لندن: اكتشف فلكيون ثقبًا أسود عملاقًا يعود تاريخه الى فجر نشوء الكون تقريبًا، وهو أبعد ثقب أسود يُكتشف حتى الآن.

وقال فريق الفلكيين برئاسة ادواردو بانادوس من مؤسسة مراصد كارنيغي للأبحاث في ولاية كاليفورنيا إن الثقب الأسود يقع في كويزار يعود تاريخه الى 690 مليون سنة بعد الانفجار الكبير. ويعني هذا ان الضوء المنبعث منه وصلنا بعد أكثر من 13 مليار سنة.

واعتبر بانادوس ان الثقب الأسود هو بمثابة صورة فريدة للكون في طفولته، حين كان عمره 5 في المئة من عمره اليوم، مثل صورة رجل عمره 50 عاماً حين كان عمره عامين ونصف العام، على حد تعبير الفلكي بانادوس. واضاف "ان هذا الاكتشاف يفتح نافذة مثيرة جديدة لفهم الكون في بداية نشوئه".

والكويزارات اجسام ساطعة بدرجات فائقة في الكون تستمد طاقتها من ثقوب سوداء تلتهم كل شيء حولها. وهذا يجعلها مصادر معلومات مثلى لحل الغاز المراحل الأولى من نشوء الكون.

مفاجأة

ويزيد حجم الثقب الأسود في الكويزار المكتشف حديثاً والأبعد حتى الآن 800 مرة على حجم الشمس. وهناك ثقوب سوداء أكبر بكثير ولكنها ليست بعيدة مثله. 

وكان الكون يمر وقت نشوء هذا الكويزار الجديد بما يسميه العلماء "عصوراً مظلمة". إذ كانت النجوم والمجرات تظهر للمرة الاولى وكان اشعاعها يحول الهيدروجين المحيط بها الى ايونات تنير الكون.

ويقدر بانادوس ان هناك كويزارات اخرى، ما بين 20 الى 100. وقال ان الكويزار المكتشف حديثًا ساطع ومتطور بحيث سيكون مفاجأة إذا اتضح انه اول كويزار ينشأ. 

ولفت بانادوس الى "ان الكون هائل والبحث عن هذه الأجسام النادرة كالبحث عن إبرة في كومة قش".

رقم قياسي 

ولم يُكتشف إلا كويزار واحد بمثل هذا البعد رغم عمليات الرصد الواسعة. ويزيد بُعد هذا الكويزار الجديد نحو 60 مليون سنة عن الكويزار الذي كان يحمل الرقم القياسي في بعد المسافة قبل اكتشافه.

ولا يعرف الفلكيون الذين يواصلون البحث الى أي حد سيقتربون من البداية الحقيقية للزمن، التي كانت قبل 13.8 مليار سنة.

استخدم فريق الفلكيين تلسكوبات ماجلان التي تديرها مؤسسة كارنيغي في تشيلي بدعم من مراصد في هاواي وجنوب غرب الولايات المتحدة وجبال الألب الفرنسية.

اعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "ميل اونلاين". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.dailymail.co.uk/sciencetech/article-5153267/The-distant-supermassive-black-hole-found.html