مانيلا: أعلن الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي الأحد انه "متأكد" ان نظيره الأميركي دونالد ترمب لن يثير معه موضوع المخاوف المتعلقة بحقوق الانسان خلال لقائهما المرتقب في مانيلا، وذلك بعدما أثنى الأخير على الحرب الدامية التي يخوضها ضد المخدرات.

وحثت منظمات حقوق الانسان ترمب، الذي من المقرر ان يصل الى عاصمة الفلبين مساء الأحد، حيث سيشارك في قمة قادة "رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)"، الضغط على دوتيرتي في قضية آلاف الاشخاص الذين قتلوا جراء الحرب ضد المخدرات المثيرة للجدل.

واعرب دوتيرتي عن ثقته بأن هذا لن يحصل، مشيرا إلى أن ترمب سبق وان قال له "عبارات تشجيع" خلال لقاء مقتضب على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (ابيك) في فيتنام السبت.

وقال دوتيرتي للصحافيين الأحد صباحا بعد عودته الى مانيلا "قال شيئا: اتعلم، انت تتعامل مع الأمر بشكل جيد جدا". اضاف ان ترمب كان يشير الى الحرب ضد المخدرات والحملة العسكرية ضد أنصار تنظيم داعش في جنوب الفلبين.

وعندما سئل ان كانت ستتم مناقشة موضوع عمليات القتل خارج سلطات القضاء التي تؤكد جماعات حقوق الانسان انها باتت متفشية، اجاب دوتيرتي "انا متأكد انه لن يثير الموضوع".

وفاز دوتيرتي بالانتخابات الرئاسية العام الماضي بعدما تعهد بالقضاء على انتشار المخدرات في البلاد، وقام بعد تسلمه السلطة بحملة غير مسبوقة تشير التقديرات إلى انها ادت الى مقتل 100 الف شخص.

ومنذ توليه السلطة اعلنت الشرطة عن مقتل 3,967 في الحملة. وقتل 2,290 في جرائم مرتبطة بالمخدرات، في حين تبقى آلاف عمليات القتل بدون تفسير بحسب البيانات الحكومية.

وفيما يدعم الكثير من الفلبينيين دوتيرتي لاعتقادهم بأنه يتخذ الاجراءات الضرورية لمحاربة الجريمة، تحذر المنظمات الحقوقية من أنه قد يكون يأمر قواته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

هدية الصمت
ودعت منظمة العفو الدولية السبت ترامب إلى إثارة هذا الموضوع مع دوتيرتي سواء بشكل رسمي او خاص. وقال مدير منظمة العفو في الفيليبين خوسيه نويل اولانو "على الولايات المتحدة استخدام نفوذها وثقلها لاظهار سجل دوتيرتي في مجال حقوق الانسان". واضاف "سيلتقي ترمب رجلا سياساته مسؤولة عن آلاف حالات القتل غير القانونية، وبينهم عشرات الأطفال".

من جهته، قال نائب مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش" لمنطقة آسيا فيليم كاين إن "دوتيرتي سيستفيد من هدية الصمت التي يقدمها له قادة آسيا". وسيحضر قادة 19 دولة قمة "آسيان" التي تنطلق مساء الأحد إضافة إلى كبار المسؤولين من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. 

وسيجري ترمب محادثات ثنائية مع نظيره الفلبيني الاثنين. ووجّه دوتيرتي في العام الماضي إهانات شخصية الى الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما بعد انتقاد الاخير لحربه ضد المخدرات.

وتدهورت العلاقات بين البلدين بعد ذلك، لكنها عادت الى التحسن بعدما ابلغ ترامب الرئيس الفلبيني خلال محادثة هاتفية في ابريل الماضي انه يقوم "بعمل جيد" في حربه ضد المخدرات.

وكرر دوتيرتي مرار انه لا يعير اهمية لحقوق الانسان، وصرح مرة انه سيكون سعيدا بالقضاء على ثلاثة ملايين مدمن فلبيني. لكن بعد تعرّضه لضغوط على خلفية عمليات القتل التي تقوم بها عناصر الشرطة خارج الضوابط القضائية، اصر على انه لم يطلب منهم ابدا خرق القوانين.

وفي تصريحات أدلى بها أمام الجالية الفلبينية في مدينة دانانغ الفيتنامية الخميس، كشف دوتيرتي أنه طعن شخصا حتى الموت عندما كان لا يزال مراهقا. وهدد كذلك بـ"صفع" انييس كالامار، المقررة الخاصة للأمم المتحدة حول عمليات الاعدام التعسفية او بلا محاكمة. 

إلا أن المتحدث باسمه هاري روكي اعتبر ان تصريحات الرئيس يمكن ان يكون مبالغا بها. واضاف في رسالة نصية لوكالة فرانس برس "اعتقد انها كانت مزحة". 

وينتظر كذلك معرفة إذا كان ترمب سيحيي دوتيرتي بالأسلوب الذي عرف به الأخير عبر قبضة يده، وهي طريقة تعرضت إلى انتقادات شديدة، حيث ينظر إليها على أنها ترمز إلى حربه على المخدرات، وشبهت بتحية الزعيم النازي ادولف هتلر. ويسعى دوتيرتي عادة إلى الطلب من زواره التقاط صورة معه وهم يؤدون هذه التحية.

وقال فيليم لوكالة فرانس برس "على الزعماء الأجانب إدراك أن القبضة (...) ترمز إلى اعتداء دوتيرتي على حكم القانون الذي تسبب بكارثة في مجال حقوق الإنسان لآلاف الفلبينيين" داعيا إلى "حرمان" دوتيرتي من "الاعتراف الدولي" بهذه الانتهاكات. 

وتعرض رئيس الاستخبارات الاسترالي نيك وارنر إلى سيل من الانتقادات لدى عودته من مانيلا في اغسطس ليكتشف أن الحكومة الفلبينية نشرت صورة له وهو يقبض يده إلى جانب دوتيرتي.