اتسعت رقعة الاحتجاجات على الغلاء والفساد في إيران، الجمعة، لليوم الثاني على التوالي، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب النظام الإيراني بالالتفات إلى شؤونهم الداخلية.

وخرج المتظاهرون إلى الشوارع في مدن كرمانشاه وقم والأهواز وأصفهان وقوجان وساري وقائمشهر وقزوين ورشت وزاهدان، وهمدان وخرم آباد وسبزوار وبجنورد، وفق ما ذكر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

ورفع المتظاهرون شعار من بينها "الموت لحزب الله"، و"استحِ يا سيد علي واترك الحكم" (علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني)، و"الموت لروحاني" في إشارة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وواصل المتظاهرون احتجاجاتهم متحدين التهديدات التي أطلقها مسؤولين إيرانيين، اعتبروا المظاهرات "تجمعات غير قانونية".

وقال اسحق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني، إن "متشددين معارضين للحكومة قد يكونون مسؤولين عن التظاهرات التي امتدت الجمعة إلى العاصمة طهران".

تظاهرات جديدة احتجاجا على الضائقة الاقتصادية في ايران (مسؤولون)

واعتبر اسحق جهانغيري نائب الرئيس الايراني ان متشددين معارضين للحكومة قد يكونون مسؤولين عن التظاهرات التي امتدت الجمعة الى طهران ومدينة كرمنشاه في غرب البلاد، رغم ان اعدادهم بقيت ضئيلة.

ونقل التلفزيون الرسمي الايراني عن نائب الرئيس الايراني قوله ان "بعض الحوادث التي وقعت في البلاد (حصلت) بذريعة مشاكل اقتصادية ولكن يبدو ان ثمة امرا اخر خلفها".

وقال جهانغيري "يعتقدون انهم يؤذون الحكومة بما يفعلون"، مؤكدا انه ينبغي كشف هويات المسؤولين عما حصل.

وقال نائب محافظ طهران محسن حمداني إن "اقل من 50 شخصا" تجمعوا في احدى ساحات المدينة وتم توقيف العديد منهم بعد ان رفضوا اخلاء المكان، بحسب صحيفة "اعتماد" الاصلاحية.

واضاف حمداني "كانوا تحت تأثير الدعاية"، وكانوا "غير مدركين ان غالبية هذه الدعوات للتظاهر تأتي من الخارج".

في كرمنشاه كانت التظاهرة اكبر، فقد اظهرت تسجيلات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مئات من المتظاهرين، وافادت التقارير ان التظاهرة كانت لمن خسروا اموالهم جراء انهيار مؤسسات التسليف غير المرخص لها في السنوات الاخيرة.

وافادت وكالة انباء تسنيم المحافظة ان "المتظاهرين طالبوا بكشف مصير حساباتهم وان الشرطة تعاطت معهم بروية رغم عدم حصولهم على اذن بالتظاهر".

ويأتي ذلك غداة اعتقال 52 شخصا في مدينة مشهد (شمال شرق) التي تعد مركزا دينيا مهما في ايران، احتجاجا على غلاء الاسعار وتراجع الاوضاع الاقتصادية في عهد الرئيس حسن روحاني.

وأظهرت تسجيلات مصورة بثتها شبكة "نظر" الاصلاحية متظاهرين في مدينة مشهد وهم يهتفون "الموت لروحاني".

ورددوا ايضا هتافات من بينها "الموت للديكتاتور" و"لا غزة ولا لبنان، حياتي لايران"، في ما يؤشر إلى غضب البعض في إيران من تركيز السلطات على القضايا الاقليمية بدلا من تحسين الظروف داخل البلاد.

لكن أسباب الاحتجاجات أكثر عمقا مما تبدو، بحسب النائب الإيراني حميد غارمابي.

وقال النائب الذي يمثل مدينة نيسابور قرب مشهد لوكالة فراس "هناك ازمة كبيرة في مشهد سببتها المؤسسات المالية غير القانونية".

ويشير بذلك إلى تكاثر مؤسسات الاقراض خلال عهد الرئيس السابق محمود احمدي نجاد.

وادت طفرة في قطاع البناء، الخارج عن السيطرة، الى تراكم الديون لدى البنوك وشركات الاقراض، يضاف الى ذلك ارتفاع التضخم والفوضى التي احدثتها العقوبات الدولية ما دفع كثيرا من المؤسسات الى التخلف عن سداد ديونها.

وسعت حكومة روحاني، منذ وصوله الى السلطة عام 2013، الى تنظيم القطاع المالي، واغلقت ثلاثا من مؤسسات الاقراض الكبرى في البلاد، بينها ميزان. 

لكن التقدّم في تنظيم هذا القطاع كان بطيئا. 

وكانت مدينة مشهد اكثر المدن تضررا بإغلاق مؤسسة ميزان، التي كانت تدير نحو مليون حساب، ما أدى لاندلاع احتجاجات في المدينة منذ العام 2015، بحسب وكالة ارنا للأنباء الرسمية.

وكانت كرمنشاه الاكثر تضررا جراء المشاكل التي واجهتها مؤسسة الاقراض كاسبيان، بحسب وكالة تسنيم.