واشنطن: حذّر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس النظام السوري الجمعة من شنّ أي هجوم على "قوات سوريا الديموقراطية" ذات الغالبية الكردية المدعومة من واشنطن والتي اتهمها الرئيس بشار الأسد في الآونة الأخيرة بالخيانة.

وقال الوزير في مؤتمر صحافي في البنتاغون "لدينا خط فاصل" بين المناطق التي يسيطر عليها حلفاء الولايات المتحدة في الشرق السوري، وتلك الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية المدعومة من روسيا في الغرب.

وأضاف "سيكون من الخطأ" تجاوز هذا الخط".

وكان الرئيس بشار الاسد تبادل في الآونة الأخيرة الاتهامات بالخيانة مع قوات سوريا الديموقراطية التي تتألف من مقاتلين أكراد وعرب، للمرة الأولى من بدء النزاع السوري، ما قد ينذر بصدام بين الطرفين.

ومما قاله الرئيس السوري "كل من يعمل لصالح الأجنبي، خصوصاً الآن تحت القيادة الأميركية (...) وضد جيشه وضد شعبه هو خائن، بكل بساطة".

وتابع الأسد بعدما التقى وفدا روسيا رفيعا "هذا هو تقييمنا لتلك المجموعات التي تعمل لصالح الأميركيين".

وكانت قوات سوريا الديموقراطية خاضت معارك عنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية ونجحت في طرده من مناطق واسعة، مدعومة بتحالف دولي تقوده واشنطن، وذلك من دون أي تنسيق مع النظام الذي كان يقاتل التنظيم المتشدد في مناطق أخرى مدعوما من روسيا وحلفائه الآخرين.

وقال ماتيس الجمعة إن مسؤولين أميركيين سيذهبون إلى شرق سوريا لتنظيم شؤون نزع الألغام وإعادة الإعمار.

وأضاف ردا على سؤال حول طبيعة الدور الأميركي في سوريا في العام المقبل "سترون مزيدا من الدبلوماسين على الأرض".

وتابع إن مهمة العسكريين الأميركيين الموجودين في سوريا "ستنتقل من السيطرة على الأراضي إلى تأمين الاستقرار"، وإن "العسكريين سيؤمنون تحرّك دبلوماسيينا وأمنهم".

ولم يوضح الوزير ما هو السند القانوني لإرسال دبلوماسيين إلى سوريا، علما أن التحالف الدولي لم يتدخّل رسميا سوى لضرب تنظيم الدولة الإسلامية مستندا الى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تجيز الدفاع عن بلد أو مجموعة من الدول الحليفة، وذلك بعدما استهدفت هجمات التنظيم دولا أوروبية عدة منضوية مع واشنطن في حلف شمال الإطلسي.

وبات النظام السوري يسيطر على 55 % من مساحة سوريا بعدما حقق تقدما كبيرا على فصائل المعارضة وعلى تنظيم الدولة الإسلامية، منذ التدخل الروسي.

أما قوات سوريا الديموقراطية فتسيطر على 28 %.

وطوال سنوات النزاع السبع تقريبا نجح الأكراد والنظام عمليا في تجنب الاصطدامات باستثناء مواجهات محدودة. إلا أن المعروف أن الأقلية الكردية التي لا تشكل سوى 15 بالمئة من السكان، كانت تعاني قبل اندلاع الحرب من القمع طيلة عقود خلال حكم عائلة الأسد.