صبري عبد الحفيظ من القاهرة: يشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القمة الإسلامية الأميركية التي تعقد في الرياض الأحد، ومن المتوقع أن يتباحث الزعماء العرب والمسلمون مع الرئيس ترمب حول قضايا "الحرب على الإرهاب"، و"القضية الفلسطينية"، و"التهديدات الإيرانية لدول الجوار"، إضافة إلى ملفات سوريا واليمن وليبيا.

ووصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، إلى السعودية للمشاركة في القمة العربية الإسلامية الأميركية المقررة، غدًا الأحد، بالرياض.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير علاء يوسف، إنه من المقرر أن يلقي الرئيس السيسي كلمة أمام قمة الرياض، يستعرض خلالها الرؤية المصرية لصياغة استراتيجية شاملة لمواجهة خطر الإرهاب من خلال تكثيف الجهود الدولية الساعية لوقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين وتوفير الملاذ الآمن لها.

وأضاف يوسف أن الرئيس السيسي سيعقد أيضًا خلال تواجده في الرياض عددًا من اللقاءات الثنائية مع بعض قادة الدول والحكومات المشاركين بالقمة وذلك للتباحث حول سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية مع هذه الدول ومناقشة إمكانات وفرص التعاون المتاحة في مختلف المجالات وكيفية تفعيلها بما يحقق المصالح المشتركة.

وتعقد القمة الإسلامية الأميركية غدًا الأحد في العاصمة السعودية الرياض، وتضم ثلاث قمم، تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقادة دول الخليج، وزعماء دول عربية وإسلامية.

وحسب تصريحات محمد عبد الحميد، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة، فإن القمة الإسلامية الأميركية جاءت في توقيت دقيق، تمر فيه المنطقة بالكثير من المتغيرات وتموج بالاضطرابات.

وأضاف لـ"إيلاف" أن أول زيارة خارجية للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية وعقد اجتماعات مع زعماء عدد من الدول العربية والإسلامية الكبرى تؤشر الى تحول مهم في السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة وتجاه دول العالم الإسلامي.

ولفت إلى أن العنوان العريض للقمة سيكون "محاربة الإرهاب"، ودعم الدول الإسلامية في مواجهته، ومنها مصر والسعودية بالطبع، منوهًا بأن أزمات سوريا واليمن وليبيا والعراق، ستكون حاضرة بقوة وفي مقدمة الملفات التي يناقشها الزعماء العرب والإسلاميون مع ترمب.

القضية الفلسطينية ستكون أيضًا في صدارة الملفات المطروحة للنقاش في القمة الإسلامية الأميركية.

وقال جمال عبده، الخبير في الشؤون الفلسطينية الإسرائيلية، لـ"إيلاف" إن الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني عاهل الأردن، تباحثا مع ترمب حول القضية في واشنطن، مشيرًا إلى أن ترمب أعلن أنه سيوافق على أية حلول يرتضي بها الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، بينما أكد&السيسي وعبد الله الثاني &أنه لا تنازل عن إقامة الدولة الفلسطينية أو ما يعرف بـ"حل الدولتين".

ولفت إلى أن زيارة ترمب للسعودية وعقد اجتماعات مع قادة دول الخليج ومصر تؤشر الى تحول في السياسة الخارجية الأميركية، ولا سيما في الموقف من إيران، معتبرًا أن هذه القمم في الرياض تشكل رسالة تأييد لدول الخليج والدول المتضررة من التهديدات الإيرانية لها، متوقعًا أن تؤثر الزيارة في الملفات السورية واليمنية والعراقية والليبية عما قريب.

ويعلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، آماًلا عريضة على القمة.

وقال في تصريحات له قبيل القمة: "ندخل القمة العربية الإسلامية الأميركية باستراتيجية ذات آمال عريضة، وعندما التقيت الرئيس ترمب في البيت الأبيض (الشهر الماضي) كان تركيزنا على مكافحة الإرهاب وحل القضية الفلسطينية".

وأعرب الرئيس المصري عن ثقته الكبيرة في الرئيس الأميركي، وقال: "لديَّ ثقة كبيرة في شخص الرئيس ترمب، وفي قدراته وفي وعوده.. وهناك أشياء نعلن عنها وأشياء لا نعلنها.. الأمور تسير بإيجابية وأنا أعتبر الرئيس ترمب شخصية متفردة وعظيمة للغاية، فهو إذا دخل في قضية لا يقبل بالفشل فيها، ولا يرضى بغير النجاح".

واعتبر السيسي أن ترمب سيكون الرقم الحاسم في القضية الفلسطينية، وقال: "الفلسطينيون مستعدون للسلام، والعرب مستعدون أيضاً، وإسرائيل ترى أنه يوفر فرصة، وبالفعل هناك فرصة إذا أحسن اغتنامها سنصل إلى حل، وسيصبح الصراع تاريخياً، والرئيس ترمب هو الرقم الحاسم في هذا الحل".

وأضاف السيسي موجهاً حديثه إلى الإسرائيليين: "لديكم فرصة للسلام، ولدينا جميعاً فرصة لنعيش معاً ونوفر مستقبلاً أفضل لشعوبنا، بعيداً عن الكراهية، ومن الخطأ الشديد إهدار هذه الفرصة".

فيما كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية عن مسودة خطاب الرئيس دونالد ترمب، الذي من المتوقع أن يلقيه في القمة العربية الإسلامية الأميركية في السعودية، غدًا الأحد.

وقالت الوكالة الأميركية، إنه من المتوقع أن يدعو ترمب في خطابه للوحدة في مكافحة التطرف في العالم الإسلامي، ويصف الجهود بأنها «معركة بين الخير والشر».
ونقلت الوكالة الأميركية في تقرير نشرته اليوم، السبت، عن مسودة الخطاب، التي لا تزال تخضع للمراجعة، أن الرئيس الأميركي سيتجنب اللغة المتشددة المناهضة للإسلام التي استخدمها خلال حملته الانتخابية، فضلا عن تجنب الأحاديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وأضافت أنه من المتوقع أن تأتي كلمة ترمب في القمة العالمية، بحسب مسودة الخطاب، على النحو التالي: "لسنا هنا لإلقاء محاضرة، لنقول للشعوب الأخرى كيف تعيش وماذا تفعل أو من أنتم، نحن هنا بدلًا من ذلك لتقديم شراكة في بناء مستقبل أفضل لنا جميعا".

بينما قالت مجلة "بوليتيكو"، أن الرئيس ترمب لن يستخدم مصطلح "الإرهاب الإسلامي" في الخطاب الذي سيلقيه الأحد، في العاصمة السعودية الرياض، نزولًا عند نصيحة مستشار الأمن القومي الأميركي، هربرت ماكماستر، مشيرة إلى أن ماكماستر قال لترمب إنه يجب عليه تحاشي استخدام هذا المصطلح، الذي كرره ترمب خلال حملته الانتخابية، لا سيما أنه "يمثل &إساءة للمسلمين عمومًا".

وأكد ماكماستر في تصريحات صحافية، إن "خطاب ترمب أمام قادة العالم الإسلامي سيكون محترمًا".