نصر المجالي: وسط قلق دولي وعربي وتحذيرات من اعتزامه اتخاذ القرار تنفيذاً لتعهده خلال الحملة الانتخابية، أجّل الرئيس الأميركي دونالد ترمب قراره بشأن نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، على أن يتخذ القرار في هذا الشأن "خلال الأيام القليلة القادمة".

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض هوغان غيدلي، لوسائل الإعلام التي رافقت الرئيس ترمب في رحلة العودة من ولاية يوتاه إلى عاصمة البلاد واشنطن. واضاف: أن ترمب سيعلن "خلال الأيام القليلة القادمة" ما إذا كان سيوقع قرارًا بوقف تنفيذ نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس أم لا.

وقال مسؤولون أميركيون، الجمعة الماضية، إن ترامب يعتزم الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، في خطاب يلقيه الأربعاء المقبل.

وهذه هي المرة الثانية التي يقرر فيها ترمب عدم نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس، لتجنب ما قد يعتبر خطوة استفزازية في وقت يحاول إحياء عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

وكان موعد التأجيل الأول في ولاية ترمب، الذي حذا حذو بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك اوباما قبله، تم بإصدار أمر في أول يونيو الماضي إلى وزير خارجيته بعدم تنفيذ القانون.

لا تراجع

وقال البيت الابيض حينها في اعلان خطي: "لا يجب ان يفهم أي كان هذه الخطوة على انها تراجع الرئيس عن دعمه الثابت لإسرائيل وللتحالف الاميركي-الاسرائيلي".

واضاف البيان "اتخذ الرئيس ترمب هذا القرار لزيادة فرص التوصل الى اتفاق عبر التفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين تنفيذا لواجبه في الدفاع عن مصالح الامن القومي الاميركي".

واوضح "لكن بما انه كرر نيته نقل السفارة، فإن السؤال ليس هل سيتخذ هذه الخطوة بل متى".

قانون 1995

يشار إلى أن الكونغرس كان أقر قانونًا في 1995 يجعل نقل السفارة الى القدس من أركان السياسة الأميركية في تأييد رمزي لإعلان اسرائيل للمدينة بشطريها عاصمة أبدية لها.

لكن القانون تضمن بندًا سمح لكل رئيس مذاك بأن يؤجل كل ستة اشهر تطبيق القرار، وفي عام 2002، أصدر الكونغرس تشريعًا جديدًا تضمن تحويل السفارة الأميركية في تل أبيب للقدس، إلا أن الرئيس جورج دبليو بوش وقتها قرر عدم تفعيل تلك الفقرة، وقرر تأجيل التنفيذ لمدة 6 أشهر. واعتاد خلفاء بوش تجديد قرار التعليق بشكل متواصل منذ ذلك الحين.