تمكنت القوات الإماراتية من تضيق الخناق على تنظيم القاعدة في اليمن، بل ونجحت إلى حد ما من هزيمته في العديد من المناطق التي كان يسيطر عليها طوال الفترة الماضية.

وحسب مجلة "إيكونوميست"، فإن هذا الإنجاز الذي يسجل للقوات الإماراتية يأتي بسبب القدرات التي يتمتع بها أفرادها وتجهيزهم جيدًا، بالإضافة إلى الدعم الرسمي والشعبي الذي تتمتع به.

وقبل هجومها في مارس الفائت على آكاب، دربت وموّلت وسلّحت قوة قوامها 3000 مقاتل.

ويشير قائد القوة الإماراتية إلى أن العديد من مناطق الجنوب تم تطيرها من "القاعدة"، مبينًا أن مناطق صغيرة فقط بقيت تحت سيطرة التنظيم.

وتقول المجلة إن القوات الإماراتية تمكنت في يوم واحد، وعبر هجمات تمت من أربعة محاور، وبدون خسائر، من طرد القاعدة من ميناء المكلا اليمني، عاصمة حضرموت. وبعده على الفور، سيطر الإماراتيون على زنجبار، عاصمة إقليمية تقع على بعد 500 كيلومتر عن المكلا، وعلى المنصورة، معقل القاعدة في عدن، أكبر ميناء جنوب اليمن. 

كذلك، تلفت "إيكونوميست" لتعزيز الإجراءات الأمنية عند محطة غاز يمنية في بلحاف. 

ويقول القائد الإماراتي، وهو مسؤول عن وحدة قوامها 5000 جندي: "لو لم نتدخل، لسيطر القاعدة على جنوب اليمن، ولسيطرت ميليشيات الحوثيين على شماله، ولكان ضاع اليمن إلى الأبد". 

ورغم اعتبار البعض لآكاب بأنه أكثر فروع القاعدة قدرة وكفاءة، فإن ذلك الذراع يبدو اليوم مشلولاً. فمع مواصلة زعمائه إصدار أشرطة فيديو يدعون من خلالها ذئاباً منفردة لضرب أميركا وحلفائها، فإن آخر هجوم خارجي تبناه، كان مذبحة شارلي إيبدو، مجلة باريسية، قبل أكثر من عامين. وحتى عندما كان التنظيم في أوجه، لم يكن أداؤه يتسم بالحرفية. فقد أحبطت محاولاته السابقة لتفجير مقار عبادة يهودية، أو لطائرات متجهة إلى أميركا. 

ولكن، حسب إيكونوميست، رغم تراجع آكاب في اليمن، فإن خطره ما زال قائماً. فقد اختبأ أنصار التنظيم داخل سلاسل جبلية يصعب الوصول إليها، كما هو الحال في تورا بورا في أفغانستان، وما زال في حوزة زعمائه قرابة 100 مليون دولار نهبوها من مصارف، فضلاً عن سرقتهم لأسلحة من قواعد عسكرية، ووجود خلايا نائمة يستطيعون تفعيلها في أي وقت.