واشنطن: عاد دونالد ترامب السبت الى الهجوم غداة هزيمة مدوية لمشروعه لتغيير النظام الصحي، مؤكدا ان النظام الصحي القائم (اوباماكير) "سينهار"، ووعد الاميركيين بمشروع قانون جديد، دون تحديد معالمه.

وبعدما لزم الصمت لساعات، لجأ الرئيس كعادته إلى موقع تويتر ليندد بالضمان الصحي الذي وضعه سلفه باراك اوباما والذي شكل إلغاؤه أحد أبرز وعوده الانتخابية، والذي يعارضه الجمهوريون منذ إقراره.

وكتب ترامب "أوباماكير سينهار وسنتجمع كلنا ونبني معا قانون ضمان صحي رائعا من أجل الشعب. لا تقلقوا"، من دون أن يحدد أي جدول زمني لذلك.

لكن الرئيس الجمهوري بدا ضعيفا بعد النكسة الشديدة اثر سحب مشروعه لإصلاح الضمان الصحي الأميركي في اللحظة الأخيرة الجمعة، لعدم تمكنه من حشد التأييد الكافي في صفوف الجمهوريين أنفسهم في الكونغرس.

وشكل الأمر صفعة حقيقية للرئيس الذي وصل إلى البيت الأبيض على وعد بتسخير كل مهاراته التفاوضية التي استخدمها لجمع ثروته في قطاع الأعمال، من أجل تمرير مشاريعه في البيت الأبيض.

وإذ أعرب عن "خيبة أمل" و"بعض الدهشة"، رفض الجمعة توجيه اللوم إلى الجمهوريين، موجها سهامه بالأحرى إلى الأقلية الديموقراطية.

لكن صحيفة واشنطن بوست فندت السبت تبريراته.

وبعد ان اعتبرت الصحيفة ان ما حصل عبارة عن "هزيمة" لترامب، قالت انه "في المرة القادمة التي يؤكد فيها شخص ما ان رجل اعمال سيدير البلاد بشكل افضل من سياسي محنك، تذكروا الاسبوع الذي مر".

واضافت "على السيد ترامب الا يعتقد ان الاميركيين الغاضبين سيحملون الخطأ للديموقراطيين الذين ما بيدهم حيلة البتة وهم خارج السلطة".

وعمم نظام "اوباماكير" الموقع في 2010 التغطية الصحية على ملايين الاميركيين لكنه يواجه مشاكل تمويل.

ويهدد المشروع المقترح من الجمهوريين بزيادة الكلفة مع اخراج نحو 24 مليون شخص من نظام الضمان الصحي بحلول 2026.

القيام بحملة امر سهل

ووعد ترامب منذ الجمعة بطي الصفحة والانتقال فورا للعمل على مشروعه المقبل، وهو إصلاح ضريبي واسع يتضمن تخفيضات في الضرائب.

وقال للصحافيين "اقول اننا سنبدأ على الارجح في المضي قدما بقوة مع اقتطاعات كبيرة في الضرائب واصلاح نظام الضرائب. هذا ما سيأتي لاحقا".

وزار ترامب السبت ناديه للغولف في فرجينيا قرب واشنطن، حيث يفترض ان يعقد اجتماعات، بحسب مقربين منه لم يحددوا مضمون الاجتماعات.

لكن وحتى لو انه حاول الانتقال سريعا الى امر آخر، فان فشل مشروعه لتعديل النظام الصحي يعتبر التراجع الثاني عن مشروع كبير خلال تسعة أسابيع فقط في السلطة، بعدما علق القضاء مرسومين أصدرهما لحظر دخول اللاجئين والمواطنين من ست بلدان مسلمة إلى الولايات المتحدة.

وسلطت الهزيمة الضوء على محدودية معرفة ترامب بدهاليز السلطة وسط شعبية متدنية بشكل تاريخي بالنسبة لرئيس اميركي في هذه المرحلة من ولايته.

وقال الجمعة في صيغة اعتراف "لقد تعلمنا اشياء حول القواعد المبهمة جدا في مجلس الشيوخ وفي مجلس النواب".

والتقط معارضوه ومنتقدوه بفرح هذا التصريح الصريح لترامب.

ونددت صحيفة نيويورك تايمز بتسرع الجمهوريين الذين "ارسلوا على عجل نسخا من قانون دون المرور بمسار جلسات الاستماع الشاقة وبناء التحالفات".

ورأت الصحيفة انه بما انها تتيح حتى الان، استمرار العمل بالقانون الذي جاء به باراك اوباما "فان نتيجة الجمعة جيدة للبلاد لكنها مهينة للقادة الجمهوريين" قبل ان تنتقد بشدة الرئيس قائلة "بالنسبة للسيد ترامب. النتيجة تشكل تذكيرا قاسيا بان القيام بحملة، يشكل الجزء السهل" من العمل السياسي.

ورغم انتقاده وحتى السخرية منه فان صورة السياسي القليل الخبرة، ليست بالضرورة نقطة سلبية في اعين الناخبين الذين اختاروا مرشحا يندد بانتظام ب "النظام القائم" للعاصمة متوعدا بالقضاء على مراكز القوى المتنفذة في واشنطن.