لندن: قال السير مارتن سوريل، الرئيس التنفيذي لشركة دبليو بي بي العملاقة للإعلان، إنه لا يعتقد أن المؤثرين في الشبكات الاجتماعية يعيدون رسم المشهد الإعلامي.
لم يعيدوا تشكيله
أشار سوريل في كلمة نُقلت مباشرة عبر دائرة الفيديو خلال مؤتمر "آي تي بي لايف" في دبي إلى المبالغة في ما يمارسه المؤثرون في الشبكات الاجتماعية من تأثير في الصناعة الرقمية. 
وأعلن سوريل أن المؤثرين في الشبكات الاجتماعية "مهمون، لكن هل يعيدون تشكيل المشهد الإعلامي؟ أعتقد أن الاجابة عن ذلك هو أنهم يؤثرون فيه فحسب، لكنهم لا يعيدون تشكيله". 
أوضح سوريل أن هؤلاء أصبحوا مؤثرين، لكنّ نوعًا من الرعاية التقليدية باسماء المشاهير والكلمة المنطوقة أصبح حتى أكثر اهمية. أضاف: "حين تنظرون إلى الشرق الأوسط، وإلى كل البحوث الإعلامية التي أُجريت عن المنطقة، تجدون أن دور المؤثرين أو الكلمة المنطوقة صار قويًا بصورة متزايدة. فهم مؤثرون ويزدادون تأثيرًا، لكن في القول إنهم يعيدون تشكيل المشهد الإعلامي بكامله شيئًا من المبالغة. إنهم مهمون لكنهم لم يكتسبوا التأثير الذي ما زالت تمارسه أشكال أخرى من الإعلام الرقمي والاجتماعي والتقليدي". 

يتطورون بطرائق متعددة
قال سوريل، وهو من أكبر المؤثرين في صناعة الإعلان وأعلاهم راتبًا، إن صعود المؤثرين جعل أشكال الرعاية تحت أسماء مشاهير أكثر أهمية. لكنه رأى أن المؤثرين محدودي النطاق، الذين لديهم 10 آلاف متابع أو أقل، يصبحون لاعبين أكثر نفوذًا. 
تابع سوريل: "بدأ المؤثرون يتطورون بطرائق متعددة، منهم المشاهير والرؤساء التنفيذيون والسياسيون والشخصيات التلفزيونية والمعلقون وغيرهم، لكن التأثير الاعتيادي الجزئي أصبح قويًا تمامًا في الواقع، ونحن نتحدث عن اعداد صغيرة لكنهم يزدادون ثقلًا... وهذا القطاع بدأ يبتعد عن المؤثرين الكبار نحو المؤثرين المتوسطين وحتى الأصغر"، بحسب الرئيس التنفيذي لشركة دبليو بي بي. 
ذهب سوريل إلى أن الإنفاق في الإطار الرقمي في أثناء النمو ما زال صغيرًا نسبيًا، وقال: "غوغل ستحقق في هذا العام 100 مليار دولار من الإعلان، وسيحق موقع فايسبوك 40 مليارًا. وفي سياق هذه الأرقام، يكون المؤثرون صغارًا نسبيًا، وهناك تحول متزايد لكنني لن اضعه في المقدمة حين ننظر إلى محركات النمو". 

لا غنى عنهم
في سياق متصل، نقل موقع فوربس عن راشيل ليفين، وهي ناشطة مؤثرة على وسائط التواصل الاجتماعي يتابعها نحو 20 مليون متابع، قولها: "لعام 2018، لا أعتقد أن أي مجموعة محددة من الاتجاه التسويقي الذي يحدده المؤثرون ستظهر، حتى لو كانوا من كبار العاملين في الإعلان، إلا أن شركات الإعلان والشركات الأخرى أيضًا ستوظف عددًا أكبر من المؤثرين عندها ليصوغوا استراتيجية التسويق الأساسية للشركة، خصوصًا أن الناس سيدركون يومًا بعد يوم القوة الإعلامية التي يملكها المؤثرون، خصوصًا على شبكات التواصل الاجتماعي. وأعتقد أنه سيندر إطلاق أي حملة إعلانية لأي علامة تجارية من دون الاعتماد على مؤثر واحد على الأقل في وسائل الإعلام الاجتماعية. وسينمو هذا الاتجاه أكثر فأكثر، تلبية لرغبات الشركات التي ستزداد اعتمادًا على وسائل الاعلام الاجتماعية في الإعلان والتسويق".
وأتى جوابها هذا، إلى جانب إجابات من مؤثرين آخرين، على سؤال طرحته فوربس عن الاتجاهات التسويقية التي يطلقها المؤثرون وستهيمن على سوق الإعلان في عام 2018. وقالت سينتيا جونسون، وهي سيدة أعمال ومختصة في التسويق، في السياق ذاته: "لن يعود كافيًا أن تدفع لمؤثر مالًا كي يكتب منشورًا أو تغريدة، فلا غنى بعد اليوم عن سفراء الماركة التجارية، ولن يتوقف الاعتماد على صغار المؤثرين، وأرى أن مقطع فيديو مباشر أو رواية عن تجربة شخصية حقيقية هو السبيل الوحيد لاستهلاك المحتوى الترويجي".


أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "أرابيان بيزنس" و"فوربس". الأصلان منشوران على الرابطين:
http://www.arabianbusiness.com/article/383340 
https://www.forbes.com/sites/tomward/2017/12/01/the-influencer-marketing-trends-that-will-dominate-2018/2/#17b8f7565e69