يعمل الجسم على الفصل بين الدماغ والدم لتصفية السموم والفيروسات، وربما يقوم الحاجز الدموي الدماغي بدور رائع على هذا الصعيد في واقع الأمر، ويمكن لكثيرين أن يستشفوا من اسم الحاجز طبيعة المهمة التي يقوم بها، وهي فصل الدم عن الدماغ.

ولفهم المزيد عن ذلك الحاجز الذي قد يتصور البعض أنه يتسبب في حرمان الدماغ من الحصول على ما يلزمه من مواد وعناصر مغذية في الدم، قام فريق من الباحثين من جامعة بورتسموث في انكلترا بقيادة دكتور زينة ماهرلي بتطوير نموذج يحاكي طريقة عمل الحاجز الدموي الدماغي لتمهيد الطريق لإجراء اختبارات أفضل وأكثر فعالية وموثوقية على العقاقير لمعالجة الأمراض التي تصيب الدماغ.

ولتقريب الصورة بشكل أكبر، أوضح الباحثون أنه يمكن النظر إلى الدماغ على أنه ملهى ليلي، أو بالأحرى "رأس الملهى"، حيث توجد أضواء، موسيقى إلكترونية وحالة مزاجية رائعة.

كما يمكن النظر إلى الدورة الدموية على أنها شارع موجود خارج الملهي الليلي، وأنه يمكن لأي شخص التوجه إلى باب الملهى عبر مجرى الدم.

ثم أوضح الباحثون أن الأحوال تتغير في الدم بصورة كبيرة طوال الوقت، مثلما يحدث بعد تناول الطعام أو بعد ممارسة التمرينات الرياضية، في حين أن الأمور يجب أن تكون مستقرة بالدماغ لضمان الحفاظ على الأجواء، لذا تكون للدماغ أداة طاردة تضمن له إبعاد الأشياء غير المرغوب فيها، وهنا يأتي دور الحاجز الدموي الدماغي.

وأوضح الباحثون أن تلك الأداة الطاردة، في تلك الحالة، هي الخلايا البطانية التي تصطف بجميع أنحاء الجهاز الوعائي، لكن الفجوات الموجودة في الدماغ بين تلك الخلايا عادة ما تكون صغيرة للغاية، وهو ما ينتج عنه تكون ما يعرف بالتقاطعات الضيقة. 

ونوّه الباحثون في الأخير إلى أن تلك الفجوات الصغيرة، إلى جانب عدم وجود مسارات في الخلايا البطانية، هو ما يساعد على نجاح عملية فصل الدم عن الدماغ. 

أعدّت "إيلاف" المادة نقلا عن موقع "سيكر دوت كوم"، الرابط الأصلي أدناه:
https://goo.gl/NRMeY7