كويتا: نشرت السلطات الباكستانية جنودا داخل وحول احد كنائس مدينة كويتا في جنوب غرب البلاد الاثنين عندما احيا المسيحيون بحزن عيد الميلاد بعد اعتداء دام لتنظيم الدولة الإسلامية استهدف كنيستهم اودى بتسعة اشخاص قبل أسبوع.

وتمركز قناصة فوق الكنيسة الواقعة في عاصمة اقليم بلوشستان المضطرب، فيما كان ناجون يتذكرون احبائهم الذين قضوا في الاعتداء مطالبين بتسليح الطائفة.

وانفجر أحد الناجين باكيا فيما كان يقترب من المذبح للمناولة، فيما انتحب عدد من المصلين الآخرين في القداس الكئيب.

وقالت الشابة افتاب "إنها مناسبة للفرح عادة، لكنها مؤلمة اليوم (...) لكل من حضر القداس ويتذكر الاعتداء". 

وأدى الهجوم الانتحاري الذي استهدف الكنيسة التابعة لطائفة الميثوديست البروتستانتية الأحد الفائت إلى مقتل تسعة اشخاص وجرح ثلاثين آخرين.

وبين القتلى امرأتان فيما يرقد عدد من المصابين في حالة حرجة. 

وقالت الشرطة إن قوات الامن اعترضت انتحاريا خارج الكنيسة وقتلته، لكن الانتحاري الثاني تمكن من عبور المدخل الرئيسي للكنيسة وفجر نفسه.

وكانت الكنيسة مكتظة بالمصلين ذلك اليوم على غير العادة بسبب اقتراب عيد الميلاد. 

لكن الاثنين، كان الحضور أقل مع قرابة 250 شخصا عوضا عن 350 بحكم المعتاد، رغم الانتشار الكثيف للشرطة حول الكنيسة.

وقالت روكسانا نذير، الام التي أوضحت أن ستة من اقاربها جرحوا في الاعتداء، إن "شبح الخوف كان يطاردنا اثناء قداس" الاثنين. 

لكن ناجين آخرين بينهم شيذا ابنة نذير البالغة 13 عاما قالوا إنهم لم يشعروا بأي خوف لإيمانهم الكبير بالخالق. 

وحضر عدد من المسؤولين والسياسيين المسلمين في المدينة القداس لإظهار التضامن مع الطائفة المنكوبة. 

-دعوات لتسليح المصلين -
ويعود تاريخ الكنيسة في المدينة الى العام 1890، حسب ما أفاد مسؤولون وكالة فرانس برس. 

وكشف كاهنها سيمون بشير أنه يطالب بنشر حماية أكبر حول الكنيسة منذ قرابة العشر سنوات.

ودعا بعض المصلين إلى السماح لأبناء الطائفة بحمل السلاح اثناء المشاركة في الصلاة، تحسبا لاي هجوم في المستقبل. 

من جهته، ايد رئيس ابرشية كراتشي وبلوشستان الاسقف صديق دانيال الذي زار كويتا لحضور قداس الميلاد هذا التوجه.

وأوضح دانيال أن الفكرة تم طرحها على الشرطة التي طالبت الطائفة بإرسال متطوعين لتلقي تدريبات على حمل السلاح.

وقال الاسقف "انه امر مؤلم ان يصلي المؤمنون في ظل اجراءات امنية مشددة".

واضاف انه خلافا للاستعدادات التي تم اتخاذها بمناسبة عيد الميلاد، "لم يكن هناك رجال شرطة او آليات خارج الكنيسة" يوم وقوع الاعتداء، رغم ان "أولئك الذين كانوا في الداخل قاتلوا بشجاعة".

يشكل المسيحيون اقل من 2% من سكان باكستان البالغ عددهم 200 مليون نسمة وهم يعانون من التمييز والتهميش وتقتصر وظائفهم على الاعمال المتدنية الاجر فيما يتعرضون احيانا لاتهامات بالتجديف والكفر. 

كما يشكلون منذ سنوات الى جانب اقليات دينية اخرى هدفا للاسلاميين. 

ففي العام 2013 قتل 82 شخصا عندما استهدف انتحاريون كنيسة في مدينة بيشاور. 

وشهدت لاهور عام 2016 احد اكثر الاعتداءات دموية في باكستان خلال احتفالات عيد الفصح في تفجير انتحاري ادى الى مقتل اكثر من 75 شخصا بينهم اطفال. 

وتواجه الشرطة والجيش في باكستان المتمردين الاسلاميين والقوميين في بلوشستان الغنية بالموارد المعدنية. 

وتحاذي بلوشستان ايران وافغانستان وهي الأكبر بين اقاليم باكستان الاربعة لكن سكانها وعددهم سبعة ملايين يشتكون من عدم حصولهم على حصة عادلة في ثرواتها من الغاز والمعادن. 

وتراجع العنف في الاعوام الماضية نظرا لمساعي السلطات في الترويج للتنمية.