القاهرة: اعلن شيخ صوفي على صلة بمسجد الروضة الذي تعرّض لاعتداء اوقع 305 قتلى الجمعة، إن الجهاديين قاموا بزيارة المسجد قبل شهر، وحذروا مسبقا من اقامة شعائر صوفية هناك.

وقتل 305 اشخاص، بينهم 27 طفلا، واصيب العشرات في هجوم شنّته عناصر مسلحة يشتبه في انها تابعة لتنظيم داعش على مسجد الروضة في شمال سيناء. كان لهذا الاعتداء الذي يندر حدوثه داخل مسجد وقع الصدمة على المصريين.

واستهدف التنظيم المتشدد الصوفيين في السابق، لانه يعتبر طقوسهم مجرد بدعة. وفي العام الماضي، خطف الجهاديون صوفيًا اتهموه بممارسة السحر والشعوذة، فقطعوا رأسه. وفي أحد منابرهم الإعلامية، تعهد التنظيم الارهابي محاربة الصوفيين في سيناء، وخصوصًا الطريقة الجريرية، التي يرتبط بها مسجد الروضة.

وقال الشيخ محمد الجاويش نائب الطريقة الجريرية لفرانس برس انه منذ أقل من شهر قام "جهاديون" بزيارة المسجد. واضاف "لقد دخلوا المسجد، وكانوا غرباء".

تابع جاويش ان "الجهاديين" تحدثوا مع مؤذن المسجد، فتحي اسماعيل، الذي قتل في الهجوم لاحقا، "قالوا له لا تحتفلوا بالمولد (النبوي) ولا تعقدوا الحضرات وحلقات الذكر الصوفية". والموالد في مصر تمثل الاحتفال بميلاد النبي محمد والسلف الصالح من التابعين، وهي عادة يعتبرها التنظيم المتطرف بدعة دخيلة على الاسلام.

وأوضح الجاويش ان مريدين واتباع طريقته الصوفية توقفوا بالفعل عن التجمعات في مدينة العريش في شمال سيناء، حيث تتواجد بعض خلايا التنظيم التي تتولى التفجيرات والاغتيالات. ورغم التحذير المسبق، قال الجاويش انه لم يتوقع أحد أن يقوم تنظيم داعش بارتكاب المذبحة التي اصابت بعض انصار الجماعات الجهادية بالصدمة.

أضاف الجاويش "لم يتوقع أحد ذلك، لقد اعتقد الناس ان الأمر انتهى بالتحذير من عقد الحضرات وحلقات الذكر". وتبنى التنظيم المتطرف مقتل عشرات الصوفيين في أماكن عدة، أبرزها في باكستان. 

وإذا كان المسجد قد استهدف لعلاقته بالصوفيين، فهذا يعني ان الاعتداء ينسجم مع تركيز التنظيم المتشدد بشكل متزايد على الاهداف المدنية خصوصًا وأنه لم يحقق الكثير في سيناء. ومنذ العام 2013، تدور مواجهات بين قوات الجيش والشرطة وإسلاميين مسلحين في شمال سيناء، ينتمون خصوصا الى الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية.

وقتل في هذه المواجهات المئات من الطرفين، كما قتل أكثر من مئة قبطي في تفجيرات استهدفت كنائس. وتوعد الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء الجمعة عقب اعتداء الروضة، وهو الاسوأ في تاريخ مصر الحديث، بالرد "بقوة" على استهداف مصلين عزل كانوا يؤدون صلاة الجمعة.