لندن: حذر باحثون في الأمم المتحدة من ان الكومبيوترات والهواتف المحمولة والالكترونيات الأخرى المستهلكة هي الآن مشكلة النفايات الأسرع نمواً في العالم وتتطلب تحركاً عاجلا لمعالجتها.

واكتشفت دراسة جديدة اجرتها الأمم المتحدة ان حجم النفايات الالكترونية ازداد بنسبة 8 في المئة خلال عامين ولكن 20 في المئة فقط من هذه النفايات يُعاد تدويرها.

وعلى سبيل المثال فان كل بريطاني يرمي ما بين 20 و25 كلغم من النفايات الالكترونية كل عام ، وتؤول غالبيتها الى مكبات أو تُحرق أو تتكدس بلا فائدة في البيوت.

وقال نائب رئيس جامعة الأمم المتحدة جاكوب راينر "ان هذا التقرير يبين ان كميات النفايات الالكترونية تستمر في النمو وان اجهزة مستهلكة مثل الهواتف والكومبيوترات والمحمولة والثلاجات والتلفزيونات والحساسات تحوي مواد تشكل مخاطر كبيرة على البيئة والصحة ، لا سيما إذا لم تُعالج معالجة وافية".

ولاحظ باحثو الأمم المتحدة ان غالبية النفايات الالكترونية لا تُسجل بصورة صحيحة ولا تُعالج بطرق وسلاسل إعادة التدوير. 

وتُعرف النفايات الالكترونية بأنها أي جهاز يرتبط بمصدر كهرباء بما في ذلك فرش الاسنان والأباريق الكهربائية والكومبيوترات والطابعات والهواتف الذكية والغسلات الكهربائية واجهزة الراديو.

واكتشفت الدراسة الجديدة التي اجراها الباحثون في جامعة الأمم المتحدة ان عام 2016 انتج 43 مليون طن من النفايات الالكترونية بزيادة 8 في المئة على كميتها في عام 2014 ، وهو أعلى معدل للزيادة بين سائر انواع النفايات الأخرى ويزيد مرتين على معدل زيادة النفايات البلاستيكية ، ويعادل وزنها نحو تسعة اهرامات من اهرامات الجيزة الكبيرة أو 4500 برج ايفيل.

وقال باحثو الأمم المتحدة ان ما تبلغ قيمته نحو 54 مليار دولار من المواد التي يمكن استخدامها من جديد تُرمى في المكبات أو تُبقى مركونة في زاوية من البيت كل سنة. 

واعلن انتونيس مايروبولوس رئيس الرابطة الدولية للنفايات الصلبة الذي شارك في اعداد تقرير الأمم المتحدة "اننا نعيش عصر انتقال الى عالم مرقمن حيث الأتمتة والحساسات والذكاء الاصطناعي تحدث تحولات جذرية في جميع الصناعات وفي حياتنا اليومية ومجتمعاتنا وان النفايات الالكترونية هي النتاج الأقوى تعبيراً عن هذا الانتقال وكل شيء يبين انها ستستمر في النمو بمعدلات غير مسبوقة".

ويزداد حجم هذه النفايات بدفع من هبوط اسعار الأجهزة الالكترونية مع تشجيع الشركات للمستهلكين على شراء احدث منتجاتها واستبدالها خلال فترات اقصر من السابق وجعل الأجهزة القديمة لا تتوافق مع البرمجيات الجديدة.

ويتوقع خبراء زيادة النفايات الالكترونية بنسبة 17 في المئة بحلول عام 2021 وزيادة حجمها الى 51 مليون طن سنوياً مع استمرار التوسع في التكنولوجيا الرقمية.

ويستخدم الانترنت الآن نحو نصف سكان العالم بالمقارنة مع 20.5 في المئة عام 2007. وتملك نحو 48 في المئة من العائلات كومبيوتراً واحداً على الأقل بالمقارنة مع 30.2 في المئة عام 2007. 

ودعا التقرير الى تحرك دولي لتحسين تصميم المكونات في الاجهزة الكهربائية والالكترونية لتيسير اعادة استعمالها واعادة تدويرها واستعادة ما فيها من معادن ثمينة. 

 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي

http://www.telegraph.co.uk/science/2017/12/13/discarded-phones-computers-electronics-behind-worlds-fastest/