سقط عدد من القتلى والجرحى في تظاهرات غاضبة بمدينة النجف القديمة قرب منزل المرجع الشيعي السيستاني احتجاجًا على قلة الخدمات وخاصة الكهرباء، حيث باشرت وزارة الداخلية تحقيقاً في إطلاق النار خلال ذلك.. فيما تم الاعلان اليوم عن ارتفاع عدد النازحين من مدينة الموصل الشمالية إلى اكثر من 900 الف شخص.

إيلاف من لندن: خرج مئات المواطنين في مدينة النجف القديمة (160 كم جنوب بغداد)، حيث مقر سكن المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني في تظاهرة الليلة الماضية للتعبير عن غضبهم من قلة الخدمات وخاصة الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي. وقام المتظاهرون بقطع الطرق الرئيسة وإضرام النار في اطارات السيارات مطالبين بمعالجة النقص في الخدمات وانهاء الانقطاعات المستمرة للطاقة الكهربائية اثر شمولها بالقطع المبرمج للكهرباء، بعد ان كانت غير مشمولة بذلك سابقاً.&

ويبدو أن المتظاهرين قد تعمدوا التظاهر في المدينة القديمة، حيث منزل السيستاني لاسماعه احتجاجاتهم ومطالباتهم للضغط على الحكومة لمعالجة المشكلة.&

وقد شهدت التظاهرة اطلاق نار أدى إلى مصرع شخصين واصابة سبعة آخرين نتيجة المصادمات بين المتظاهرين والشرطة. وإثر ذلك أمر وزير الداخلية قاسم الاعرجي بتشكيل لجنة تحقيقية لمعرفة ملابسات اطلاق النار خلال التظاهرة، واوضح وهاب الطائي المستشار الاعلامي لوزارة الداخلية في بيان اليوم اطلعت على نصه "إيلاف" أن الوزير امر بتشكيل لجنة تحقيقية رفيعة المستوى من كبار ضباط وزارة الداخلية تنتقل من بغداد لتباشر أعمالها اليوم مباشرة إلى محافظة النجف الأشرف للتحقيق في حادثة التظاهرات هناك.

ومن جانبها، اعلنت قيادة شرطة النجف عن "انطلاق&تظاهرة ليلاً احتجاجاً على انقطاع الكهرباء دون اي موافقة أمنية، وعلى الرغم من ذلك حاولت الأجهزة الأمنية توفير الحماية لها". وأشارت إلى أن التظاهرة التي كانت في الشارع العام لحي الشرطة على طريق أبو صخير قد تغيرت من مظاهرة سلمية إلى قطع الطرق واشعال اطارات السيارات وإثارة مشاكل وإطلاق عيارات نارية مفاجئة وكثيفة من أسطح بعض المنازل وأماكن أخرى&ورمي الحجارة، رافقها&محاولة بعض المحرضين تغيير مسار التظاهرة إلى مجمع سكني قريب لها يسمى مدينة العلم، حيث تم اعتقال مجموعة منهم وإخلاء الجرحى إلى المستشفيات لعلاجهم وفتح تحقيق فوري لمعرفة المتسببين والمشتركين بالحادث ومعرفة المنازل التي انطلقت منها النيران.

وقد أكد محافظ النجف السيطرة على الوضع الأمني في المحافظة بعد الاشتباكات التي حصلت بين الشرطة والمتظاهرين المحتجين، وقال لؤي الياسري في بيان رسمي إن التظاهرة ابتدأت بمطالبات لبعض المواطنين بتحسين التيار الكهربائي في مناطقهم "لكن مع الاسف ان هناك بعض المندسين والمخربين حولوا مسار هذه المطالبات إلى امور أخرى الغاية منها زعزعة الأمن والأمان لارباك الوضع الامني المستتب في النجف الاشرف".&

وأضاف انه قد تم ظهر امس الخميس الاتصال بالوكيل الأقدم لوزارة الكهرباء والمطالبة بتحسين الطاقة الكهربائية لتلك المناطق قبل انطلاق المظاهرات.. موضحًا انه تم اعتقال البعض من المتظاهرين، حيث ان تحقيقات جارية معهم لمعرفة من يقف وراءهم و يدعمهم.

وأكد ان الوضع الآن مسيطر عليه بجهود القوات الامنية والمنطقة هادئة ومستقرة، داعيًا وسائل الاعلام والصحافيين والاعلاميين إلى "اخذ الحيطة و الحذر بنشر اخبار غير دقيقة والسعي لاخذها من مصادرها الرسمية ".

يذكر ان العاصمة بغداد ومدناً عراقية أخرى خاصة في الجنوب شهدت خلال اليومين الاخيرين ارتفاعاً غير مسبوق لدرجات الحرارة وصل إلى 50 درجة مئوية وسط انقطاعات للتيار الكهربائي لعدة ساعات في اليوم.&

يشار إلى أنّ العراق يعاني نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ عام 1990 وازدادت ساعات تقنين التيار الكهربائي بعد عام 2003 بسبب قدم الكثير من المحطات، بالإضافة إلى عمليات التخريب التي تعرضت لها المنشآت خلال السنوات الماضية، حيث ازدادت ساعات انقطاع الكهرباء عن المواطنين إلى حوالي عشرين ساعة في اليوم الواحد.

عدد نازحي الموصل يلامس المليون شخص&

اعلن في بغداد اليوم عن ارتفاع عدد النازحين من مدينة الموصل الشمالية التي تشهد معارك&شرسة بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم داعش، وقد تجاوز 900 الف شخص.

وقالت وزارة الهجرة والمهجرين، إن عدد النازحين منذ انطلاق عمليات تحرير محافظة نينوى وعاصمتها الموصل في 17 اكتوبر الماضي قد بلغ اكثر من/900/ الف نازح، بضمنهم نازحو ساحلي الموصل الايسر والايمن.

وأشار وزير الهجرة رئيس اللجنة العليا لإغاثة وايواء النازحين جاسم محمد الجاف، في بيان، الجمعة، تابعته "إيلاف"، الى أن اعداد النازحين منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى وليومنا هذا، بضمنهم النازحون من ساحل الموصل الايسر والعائدون إلى مناطقهم المحررة، فضلاً عن اعداد النازحين في المخيمات التي انشئت منذ البدء بعمليات التحرير، بلغت (900.857) نازحًا بينهم (176.455) نازحاً من ساحل الموصل الايسر و (724.402) نازح&من ساحل الموصل الايمن.

وأضاف ان اعداد النازحين الذين كانوا قد سكنوا المخيمات بلغت (576) الف نازح، والتي تشكل نسبة 64% من نازحي نينوى ولايزال القاطنون منهم في المخيمات قرابة 359 ألف نازح، موزعين على (105.354) نازحاً في قاطع اربيل الذي يضم 6 مخيمات و(241.382) نازحاً في قاطع نينوى الذي يضم 7 مخيمات، إضافة إلى (12.214) نازحًا في قاطع دهوك الذي يشمل 3 مخيمات.. موضحًا ان اعداد العائدين إلى مناطقهم المحررة بلغت (217.854) شخصاً. وبيّن الوزير ان هناك 65 الف نازح في الفترة نفسها نزحوا من الحويجة وايسر الشرقاط وتم اسكانهم في محافظتي كركوك وصلاح الدين.

وفي ما يخص المساعدات التي قدمتها الوزارة للنازحين منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى، أشار الجاف إلى ان الوزارة قد وزعت مليونين و(825) الفًا و(508) حصص من المساعدات الاغاثية الغذائية والعينية والمنزلية والصحية..موضحًا ان المساعدات تضمنت سلات غذائية جافة وسريعة وصحية وملابس وسيت مطبخ وحليبًا للاطفال ومدفئة نفطية وطباخاً نفطياً وتنورًا غازيًا إلى جانب الافرشة والاغطية والافرشة الارضية ومبردات الهواء ومراوح الشحن وحافظات الماء البارد، إضافة إلى مصباح الشحن والماء الصحي والثلج ومادة النفط الابيض.

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق وقد سيطر عليها داعش في العاشر من يونيو عام 2014، لكن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي الايسر للمدينة في 24 يناير الماضي، ثم بدأت في 19 فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الايمن من المدينة.&


&
&