بيروت:&لا تزال ردود الفعل المنددة بالمجزرة الكيميائية التي نفذت في مدينة خان شيخون في محافظة ادلب، حيث يعقد مجلس الأمن الدولي الليلة جلسة حول القضية.

الوقائع&

استهدفت غارة جوية الثلاثاء حوالى الساعة 7,00 صباحًا بالتوقيت المحلي (04,00 ت غ) مدينة خان شيخون في محافظة ادلب الواقعة بالكامل تحت سيطرة فصائل مقاتلة وجهادية.

اظهرت صور لمراسل فرانس برس جثثًا هامدة على الأرض، في حين تعرض آخرون لحالات من التشنج والاختناق.

وقال أطباء في الموقع إن المرضى يعانون أعراضًا مماثلة لتلك التي تظهر على ضحايا هجوم كيميائي، خصوصًا مع اتساع حدقة العين والتشنجات وخروج رغوة من الفم.

ولم يتم حتى الآن تحديد طبيعة الغازات السامة.

&الحصيلة&

واستمر عدد القتلى في الارتفاع حيث بلغ الاربعاء 72 قتيلاً، بينهم 20 طفلاً، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما اشار المرصد الى سقوط أكثر من 160 جريحًا، فضلاً عن "مفقودين".

&من المسؤول ؟

يتهم العديد من القادة وخصوصاً الغربيين نظام الرئيس بشار الأسد بمسؤولية الهجوم.

واعتبر رئيس المفوضية الأوروبية دونالد توسك أن النظام السوري هو "المسؤول الرئيسي" عن هجوم خان شيخون.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن "كل الادلة التي اطلعت عليها توحي بأن ذلك كان نظام الاسد... يستخدم أسلحة غير مشروعة ضد شعبه".

وأضاف "انه نظام همجي يجعل من المستحيل بنظرنا تصور أن تكون&له أية سلطة في سوريا بعد انتهاء النزاع".

بدوره، حمل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند النظام السوري "مسؤولية المجزرة" مشيرًا الى أنه "كما حصل في الغوطة (الشرقية لدمشق) في 21 اغسطس 2013 ، فإن بشار الاسد يهاجم مدنيين مستخدمًا وسائل يحظرها المجتمع الدولي".

ودان البيت الأبيض "عملاً مشيناً ارتكبه نظام بشار الأسد".

من جهته، ندد الائتلاف الوطني المعارض بـ"نظام بشار الإجرامي".

لكن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش بدا اكثر حذرًا الاربعاء لدى ادانته "جرائم حرب لا تزال" ترتكب في سوريا.

كما أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا أن المنظمة الدولية ستسعى إلى "محاسبة" مرتكبي هذا الهجوم.

وندد البابا فرنسيس بـ"مجزرة غير مقبولة".

وقدمت واشنطن وباريس ولندن مشروع قرار الى مجلس الامن للتصويت عليه الاربعاء يدين الهجوم ويدعو إلى إجراء تحقيق سريع.

&ماذا يقول النظام وحلفاؤه؟&

نفى الجيش السوري الاربعاء "بشكل قاطع" استخدام أي مواد كيميائية أو سامة في خان شيخون، اما روسيا&فقالت إن سلاح الجو السوري قصف الثلاثاء قرب البلدة "مستودعاً ارهابياً كبيراً" يحتوي على "مواد سامة" كانت موجهة إلى مقاتلين في العراق.

&الاسلحة الكيميائية في سوريا&

في أغسطس 2013، اتهم النظام باستخدام غاز السارين في هجوم في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام قرب دمشق، على مناطق في ايدي المعارضة المسلحة، ما ادى الى مقتل نحو 1400 شخص، وفقًا لواشنطن.

ونفت الحكومة السورية هذه الاتهامات وصادقت عام 2013 على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.&

ويعتقد ان سوريا دمرت ترسانتها الكيميائية بموجب اتفاق اميركي روسي، لكن يشتبه بأن النظام قام مرارًا بعد ذلك باستخدام أسلحة كيميائية وشن هجمات بالكلور.

في أكتوبر 2016، تلقى مجلس الأمن تقريرًا خلص إلى أن الجيش السوري شن هجمات بغاز الكلور على ثلاث بلدات في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، هي قميناس (16 مارس 2015) وتلمنس (21 أبريل 2014) وسرمين (16 مارس 2015).

في أوائل مارس الماضي، اعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية انها تجري تحقيقًا في ثماني&هجمات يعتقد أنها تمت بواسطة غازات سامة في سوريا منذ مطلع العام.

وغالبًا ما يتهم النظام وروسيا الفصائل المقاتلة أو الجهاديين باستخدام الأسلحة الكيميائية.