كان 2017 عاماً صعباً على المجلات البريطانية، حيث شهدت هبوط الاعلانات بنسبة حادة بلغت 11 في المئة هي الأعلى منذ عام 2009. كما توقف في عام 2017 نحو مليون بريطاني عن شراء المجلات أو الاشتراك فيها. في هذه الاثناء، اوقفت مجلة غلامور الاميركية الشهرية المعنية بشؤون المرأة طبعتها البريطانية، فيما استغاثت مجلة رولنغ ستون بالقراء الاثرياء لانقاذها. 

وقالت وكالة غروب أم العملاقة للاعلان، التي تشتري من المساحات الاعلانية ما يزيد قيمته على 75 مليار دولار عالمياً، إن العامل الرئيسي لهبوط الاعلانات في المجلات هو نمو شركات تكنولوجية عملاقة مثل فايسبوك، مشيرة الى ان فايسبوك وغوغل يستمران في النمو بقوة، وان تأثيرهما يمتد الى كل وسط.

وبحسب شركة إيماركيتر لأبحاث السوق، فإن هذين العملاقين التكنولوجيين يستأثران بنسبة 65 في المئة من الـ 6.5 مليارات دولار التي تُنفق سنوياً على الاعلان في بريطانيا. وان هذه الهيمنة تلتهم السوق التي تعتبر شريان الحياة للناشرين الساعين الى تأمين مستقبل رقمي لمطبوعاتهم الورقية التقليدية.

ولكن آدم سمث المدير في وكالة غروب أم، التي تملكها دبليو بي بي ، اكبر شركة للدعاية والاعلان في العالم ، قال إن من المبكر كتابة نعي المجلة الورقية، مؤكداً ان تراجع الاستثمار في الاعلان لا يتناسب مع الهبوط في توزيع هذه المجلات.

واضاف سمث ان ناشري المجلات يراهنون في عام 2018 على قلق المعلنين من نشر اعلاناتهم بجانب محتوى مرفوض مثل الاخبار الكاذبة والمواقع المتطرفة لاقناع المعلنين بإعادة النظر في الأمكنة التي ينفقون فيها اموالهم على الاعلان والعودة الى المجلات.

ونقلت صحيفة الغارديان عن جيمس وايلدمان، الرئيس التنفيذي لشركة هيرست يو كي، التي تنشر عدة مجلات، قوله "ان هناك قلقاً متزايداً لدى المعلنين يجري التعبير عنه بصوت عالٍ إزاء قضايا بينها الثقة والاخبار الكاذبة والاحتيال الاعلاني وبعض النشاطات المقيتة التي تُمارس رقمياً". واضاف ان كلمة "ثقة" تتردد كثيراً الآن في مواقف المعلنين، متوقعاً ان يحدث في السنة الجديد تصحيح لهذا الوضع. 

وفي حين ان الضغط يتزايد على المجلات ذات التوزيع المتوسط مثل الاسبوعيات النسائية والمجلات المعنية بأخبار النجوم والمشاهير التي هبطت مبيعاتها بمعدلات لا تقل عن 10 في المئة، فإن المجلات الترفية الفاخرة اثبتت قدرة على الصمود.

وقالت مصادر في صناعة النشر إن عدد ديسمبر من مجلة فوغ وهو الأول الذي يصدر باشراف رئيس تحريرها الجديد ادوارد اينينفول ، سجل زيادة في التوزيع بنسبة 40 في المئة مقارنة مع توزيعها الاعتيادي البالغ 190 الف نسخة. وارتفعت الايرادات المتحققة من الاعلانات بنسبة 29 في المئة مقارنة مع عام 2016. 

وقال اليكس بيلميس، رئيس تحرير مجلة ايسكواير، إن ناشري المجلات يطمحون في تقديم مطبوع ورقي جميل يوفر محطة استراحة من مواقع التواصل الاجتماعي. واضاف انه يسمع الكثير عن موت المجلة، ولكن هذا ليس احساسه "ولا يوجد سبب للهلع الكامل". 

اعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.theguardian.com/media/2017/dec/25/death-magazines-overplayed-titles-fight-back-facebook

.