أجج القحط والمجاعة، جزئيا، أعمال القرصنة مؤخرا في الصومال، بحسب قائد عسكري أمريكي رفيع المستوى.

وقال الجنرال توماس وولدوسر، رئيس القيادة الأمريكية في أفريقيا، إن الصومال شهد أكثر من عشرة هجمات الشهر الماضي.

ويواجه نحو ثلاثة ملايين صومالي انعدام الأمن الغذائي، ما حدا بالحكومة الصومالية الشهر الماضي إلى إعلان "كارثة وطنية" في البلد.

وتفشت القرصنة في سواحل الصومال حيث كانت السفن العابرة تتعرض للقرصنة في السنوات الماضية إلى أن رفعت القوات البحرية في الاتحاد الأوروبي من عمليات خفر السواحل الصومالية. وتم احتواء المشكلة آنذاك.

وعبر وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، عن مخاوفه من تصاعد القرصنة في سواحل الصومال خلال زيارة له إلى قاعدة أمريكية في جيبوتي.

وألمح ماتيس إلى أن السفن التجارية العابرة ينبغي أن تأخذ في الاعتبار ضرورة تشديد الإجراءات الأمنية على متنها بحيث تكون قادرة على صد الهجمات المحتملة في عرض البحر.

وأضاف وزير الدفاع الأمريكي أن الوضع يظل تحت المراقبة حاليا لكنه قال إنه لا توجد خطة للتدخل الفوري بهدف وضع حد لهذه الهجمات.

وقال الجنرال الأمريكي، وولدوسر، خلال مؤتمر صحفي أن سبب هذه الهجمات هو المجاعة والفقر الشديد في المنطقة، لأن بعض السفن المستهدفة كانت تحمل مواد غذائية ونفط.

وأضاف المسؤول العسكري الأمريكي "لسنا مستعدين للقول إن ثمة توجها (لهذه الهجمات)، لكننا سنستمر في المراقبة".

ووصلت الهجمات في عام 2011 إلى الذروة قبل أن تنخفض إلى الصفر بفضل الدوريات البحرية في السواحل الصومالية، وتحسين الإجراءات الأمنية على متن السفن من قبل شركات الشحن البحري.

وتعرضت الشهر الماضي ناقلة نفط للقرصنة من قبل قراصنة محتملين قبالة السواحل الصومالية، واعتبر الهجوم أول عمل من أعمال القرصنة في المنطقة خلال السنوات الخمس الماضية.

وكانت السفينة التي اختطفت في طريقها من جيبوتي إلى العاصمة الصومالية مقديشيو، ثم حَوَّل القراصنة وجهة الناقلة إلى ميناء علولا في إقليم أرض الصومال الذي يتمتع بالاستقلال الذاتي.

ونفى بعض الذين حُمِّلوا مسؤولية الهجمات مزاعم القرصنة، قائلين إنهم يعملون بالصيد ويعانون من قلة الفرص بسبب تعمد سفن أجنبية الصيد في المياه الإقليمية للصومال.

وقالت الأمم المتحدة إن الصومال من بين أربعة بلدان في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط تعاني حاليا من تفشي المجاعة فيها.

وتُعزى المجاعة، جزئيا، إلى ظاهرة النينيو المناخية التي أثرت على منطقة شرق أفريقيا وأفريقيا الجنوبية.

لكن البلدان الأربعة التي قالت الأمم المتحدة إنها تواجه أزمة إنسانية نتيجة القحط تعاني أيضا من نزاعات مسلحة.