإن أكثر العبارات السيئة التي كانت تسمعها بسبب ذلك كانت تصدر عن مسافرات نساء. 

مشاركات أجنبيات يعملن في قطاع النقل

تفاصيل كثيرة تذكرتها السائقة في مسيرتها المهنية التي لم تكن تخلو من مشاكل و إكراهات، في تصريح خصت به « إيلاف المغرب »، لكنها قالت ايضا إن مشوارها تخللته محطات مشرقة ومشرفة، ومن بين أهمها تلك اللحظات التي جمعتها بالملك الراحل الحسن الثاني ، و كيف ركب قطارا قادته هي بنفسها، مشيدا بحرفيتها في القيادة، حيث أخبرها بعبارة لن تنساها مدى الحياة « تبارك الله عليك كأنني أمام سائق محترف »، وهو ما يدل على أن المرأة المغربية، شأنها شأن الرجل استطاعت أن تكسر جميع الحواجز وتقتحم مهنا كانت في وقت سابق حكرا على الرجال. 

وعن ولوج النساء لهذا القطاع ، قالت عباد إن صورة المرأة التي تعمل في مجال النقل تغيرت كثيرا عما كانت عليه سابقا ،و أنها تشعر بالسعادة و الفخر عندما تطلع على تعليقات فتيات على صفحتها بمواقع التواصل الإجتماعي وهن يبدين رغبتهن في ولوج مجال النقل الذي لم تكن النساء تقوين حتى على الإقتراب منه. 

وعن إكراهات العمل في مجال النقل، قالت عباد إنه من بين أكثر القطاعات صعوبة، لأنه يجعل السائقة تدخل في مواجهة مع الزبناء، خاصة سائقات سيارات الأجرة، مع ما يصاحب ذلك من مخاطر كثيرة. 

المشاركات في المؤتمر

وأشارت سعيدة بلهجة بدا عليها التأثر (بالدموع) الى أن علاقتها بالقاطرة علاقة روحية ووجدانية، سيما و أن والدها كان يمتهن نفس العمل، وهي المهنة التي منحتها الكثير من الفخر و الإعتزاز بالنفس، خاصة و أنها تعد أول امرأة عربية و إفريقية تقود القطار. 

بدورها قالت مريم الحلواني رئيسة محطة القطار بمدينة بمكناس وعضو للجنة النساء في الإتحاد المغربي للشغل ل « إيلاف المغرب » إن مشاركتها في ملتقى يجمع أزيد من 256 امرأة من 65 دولة من العالم يعملن في قطاع النقل، منهن سائقات القطار و ربابين الطائرات و البواخر و الشاحنات و الحافلات، و حتى سيارات الأجرة، يعد مناسبة لتبادل الخبرات و التجارب، كما سيمكن من تخطي كل الإكراهات التي تواجه النساء العاملات بقطاع النقل عبر العالم. 

و أضافت المتحدثة أن المؤتمر يعد فرصة حقيقية سيمكن من تقريب وجهات النظر بين كافة المتدخلات في قطاع.

وتم تكريم مجموعة من العاملين في قطاع النقل السككي منهم مغاربة و أجانب، اعترافا بالخدمات التي اسدونها بتفان ونكران ذات.

وطالبت العديد من النساء العاملات في القطاع من مختلف الدول المشاركة بتحسين ظروف اشتغالهن، و الحد من العنف الذي يتعرضن له، داخل أماكن العمل، كما أكدن على ضروروة سن قوانين توفر لهم الحماية في أوساط العمل.