حثت الدول العربية الولايات المتحدة على العدول عن قرارها بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، محذرة من الخطوة قد تؤدي لتأجيج أعمال العنف بالمنطقة.

ووصف وزراء الخارجية العرب، في بيان مشترك عقب اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية في القاهرة، بحضور جميع الأعضاء، إعلان ترامب بأنه "انتهاك خطير للقانون الدولي."

وأفاد البيان بأن وزراء الخارجية أكدوا أنه "لا أثر قانونيا لهذا القرار الذي يقوض جهود تحقيق السلام ويعمق التوتر ويفجر الغضب ويهدد بدفع المنطقة إلى هاوية المزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء وعدم الاستقرار.

وحث الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، المجتمع الدولي على رفض قرار ترامب بشأن القدس، ودعا العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين.

وأشار أبو الغيط إلى أن "قرار (ترامب) كشف عن مدى عزلة الموقف الأمريكي."

ودعا وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، الدول العربية إلى بحث فرض عقوبات اقتصادية على واشنطن لإثنائها عن تنفيذ قرارها بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.

"جردها من أهليتها"

ووصف وزير خارجية فلسطين، رياض المالكي، قرار ترامب بـ "خرق لرسالة الضمانات للفلسطينيين بأنها لن تقترب من القدس ولن تعترف بها عاصمة لإسرائيل".

وشدد على أن القرار "يجرد الولايات المتحدة من أهليتها للعب دور في عملية السلام."

ودعا وزير الخارجية العراقي العالم أجمع إلى "الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية."

كما شدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، على أن بلاده لا تعترف بأي إجراءات تترتب على إعلان ترامب.

وأضاف أن اعتراف أمريكا "الأحادي منافٍ للقانون الدولي، وجرس إنذار أخير للمجتمع الدولي بأسره وللعرب والمسلمين بأن الوضع الملتهب بفلسطين يضع المنطقة بأسرها على حافة الانفجار."

القدس
BBC

وجدد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، من جهته، تحذير بلاده من أن أي إعلان (يتعلق بالقدس) قبل التسوية النهائية يشكل استفزازا للمسلمين."

في السياق ذاته، كان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان دعا إلى قمة لقادة دول منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول في 13 ديسمبر/كانون الاول.

في غضون ذلك، تواصلت الاحتجاجات في القدس وعدة مدن فلسطينية، وخرجت مظاهرات غاضبة في عدة دول من بينها مصر وتركيا والأردن وتونس والصومال واليمن وماليزيا وإندونيسيا، بالإضافة إلى مظاهرة أمام السفارة الأمريكية في برلين بألمانيا.

وأكّد ترامب في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين إذا أقره الإسرائيليون والفلسطينيون.

وطالب ترامب وزارة الخارجية الأمريكية ببدء الاستعدادات لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.

وتعد القدس معضلة في صميم الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، إذ يعتبر الفلسطينيون أن القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.

وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن قرار ترامب "اعتراف بواقع حالي وتاريخي" وليس موقفا سياسيا، وإنه لن يغير الحدود الفعلية أو السياسية للقدس.