علقت بعض الصحف العربية على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب معظم قواته من سوريا.

في صحيفة "الثورة" السورية، قلّل أسعد عبود من أهمية هذا الانسحاب الذي اعتبره "انسحاباً جزئيا"، مضيفاً أنه "يتناسب مع حاجة المعركة في ظروفها الراهنة".

وأشار إلى أن هذا الانسحاب "يعكس ثقة القادة الروس بدور ومقدرة الجيش العربي السوري على الإمساك التام بزمام المعركة بالتعاون مع الحلفاء أينما كانوا".

واعتبرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية في افتتاحيتها أن قرار بوتين حمل بعض الرسائل، منها أنه يريد أن يبلغ مواطنيه "أنه، وقد أعلن ترشيح نفسه لدورة رئاسية رابعة...، الأجدر بقيادة البلد، بدليل مغانم موسكو في سوريا، وتحقيق حلم القياصرة القديم في الوصول إلى شطآن المتوسط الدافئة".

الرسالة الثانية، بحسب الصحيفة، موجهة للعالم خارج روسيا والولايات المتحدة والقوى الإقليمية والعالمية وإيران "مفادها أن روسيا باتت سيدة المشهد هنا، وهي التي تضع قواعد اللعبة السياسية بعد أن أرست قواعد الشطر العسكري من اللعبة و'أنجزت المهمة'".

وتضيف أن "الرسالة الثالثة تخاطب الداخل السوري، معارضة وموالاة على حدّ سواء... مفادها أن موسكو وقد أنقذت النظام من السقوط عن طريق تدخل عسكري واسع النطاق... فإنها فعلت ذلك لكي تضمن سقوطه تحت إمرة القيصر الروسي في المقام الأول".

"اختبار كبير"

القمة الإسلامية
Getty Images

وفي شأن آخر، أولت صحف عربية وإقليمية اهتماماً بقمة منظمة التعاون الإسلامي الطارئة في إسطنبول في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقبل انعقاد القمة، اعتبرت صحيفة "الرأي" الأردنية أن "قمة اسطنبول تكتسب أهميتها من جهة دوافع انعقادها في ظل قرار الرئيس ترامب الذي وجه فيه ضربة موجعة للمنظومة الدولية وقرارتها المتعلقة بالقدس والقضية الفلسطينية بالعموم، وما يترتب على ذلك من نسف لكل جهود السلام والعودة بالمنطقة إلى العنف والدماء".

وترى صحيفة "الشرق" القطرية في افتتاحيتها أن القمة هي "أول تحرك جاد لاتخاذ موقف موحد ومنسق" تجاه القرار الأمريكي.

وفي موقع "يني الشفق" التركي، خاطب إبراهيم قراغول زعماء الدول الإسلامية، قائلا "إنكم أمام اختبار كبير، فإما أن تكونوا قادة التاريخ وكتبته، وإما أنا تحجزوا لأنفسكم مكانا في صفحته السوداء وتتسببوا في انهيار المنطقة بأسرها".

وأضاف "ينبغي لكم اليوم في اسطنبول اتخاذ قرار ونشر الأمل والسير في طريق شريف من أجل بلادنا وأمتنا ومنطقتنا ومقدساتنا وتاريخنا ومستقبلنا... عليكم اتخاذ قرارات تثلج صدورنا من أجل القدس، ورسم طريق والريادة فيه والسير بخطوات قوية من أجل التصدي لموجات الاحتلال الغربي التي تستهدف منطقتنا ولكي تثبتوا لشعوبنا أنهم ليسوا بمفردهم".

في "الدستور" الأردنية، يطالبُ عريب الرنتاوي القادة العرب "أن ينفروا خفافاً وثقالاً إلى إسطنبول اليوم، فيعملوا مع قادة 55 دولة إسلامية، على خطة عمل تعاقب واشنطن وتحاصر إسرائيل".

ويتساءل: "فهل أقل من سحب سفراء هذه الدول مجتمعة، لمدة ستة أشهر أو سنة من واشنطن على سبيل المثال؟ هل أقل من تجريم التطبيع مع إسرائيل ودعوة دولنا وحكوماتنا لـ 'قوننته' و 'دسترته'؟ هل أقل من تقديم العون والإسناد لفلسطين في موقفها الداعي لكسر الاحتكار الأمريكي لعملية السلام؟ هل أقل من خطة عربية - إسلامية، لتعزيز صمود القدس وأهلها وحفظ إرثها وتاريخها وهويتها العربية والإسلامية، التي تتعرض لأبشع عمليات 'الأسرلة' و 'التهويد'؟".

في صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية، يقول رئيس التحرير عبد الباري عطوان إن "مُحاربة المَشروع الاستيطاني الإسرائيلي العُنصري باتت الآن على قِمّة أولويّات المِحور الإيراني التّركي وحُلفائِه العَرب والمُسلمين، ونَجزم بأنّ هذا التطوّر الجَديد، وغَير المَسبوق، سيَنعكس في مُداولات وخُطب والبَيان الخِتامي للقِمّة الإسلاميّة... وربّما تُشكّل نُقطةَ تَحوّلٍ تاريخيّة".