«إيلاف» من لندن: في قراءة سريعة لتصريحات أطياف المعارضة السورية الرئيسيّة حول مؤتمر سوتشي، لا يبدو اليوم بالمجمل، أن هناك خلافاً حاداً حول الرغبة في المشاركة فيه.

ولكن يتضح الخلاف، بحسب معارضين سوريين تحدثوا الى "إيلاف"، على طريقة الجلوس في الكراسي الأمامية ومدى ما سيحصدونه من التريث في قرار المشاركة أو من محاولة رفع نسبة حضور كل طرف ومدى إمكانية احداث اختلاف او تسجيل نقاط، خاصة في ظل العدد الكبير المدعو الى هناك، والذي تردد أنه سيتجاوز الـ 1700مشارك .

ويثير موضوع سوتشي، المزمع عقده نهاية الشهر القادم، شهية الاعلاميين والمعارضين والناشطين على حد سواء، ورغم الحملة الإعلامية والبيانات التي نددت بالمؤتمر الا أن الأطراف الرئيسيّة في المعارضة السورية بعد اجتماع الجولة الأخيرة من أستانة تحديداً، والقرار الثلاثي ما بين ايران وتركيا وروسيا للموافقة على عقد المؤتمر، اختلفت مواقفها وأبدت مواقف مختلقة، اتسمت بالليونة بشكل اكبر نحو حضور المؤتمر وعدم قول "لا " لجهة عدم الحضور، بل التريث ومطالبة الروس بإيضاحات حوله وكشف المتحدث باسم وفد المعارضة السورية المفاوض يحيى العريضي في آخر تصريحات له عن أن هيئة المفاوضات لا تزال تدرس موقفها من مؤتمر سوتشي.

وأشار العريضي إلى أنه من السهل رفضُ الحضور في سوتشي، لكن هناك مسؤوليات سياسية ستحدد القرار النهائي.

كما أعلن رئيس وفد المعارضة السورية إلى محادثات أستانة 8، أحمد طعمة، في مؤتمر صحفي عقب انتهاء أستانة 8، إنهم سيناقشون سوتشي بعد العودة والحديث في جميع التفاصيل للوصول إلى نتيجة.

وحول المحددات التي يجب أن يتضمنها، أنه “من الضروري أن تؤدي مخرجات المؤتمر إلى دفع العملية السياسية في جنيف”، ثم فهم من أحد تصريحاته أنه يرحب بِالمؤتمر .

بعد ذلك عدل من تصريحاته نحو مواقف أكثر تشدداً من سوتشي ، بعد انتقادات طالته من ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال لديلي صباح التركية إن وفدهم لم يتخذ قراراً بعد بشأن مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي تدعو روسيا إلى عقده في سوتشي، مؤكداً أن موقفهم منوط بالتفاصيل والمعلومات التي سيقدمها الجانب الروسي حول المؤتمر.

وأضاف طعمة أن المعارضة السورية "لن تسمح بتمرير مخططات إعادة تأهيل الأسد والعودة إلى الوراء سواء في سوتشي أو في غيرها"، مؤكداً في الوقت ذاته أن ذلك لن يكون ممكناً ولا مقبولاً حتى بالنسبة إلى المجتمع الدولي.

فيما اكتفى الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي يشارك في الهيئة العليا للمفاوضات بتصريحات رافضة لسوتشي من الأمين العام السابق يحيى مكتبي دون إصدار بيان رسمي 

ويتذكر معارضون هذه الأيام ومواقف المعارضة من الاستحقاقات الدولية حين انقسم الائتلاف منذ سنوات ما بين قرار الذهاب الى جنيف وعدم الذهاب ثم انضم الجميع الى هذا الاستحقاق الدولي.

ويبدو وسط ذلك موقف تيار الغد السوري أكثر وضوحاً، حين أعلن رئيسه احمد الجربا في موسكو أمس وبعد لقاءات مع سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي وغداء عمل مع ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي ان التيار قرر المشاركة في سوتشي بناء على معطيات مشجعة .

وحين تحدث عن مصير بشار الاسد، كشف لقنوات روسية أن “موضوع الأسد سيناقش، اليوم نحن السوريين لسنا أصحاب القرار سواء النظام أو المعارضة، وهناك أطراف أخرى وتدخلات والنفوذ الخارجي سواء الإقليمي أو الدولي كبير في سوريا، فسنرى كيف ستسير الأمور”.

ويبقى أخيرا موقف جماعة الاخوان المسلمين في سوريا الذين رفضوا في بيان لهم أمس بالمطلق حضور سوتشي رغم أن لهم أعضاء مشاركين في الهيئة العليا والائتلاف وشنوا هجومًا على روسيا ودعوا الى عدم المشاركة فيه، وكانت قد سبقتهم بعض الفصائل و المجلس الاسلامي السوري الى ذات الموقف في بيانات متفرقة ، تلقت "ايلاف" نسخًا عنها .

ويبقى أيضا حسم مشاركة الأكراد في شمال سوريا ما بين الرفض التركي لذلك والتأكيد على هذا الرفض، والوعود الروسية لهم بالمشاركة وقد اعتبرت الادارة الذاتية في بيان، تلقت " إيلاف " نسخة منه ، ووقعت عليه عدة أحزاب ، بأن"المشاركة في هذا المؤتمر يجب أن تكون تحت اسم الإدارة الذاتية الديمقراطية والقوى السياسية في شمال سوريا، كوننا نمثل الإرادة السياسية للكيانات والقوى الاجتماعية في المنطقة، ولن نشارك بغير ذلك كأفراد أو أشخاص من مكونات شمال سوريا".

وقال سيبان حمو قائد وحدات حماية الشعب الكردية، إن روسيا وعدت بأن يتم تمثيل المنطقة من أكراد سوريا في محادثات سوتشي.