لندن: حمل مسؤولون كبار في ادارة ترمب بينهم صهر الرئيس ومستشاره جاريد كوشنر ، بشدة على ايران خلال الايام الماضية، مؤكدين استمرار الولايات المتحدة في دعم الجهود السعودية لمواجهة إيران في الشرق الأوسط.

وقال كوشنر في كلمة القاها في معهد بروكنغز إن التوسط لتحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين من شأنه ان يسهم في التصدي للعدوان الايراني في المنطقة. وكان كوشنر أُرسل ليكون واجهة المساعي الدبلوماسية التي تبذلها الادارة في الشرق الأوسط، ولكن خبراء حذروا من ان ضرر خطابيته قد يكون أكبر من نفعها.

وقالت اماندا كادليك، الخبيرة بشؤون الأمن القومي في مؤسسة راند لمجلة نيوزيوك "إن اطلاق مثل هذه التصريحات يمكن ان يرفع الرهانات بالنسبة لايران وخصومها على السواء في كل حروبها الاقليمية بالوكالة"، مشيرة الى احتمالات تفاقم الوضع في اليمن أو تصاعد الهجمات عبر الحدود السعودية.

ولكن كوشنر لم يكن وحده الذي شجب ايران بل انضم اليه مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو، الذي يُشاع انه قد يخلف ريكس تيلرسون في وزارة الخارجية، ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر. وقال ماكماستر في منتدى ريغان حول قضايا الدفاع الوطني في كاليفورنيا "إن ما فعله الايرانيون في الشرق الأوسط هو تصعيد يزيد دوامة العنف ليتمكنوا من استغلال الفوضى والدول الضعيفة لجعلها تعتمد على الدعم الايراني".

واشار ماكماستر الى اعلان ترمب انه ورث فوضى في الشرق الأوسط قائلا إن على الولايات المتحدة ان تتعامل "مع القدرات الايرانية المتنامية واستخدامها الميليشيات والوكلاء والتنظيم الارهابي".

ولكن خبراء لاحظوا ان كوشنر الذي يقوم بدور متزايد في سياسة الشرق الأوسط تنقصه الخبرة في هذا المجال. وقال مارتن ادواردز الخبير بالشؤون الدبلوماسية في كلية الدبلوماسية والعلاقات الدولية بجامعة سيتون هول في ولاية نيو جرسي لمجلة نيوزويك، "نحن لا ننظر الى اشخاص لديهم خبرة. ما من أحد نظر الى سيرة حياة كوشنر المهنية، وقال "انه مؤهل لذلك". فهؤلاء هم ليسوا الأفضل ولا الأذكى". 

وشكل كوشنر فريقاً من الخبراء للعمل على التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين عن طريق المفاوضات، واقام علاقات قوية مع فاعلين اقليميين متعددين.

وقال توني كوردسمان، الخبير بشؤون منطقة الخليج في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية لمجلة نيوزويك، "إن المشكلة التي يواجهها كوشنر هي المشكلة نفسها التي واجهتها ادارات سابقة ، بوجود قيادة فلسطينية ضعيفة، منقسمة وحكومة اسرائيلية متحالفة مع اليمين". ولكن كوردسمان اضاف ان من المهم ابقاء المحادثات مستمرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين "حتى إذا باءت خطط كوشنر للسلام في الشرق الأوسط بالفشل". ولاحظ كوردسمان أن ادارة ترمب "ترغب بقوة الآن في نوع من الانجاز، في تحقيق اختراق لا يستطيع أحد آخر أن يحققه. أملي ليس كبيراً ولكن الحقيقة ان لا أحد ينبغي ان يتخلى عن هذه العملية، وقد يأتي وقت حين تكون لدى الطرفين مصلحة مشتركة، وإبقاء العملية حية يتسم بأهمية بالغة".

 

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "نيوزويك". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.newsweek.com/kushner-trump-iran-white-house-middle-east-peace-730699