برلين: أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية اورسولا فون در ليين الاثنين ان الجيش الألماني مستعد لنقل قواته من قاعدة انجرليك التركية إلى قاعدة الأزرق في الأردن بعد فشل المباحثات الألمانية التركية بشان زيارات النواب الألمان للقاعدة.

وقالت الوزيرة المقربة من المستشارة أنغيلا ميركل "من غير المقبول ألا يتمكن نوابنا من زيارة الجنود" في حين ظلت الحكومة التركية على موقفها الاثنين.

وأضافت الوزيرة ان مجلس الوزراء الألماني سيناقش الأربقاء "ويقرر" بشأن نقل نحو 280 عسكريا و10 آلاف طن من المعدات موزعة على نحو 200 حاوية في انجرليك. وقالت "نحن مستعدون للانتقال" مذكرة بأنه تم العثور على "بديل في المستوى نفسه" في قاعدة الأزرق الأردنية والحصول على تأييد الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن.

لكن انتقال القوات الألمانية يتطلب وفق الوزيرة "بشكل طبيعي تعليق طلعاتنا الجوية" في اطار مهام اسناد عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش انطلاقا من انجرليك.

وقالت فون در ليين ان طلعات طائرة الامداد الألمانية ستستأنف "خلال أسبوعين أو ثلاثة". أما مهمات الاستطلاع التي تقوم بها طائرات تورنادو فوق الأراضي التي يسيطر عليها "الجهاديون" فستستأنف بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر.

وفشلت تركيا والمانيا الاثنين في التوصل الى اتفاق حول زيارة مسؤولين سياسيين المان الى قاعدة انجرليك الجوية لتفقد قوات تنشرها برلين في سياق الحملة ضد تنظيم داعش في سوريا، بعدما اصرت انقرة على منع هذه الزيارات.

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو الاثنين بعد استقباله نظيره الالماني سيغمار غابريال في أنقرة "حاليا يمكنهم (الالمان) زيارة قاعدة حلف شمال الاطلسي في قونية (وسط) وليس في انجرليك".

ورد الوزير الألماني أن برلين ستباشر بالتالي البحث عن قاعدة جديدة "خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل" مضيفا للصحافيين بعد اللقاء "أعتقد أنه لا يمكن تسوية هذه المشكلة مع تركيا في الوقت الحاضر". وأجج هذا الملف التوتر بين أنقرة وبرلين، الحليفتين الأطلسيتين، بعدما تدهورت العلاقات الثنائية في الأشهر الماضية، ولا سيما بعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو.

وحظرت أنقرة في منتصف مايو على برلمانيين ألمان زيارة إنجرليك لتفقد القوة الألمانية المنتشرة فيها وعديدها حوالى 270 عسكريا. وبررت تركيا حظرها آخذة على برلين منح اللجوء السياسي لمواطنين أتراك، بينهم عسكريين يتهمهم الرئيس رجب طيب اردوغان بالضلوع في محاولة الانقلاب.

وتستخدم قاعدة انجرليك الواقعة في جنوب تركيا لعمليات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تحدثت الشهر الماضي عن "حلول بديلة" ممكنة عن قاعدة إنجرليك، مثل الأردن.

وبعد لقائه مع تشاوش أوغلو، التقى غابريال الرئيس إردوغان. غير أن تركيا ألغت اجتماعا كان مقررا مع رئيس الوزراء بن علي يلديريم بسبب "جدول الأعمال الحافل بالمواعيد" كما قال مسؤول تركي لوكالة فرانس برس.

صحافيون جواسيس
وأعرب غابريال عن "اسفه" لتمسك تركيا بقرارها منع البرلمانيين الألمان من زيارة إنجرليك، وقال "لا يمكننا نشر جنود حيث لا يمكن للنواب زيارتهم". ويصور الخلاف بين تركيا وألمانيا حول هذه المسألة وضع العلاقات حاليا بين الشريكين التاريخيين، والتي تشهد بانتظام مراحل توتر.

وقام خلاف شديد في مطلع الربيع بين البلدين حين حظرت مدن ألمانية عقد تجمعات انتخابية كان يعتزم مسؤولون ألمان المشاركة فيها في سياق الاستفتاء حول تعزيز صلاحيات اردوغان في أبريل الماضي. واتهم الرئيس التركي الحكومة الألمانية عندها باتباع "ممارسات نازية"، ما أثار غضب برلين.

من نقاط التوتر الأخرى بين برلين وأنقرة وضع دنيز يوجيل، الصحافي الحامل الجنسيتين المسجون في تركيا منذ فبراير لاتهامه بـ"التجسس" وبالضلوع في أنشطة "إرهابية". وقال تشاوش أوغلو الاثنين بهذا الصدد إن "التهمة ليست على علاقة بالنشاطات الصحافية، بل بأنشطة إرهابية"، مضيفا أمام غابريال أن "بعض وكالات الاستخبارات الأوروبية تستخدم صحافيين كجواسيس".

وقال غابريال إنه "قدم سلسلة من الاقتراحات من أجل المضي قدما" في هذا الملف، مشيرا إلى أن نظيره التركي أكد له أنه سينقلها إلى السلطات المختصة. ويبدي القادة الألمان تكرارا مخاوفهم حول وضع حقوق الإنسان في تركيا، وخصوصا بعد محاولة الانقلاب في يوليو.

وردت أنقرة على الانقلاب الفاشل بحملة تطهير واسعة غير مسبوقة الحجم أسفرت عن توقيف حوالى خمسين ألف شخص وإقالة أو تعليق مهام أكثر من مئة ألف آخرين. وفر مئات الأتراك إلى الخارج ولا سيما إلى ألمانيا وتطالب الحكومة التركية بإصرار بترحيلهم.

وقال غابريال الاثنين "ألمانيا دولة قانون، ويجب بالتالي إثبات التهم أمام محكمة"، مضيفا "إننا بحاجة إلى إثباتات، وفي نهاية الأمر، المحاكم المستقلة هي التي تبت".