وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على أمر بإرجاء نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس مدة ستة أشهر.

وقال البيت الأبيض فى بيان "إنه ينبغي أن لا يُنظر إلى الخطوة على أنها تراجع عن الدعم القوى، الذي يقدمه الرئيس ترامب لإسرائيل وللتحالف الأمريكي الإسرائيلي".

وردا على الخطوة، أعربت إسرائيل عن خيبة أملها إزاء القرار، وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو: "موقف إسرائيل الثابت هو أن السفارة الأمريكية، مثلها مثل غيرها من سفارات الدول التي تربطنا بها علاقات دبلوماسية، يجب أن تكون في القدس عاصمتنا الأبدية".

وأضاف البيان أن الإبقاء على السفارات خارج تلك "العاصمة" يجعل السلام بعيد المنال، عبر الإبقاء على "الوهم الفلسطيني" بأن الشعب اليهودي والدولة اليهودية ليس لديهم ما يربطهم بالقدس.

أما في غزة، فوصف محمود الزهار، القيادي في حركة حماس، قرار الرئيس الأمريكي الإبقاء على قرار تجميد نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس بأنه تراجع عن "وعوده الكاذبة"، التي أطلقها خلال حملته الإنتخابية، قائلا: "سنشهد مزيدا من التراجعات في سياسات ترامب، وذلك لأن الحملات الإنتخابية تشمل وعودا كاذبة دائما ما تنتهي بالفشل".

وقال الزهار في مقابلة مع بي بي سي إن ترامب يعلم أن نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس يعد بمثابة إستفزاز لثلث سكان العالم من المسلمين، الذين يعدون الأقصى والقدس "من أقدس الأماكن بالنسبة لهم".

وأضاف البيت الأبيض الأمريكي أن قرار الرئيس ترامب يهدف إلى تعزيز فرص إجراء مفاوضات ناجحة، للتوصل إلى إتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأشار البيت الأبيض إلى نية الرئيس ترامب نقل السفارة، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق بمبدأ النقل وإنما هو مسألة وقت فقط.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: "رغم خيبة أمل إسرائيل من قرار إرجاء نقل السفارة في الوقت الراهن، إلا أنها تثمن تأكيد ترامب اليوم على الصداقة بين البلدين، وتعهده بنقل السفارة في المستقبل".

وكان ترامب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وأصدر الكونغرس الأمريكي قرارا عام 1995، بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

لكن قرار الكونغرس تضمن عبارة تسمح للرئيس بإصدار أمر كل ستة أشهر بإرجاء تنفيذ قرار الكونغرس، وهو ما دأب الرؤساء الأمريكيون على فعله منذ ذلك الحين.

وكانت القدس مقسمة، إذ تسيطر إسرائيل على شطرها الغربي ويدير الأردن شطرها الشرقي حتى عام 1967، الذي احتلت فيه إسرائيل القدس الشرقية وأراضي فلسطينية وعربية أخرى.

ويرغب الفلسطينيون في أن تكون القدس الشرقية، التي تضم المسجد الأقصى وأماكن أخرى مقدسة لدى المسلمين والمسيحيين واليهود، عاصمة لدولتهم المستقبلية، بينما تصر إسرائيل على أن القدس بأكملها عاصمة أبدية لها.