مظفر ناغار: أدلى ملايين الناخبين في ولاية اوتار برادش الاكثر كثافة سكانية في الهند السبت بأصواتهم، في اقتراع يعتبر اختبارا مهما لرئيس الوزراء ناريندرا مودي في منتصف ولايته الاولى.

ويبلغ عدد سكان اوتار برادش اكثر من مئتي مليون نسمة- ما يفوق عدد سكان البرازيل- وتعتبر نتيجة الانتخابات فيها مؤشرا الى اتجاه السياسة الهندية.

ينظر الى انتخابات هذه الولاية الشمالية على انها استفتاء على قرار مودي المثير للجدل بمنع الفئات النقدية الكبيرة، وهي خطوة هدفت الى مكافحة تهرب الاثرياء من دفع الضرائب الذي يسبب ضررا كبيرا للفئات الريفية الفقيرة.

وكانت الولاية قد صوّتت بشكل ساحق لصالح حزب مودي القومي بهاراتيا جاناتا في الانتخابات العامة عام 2014، ما اعطاه دفعا كبيرا في فوزه على جزب المؤتمر الذي سيطر على الساحة السياسية الهندية منذ الاستقلال.

لكن حزب بهاراتيا جاناتا يواجه هذه المرة تحديا من رئيس حكومة اوتار براديش، اخيليش ياداف، وهو شاب يتمتع بكاريزما واستفاد من قرار مودي حول الفئات النقدية لاجتذاب ناخبي الولاية.

وقال ياداف للصحافة في لوكناو عاصمة الولاية "على مودي ان يعطي الناس اجوبة، فمصداقيته ستصبح موضع تساؤل، ولهذا هو مصاب بالهلع الآن". واضاف "نتيجة (هذه الانتخابات) ستتسبب له بهزة قوية".

ويستمر التصويت على مدى اسابيع، لتعلن النتيجة في 11 مارس، في وقت تساوي فيه الاستطلاعات بين حزب مودي وحزب ساماجوادي الذي ينتمي اليه ياداف، اضافة الى حزب المؤتمر. وقام حزب المؤتمر الذي يتوقع ان يرأسه راهول غاندي (46 عاما) بحملات انتخابية الى جانب ياداف، في محاولة لتحقيق فوز بعد نتيجة عام 2014 المخيبة.

ويحتل كلاً من مودي وغاندي - سليل العائلة التي هيمنت على حزب المؤتمر لاجيال- مقاعد نيابية في اوتار برادش، ما يؤكد محورية انتخابات هذه الولاية.

ويقول المراقبون ان مودي سوف يحاسب من الناخبين في هذه الجولة على قراره الصادم في نوفمبر بسحب 86 بالمئة من العملة الهندية من التداول، تاركا الكثيرين بدون وسيلة لشراء الحاجيات الاساسية في اقتصاد يعتمد على العملة النقدية.

الكثير على المحك
ومع وجود مسائل كثيرة على المحك، قاد مودي الذي لا يزال في منتصف ولايته، شخصيا الحملات الانتخابية لحزبه بدلا من الاتكال على مسؤولي الحزب المحليين.

وحض الناخبين على المشاركة في "هذا المهرجان الديموقراطي الكبير"، واصفا خصومه بالمساعدين للنخبة الفاسدة السيئة السمعة في الولاية. وقال في خطاب السبت مشيرا الى الولاية باسمها المختصر "المجرمون يسيطرون على زمام الامور في يو بي. هناك الكثير من الفوضى في كل مكان".

وشهدت الجولة الاولى اصطفاف الناخبين امام مراكز الاقتراع، الذين خرجوا بعد ذلك باصابع ملونة بالحبر دلالة على تصويتهم.
وفي حلول فترة بعد الظهر افيد عن مشاركة تصل الى نصف ال 26 مليونا تقريبا المؤهلين للاقتراع، بحسب لجنة الانتخابات الهندية.

وتم تجهيز مراكز اقتراع اضافية مخصصة للنساء لتشجيعهن على المشاركة، اضافة الى تشديد الاجراءات الامنية. وبالرغم من انه لم تسجل اي حوادث، فقد تم تعزيز الامن في النقاط الحساسة مثل مظفر ناغار، حيث شدد الجيش الحراسة على المنطقة الغربية التي تضم 900 مركز اقتراع.

ولا تزال ذكرى احداث العنف التي اندلعت هناك عام 2013 بين المسلمين والهندوس وخلفت 50 قتيلا والاف النازحين ماثلة في اذهان الناخبين المتوجهين الى مراكز الاقتراع. وقال محمد شهيد (60 عاما) لوكالة فرانس برس "لا نريد ان يحدث الشغب مجددا، كل ما نطلبه هو السلام".

وفي مدينة أغرا حيث يقع معلم تاج محل الشهير، ابدى الشبان استياءهم من الطرقات السيئة وانقطاع التيار الكهربائي وانعدام النظافة في مناطق الولاية المزدحمة. وقال احد الشبان لفرانس برس في أغرا وهو يقترع للمرة الاولى في حياته "واحدة من عجائب الدنيا السبع موجودة هنا لكن بالكاد هناك تطور اقتصادي".