إيلاف من بغداد: بعد يوم على اعلان العبادي النصر النهائي على تنظيم داعش في العراق فأن تكهنات راجت اليوم بأن يعلن مؤسس الحشد المرجع الاعلى السيستاني خلال الساعات المقبلة عن مصير تشكيلات الحشد التي تأسست بفتوى منه في صيف عام 2014 اثر اجتياح التنظيم لمساحات شاسعة من العراق وتهديده بالزحف على مدينتي النجف وكربلاء المقدستين لدى الشيعة.

واعلنت قيادة الحشد الشعبي اليوم عزم قيادات تشكيلاتها تفويض أمرها للمرجع الشيعي الاعلى في البلاد آية الله السيد علي السيستاني خلال المرحلة المقبلة بعد أن قامت بواجبها في قتال تنظيم داعش. وقالت مديرية إعلام الحشد الشعبي في بيان أنه "من المقرر وصول قيادات فصائل الحشد الشعبي في وقت لاحق من اليوم إلى مكتب المرجعية لإعلان تفويض أمر الحشد للمرجع السيستاني خلال المرحلة المقبلة" بعد اعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي السبت الانتصار النهائي على داعش واستعادة جميع الأراضي العراقية من سيطرته.

ومنذ صباح اليوم يتوافد الالاف من مقاتلي داعش على مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) حيث مقر ومنزل المرجع السيستاني، وقال مجلس محافظة النجف الأحد عن توافد الالاف من المقاتلين والمواطنين إلى المحافظة لإعلان الوفاء للمرجعية الشيعية المتمثلة بالمرجع بعد إعلان النصر النهائي على داعش". 

السيستاني سيوضح موقفه الجديد من فتواه بتشكيل الحشد

واشار رئيس اللجنة الأمنية في المجلس كاظم الجليحاوي في تصريح صحافي اطلعت عليه "إيلاف" الى إن "الالاف من المقاتلين والمواطنين توافدوا على محافظة النجف خلال الساعات الاخيرة لتأكيد ولاءها للمرجعية بعد إعلان النصر النهائي على تنظيم داعش وتحرير كامل الاراضي العراقية من سيطرته".

واوضح ان المرجعية ستصدر بيانا بشأن فتوى الجهاد الكفائي التي كان السيستاني قد اصدرها في 13 يونيو عام 2014 ودعا فيها العراقيين للدفاع عن المقدسات والاراضي والاعراض.

ولعبت قوات الحشد الشعبي التي تضم تشكيلات مسلحة غالبيتها من الشيعة الذين استجابوا لفتوى السيستاني احدى القوى العسكرية الضاربة ضمن القوات العراقية المشتركة في مواجهة داعش وطرده من الاراضي التي احتلها في يونيو حزيران عام 2014. ويضم الحشد كذلك مقاتلين من العشائر السنية تطلق عليهم تسمية "الحشد العشائري".

ويقدر عدد مقاتلي الحشد الشعبي بين 60 و80 الف مقاتل حيث اقر مجلس النواب في تشرين الثاني نوفمبر عام 2016 قانون الحشد الهادف الى وضع تلك الفصائل تحت الإمرة المباشرة للقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي. واعتبر القانون فصائل وتشكيلات الحشد الشعبي "كيانات قانونية تتمتع بالحقوق وتلتزم بالواجبات باعتبارها قوة رديفة وساندة للقوات الأمنية العراقية ولها الحق في الحفاظ على هويتها وخصوصيتها ما دام ذلك لا يشكل تهديداً للأمن الوطني العراقي".

وتوجه قوى سنية وكردية الى الحشد اتهامات بارتكاب جرائم طائفية وعرقية خلال عمليات تحرير المناطق التي كان يحتلها داعش او عندما تقدمت القوات العراقية بمشاركة الحشد في 16 اكتوبر تشرين الاول للسيطرة على مدينة كركوك الشمالية وبلدات اخرى متنازع عليها بين بغداد واربيل.

ومن المعروف ان معظم تشكيلات الحشد الشعبي الشيعية تتلقى دعما تسليحيا وتدريبا من قوات الحرس الثوري الايراني حيث طالما تواجد قائد "فيلق القدس" في الحرس اللواء قاسم سليماني مع فصائل الحشد خلال معاركه ضد تنظيم داعش فيما قال اكثر من مسؤول عراقي انه يعمل مستشارا رسميا للقوات العراقية. 

احتفالات بالنصر امام منزل السيستاني

واليوم احتفل المئات من عناصر الجيش والحشد الشعبي امام منزل السيستاني في النجف باعلان النصر على داعش في وقت خرج الالاف من العراقيين في مختلف مدنهم محتفلين بهذه المناسبة.

وفي المنامة أكد مستشار الأمن الوطني رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض الاحد أن الحشد قوة اساسية ومهمة اسهمت بشكل كبير في تحقيق النصر على داعش. وقال الفياض خلال مؤتمر حوار المنامة المنعقد في البحرين ان "الحشد الشعبي قوة مهمة وأساسية تقف بجانب الجيش العراقي وهو على درجة عالية من الانضباط ".. لافتا الى "الحشد الشعبي يتحرك بأمر من القائد العام للقوات المسلحة واسهم بشكل كبير بتحرير الاراضي المغتصبة من داعش".

وكان العبادي قد وعد العراقيين امس لدى اعلانه النصر النهائي على داعش بخدمة جميعِ ‏ابناءِ الشعبِ دون تمييزٍ وحفظِ ثرواتِه الوطنيةِ وتنميتِها وتحقيقِ العدالةِ والمساواةِ ‏واحترامِ الحرياتِ والمعتقداتِ والتنوعِ الديني والقومي والمذهبي والفكري الذي تَزخَرُ ‏به ارضُ الرافدين والالتزامِ بالدستورِ والعملِ على سيادة سلطةِ القانون في جميعِ ‏انحاءِ البلاد وحصر السلاح بيد الدولة".