دبي: تحدث خلال الجلسة الافتتاحية عبداللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، من خلال جلسة حوار أفردها المنتدى له، حيث تناول الخطوط العريضة التي ميزت الرسالة الخليجية للعالم خلال السنوات القليلة الماضية في ظل التحديات الكبيرة التي شهدتها المنطقة في تلك الفترة وما أفرزته من تحديات استوجبت مستوى جديد من الحوار مع العالم لتوضيح المواقف وتأكيد الثوابت الخليجية والعربية حيال القضايا الراهنة على كافة المستويات الإقليمية والدولية.

ووصف الزياني دول الخليج العربية بأنها "حدائق وسط الحرائق"، وقال إن مجلس التعاون يعكس الواقع الذي نعيشه اليوم وهو أن دول الخليج أصبحت "مُصدِّرة" للاستقرار للمنطقة والعالم بجعله عالم أفضل للجميع بحكمة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس وبمثابرة وعمل دؤوب من مواطنيها حيث تتضافر الجهود من أجل ترسيخ أسس بيئة مستقرة مستدامة الأمن والنمو والازدهار تكفل الخير لمواطني المجلس وكل الدول الشقيقة والصديقة.

وقال إن رسالة دول المجلس تعكس القيم التي طالما آمنت بها وجعلتها أساسًا ترتكز إليه وهي القيم الأساسية لديننا الإسلامي الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا العربية العريقة وهي السلام والتعايش والتعاون والتسامح وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، فضلا عن الإيمان بالروح الإيجابية التي طالما دعا إليها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وأكد الزياني أن دول الخليج لعبت دورا رائدا في وضع الحلول للتحديات التي تواجه المنطقة وضرب مثالا بالوضع في دولة اليمن الشقيقة التي كانت على شفى حرب أهلية في العام 2011 حيث كان للتحرك الخليجي بتوجيهات قادة دول المجلس كبير الأثر بتقديم مبادرة خليجية معتمدة من الأمم المتحدة وأحد المرجعيات الأساسية للحل السياسي للأزمة في اليمن، كما أسفر التحرك الخليجي عن وضع الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة موضع التنفيذ وكانت الدبلوماسية الخليجية الناجحة سببا في اصدار قرار الأمم المتحدة رقم 2216.

الإرهاب اختطف ديننا
وأكد ان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن الإرهاب اختطف ديننا، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الخليجية كانت مبادرة للتنبيه إلى خطر الإرهاب ومنذ العام 2005 الإرهاب اختطف ديننا.

مشيرا إلى أن الدبلوماسية الخليجية كانت مبادرة للتنبيه إلى خطر الإرهاب ومنذ العام 2005 حيث طرحت دول المجلس هذه القضية ضمن مؤتمر الرياض، محذرة من مغبة تنامي خطر الإرهاب والحاجة الى العمل المشترك في اجتثاث جذوره، معربا عن ثقته في أن التوصيات التي صدرت من ذلك المؤتمر لو كانت وضعت موضع التنفيذ لكانت المنطقة والعالم اليوم تعيش وضعا مختلفاً.

وشدد الزياني على أهمية العمل المشترك في مواجهة الإرهاب والحاجة الى مزيد من التعاون على الصعيد الدولي من أجل حشد الإمكانات اللازمة من تمويل ومبادرات وخطوات عملية تتضمن تطوير التشريعات والقوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب والحد من انتشاره.

واختتم الدكتور عبد اللطيف الزياني حواره بالتأكيد على أن الدبلوماسية الخليجية تحقق نجاحات متوالية بتواجدها في الميدان وعبر جهود أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية لدول الخليج العربية، مشيرا إلى أن رسالة الدبلوماسية الخليجية قائمة على أسس واضحة وهي الشفافية والوضوح والاحترام المتبادل، والتي أكسبتها احترام وتقدير العالم.

إشراك المجتمع
وخلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى الدبلوماسية العامة والاتصال، ألقى جوش إيرنست، المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض خلال ولاية الرئيس السابق باراك أوباما، حيث أشاد بفكرة المنتدى وقال إنها تبعث على التفاؤل لكون هذا اللقاء يمثل نموذجا لاهتمام الحكومات بإقامة حوار بناء مع المجتمع وإشراك أفراده في عملية التنمية، وأكد أن هذا التوجه يتوافق تماما مع الفكر الذي طبقه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي حرص على إقامة جسور تواصل فعالة مع العالم ليس فقط من خلال العلاقات الرسمية مع الحكومات والقادة ولكن أيضا من خلال إقامة علاقات مباشرة مع الأفراد، وضرب مثالا بأن الرئيس أوباما تمكن من بناء علاقات مع حوالي 70 ألف من رواد الأعمال في مختلف انحاء العالم، في إشارة لأثر القوة الناعمة في دعم السياسات العامة للدول.

وقال إيرنست إن هناك العديد من القواسم المشتركة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية في ضوء العلاقات الطبية التي تجمع البلدين لاسيما في التزامهما بمساعدة أفراد المجتمع على اكتشاف مكامن قوتهم وتحقيق طموحاتهم والتغلب على مخاوفهم وجعلهم أكثر أمناً ورخاءً، مؤكدا أن هناك حرص مشترك على مواصلة العمل في اتجاه تحقيق صالح الناس وإيجاد مستقبل حافل بالفرص للأجيال القادمة.

وذكر المتحدث الرسمي السابق للبيت الأبيض أن الرئيس أوباما كان حريص على بناء علاقات مباشرة مع مجتمعات الدول الصديقة وضرب مثالا بالخطاب الشهير الذي ألقاه الرئيس الأميركي السابق في جامعة القاهرة أمام حشد من الشباب خلال زيارته إلى مصر في وقت مبكر من توليه مسؤولية الرئاسة، وأشار إلى الرسائل المهمة التي تضمنها الخطاب والذي أثار في وقتها ردود فعل واسعة النطاق.

ونوه جوش إيرنست كذلك بالاهتمام الكبير الذي أولاه الرئيس أوباما للمجتمع الإعلامي والصحافيين في كل الدول التي قام بزيارتها حيث حرص على لقاء الإعلاميين من أجل نقل رسالته إلى شعوب تلك الدول، مؤكدا أن توصيل الرسالة إلى القاعدة الشعبية يدعم التحرك السياسي ويعزز قوة روابط التعاون بين الشعوب.

وأكد إيرنست أن مجرد تطبيق أي دولة في العالم أفضل الممارسات والمعايير العالمية في مختلف جهود التنمية لا يكفل لها التميز في غياب الخطاب الرسمي الذي يكفل إشراك أفراد المجتمع واطلاعهم على حجم الإنجازات وتطوراتها حتى يكونوا قادرين على استيعاب هذا العمل الجاد والمشاركة في دعمه وتأصيل فرص نجاحه.