أكدت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي أن إسقاط النظام الإيراني أصبح ممكنًا في المستقبل المنظور، مشيرة إلى وجود بديل ديمقراطي جاهز ليحل محله.. ودعت إلى طرد النظام من الأمم المتحدة، وتسليم مقعد إيران إلى المقاومة، وإدراج قوات الحرس الثوري في قوائم المنظمات الإرهابية، وطرده من المنطقة، وتقديم خامنئي وقادة النظام إلى العدالة، لانتهاكهم حقوق الإنسان، وارتكابهم جرائم ضد الإنسانية، خاصة مجزرة عام 1988.

إيلاف: أشارت رجوي في كلمة خلال المهرجان السنوي للمعارضة الإيرانية في باريس اليوم، وتابعتها "إيلاف"، بحضور عشرات الآلاف من أبناء الجاليات الإيرانية في الخارج ومئات الشخصيات السياسية والأكاديمية والدينية والإعلامية اليوم إلى أنه في العام الماضي وفي هذا الوقت كان نظام ولاية الفقيه يقصف مخيم ليبرتي لعناصر مجاهدي خلق في ضواحي بغداد بالصواريخ لارتكاب مجازر بحق مجاهدي خلق. والآن المقاومة الإيرانية هي التي تهاجم النظام بعد عملية ناجحة لنقل أفرادها من معتقل ليبرتي إلى الخارج، وبعد خطوات التقدم التي حقّقتها المقاومة.. وعبّرت عن الارتياح للقاء أعضاء وقادة مجاهدي خلق في ألبانيا الذين التحقوا. 

وأوضحت أن هذا التجمع يأتي متأثّرًا بثلاثة تطورات كبيرة: نقل آلاف أعضاء مجاهدي خلق من العراق إلى الخارج، وإفشال خطة خامنئي للقضاء على حركة المقاومة.. وإخفاق سياسة المهادنة والمساومة الأميركية والأوروبية حيال النظام الإيراني.. وفشل خامنئي في مسرحية الانتخابات وهزيمة نظام ولاية الفقيه بمجمله. 

مسرحية الانتخابات
أضافت إن خامنئي كان يبحث من خلال مسرحية الانتخابات الرئاسية الأخيرة وأد الانتفاضات الشعبية، واحتواء الصراعات بين الأجنحة الحاكمة، ومن أجل ذلك دفع إلى الساحة الملا إبراهيم رئيسي عضو «لجنة الموت» في مجزرة عام 1988، حيث تم إعدام ثلاثين ألفًا من السجناء السياسيين. 

تجمع معارض ضخم في باريس للجاليات الإيرانية في الخارج

وقالت "لكن استعداد المجتمع الإيراني للانتفاضة أفشل خطّته. هذا الاستعداد بلغ مداه بفعل حملة قام بها أنصار المقاومة لتفعيل موضوع مجزرة السجناء السياسيين وفضح طبيعة رئيسي الجلّاد ومقاطعة الانتخابات المزّيفة، وأدّت إلى استهداف النظام بكل أجنحته". وبيّنت أنه في الأيام الأخيرة للانتخابات، وبسبب الأجواء الملتهبة للمجتمع الإيراني، اضطر خامنئي إلى التراجع من خطته، خشية تكرار انتفاضات على غرار ما حصل في العام 2009.

وقالت إن الملالي كانوا في صدد تحسين حالة نظامهم بالانتخابات، إلا أنهم قد جعلوه أكثر انشقاقًا وتصدّعًا يفقد استقراره، وبدأوا الآن يتوعّدون روحاني بالعزل والإقالة.. إنهم أرادوا تمهيد الأرضية لوصول جلاد إلى كرسي الرئاسة، من خلال كيل الشتائم على مجاهدي خلق، لكنهم فشلوا في ذلك، وأظهروا مدى خوفهم من مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية.

وخاطبت حكام إيران قائلة: "أطلقوا الصراخات والعويل قدر المستطاع، وحطّموا رؤوسكم بالجدران، ولفّقوا الأكاذيب والهراءت ضد حركتنا في منابركم باستغلال صلوات الجمعة، ولكن عليكم أن تعلموا جيدًا أن هؤلاء الذين تقولون منذ سنوات إن الدهر قد أكل عليهم وشرب وانتهوا، فهم موجودون وقادمون وسينزلون على رؤوسكم، فأولئك الذين علّقتم جثامينهم على المشانق، وأخفيتم قبورهم، عادوا لينهضوا من خلال جيل من الشباب الناقمين، وها هم قد حاصروا نظامكم بحركة المقاضاة لمجزرة 1988 فإن حبال المشنقة التي وضعتموها على رقاب الشباب الإيرانيين، تحوّلت إلى حلقة نارية على أعناقكم، ولا تتركها حتى حلول يوم تتطهّر فيه أرض إيران من دنس ولاية الفقيه". 

التغيير أشرق على إيران
وشددت رجوي على أن شمس التغيير قد أشرقت على إيران.. النظام الحاكم يعيش حالة مرتبكة عاجزة أكثر من أي وقت آخر. المجتمع الإيراني يغلي بالاستياء والنقمات الشعبية، والمجتمع الدولي اقتنع أخيرًا بحقيقة أن المهادنة مع نظام ولاية الفقيه سياسة خاطئة.

وأشارت إلى أن هذه الظروف الساخنة تحمل ثلاث حقائق أساسية لإقرار الحرية في ايران ولتحقيق السلام والأمن في المنطقة:
أولًا: ضرورة إسقاط نظام ولاية الفقيه.
ثانيًا: إمكانية إسقاط هذا النظام.
ثالثًَا: وجود بديل ديمقراطي ومقاومة منظمة للإطاحة بالنظام الاستبدادي المذهبي.

الحل الوحيد بأسقاط النظام 
وأكدت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن الحلّ الوحيد هو إسقاط نظام ولاية الفقيه.. وتساءلت: "هل هذا النظام قابل للإصلاح؟". وأجابت "كلّا، لأن من بين 38 عامًا من عمر النظام كانت دفّة الحكومة على مدى 20 عامًا بيد المزعومين "الإصلاحيين"، لكنهم لم يقدموا شيئًا سوى تقديم الخدمة إلى ولاية الفقيه. 

وقالت إن أكبر تحدّ لنظام الملالي هو: الانتفاضات المتربّصة بالنظام في عمق المجتمع الإيراني.. مشددة بالقول على أن إسقاط نظام ولاية الفقيه أمر ممكن وفي المنظور، لأن هذا النظام مُحاصَر باستياء شعبي واسع. وحسب تصريح قائد قوى الأمن، فقد جرت في العام الماضي قرابة أحد عشر ألف تظاهرة وتجمع احتجاجي في عموم البلاد. 

وأوضحت رجوي أن إسقاط نظام ولاية الفقيه أمر ممكن وفي المنظور لأسباب عدة تعود إلى عجز النظام، منها: عجز النظام في احتواء الانهيار الاقتصادي والكوارث البيئية وعجزه في توفير أبسط مَطالب الشعب المغلوب على أمره، وعجزه في الحصول على القنبلة النووية وكذلك عجزه في لمّ شمل أركان نظامه. وقالت إن إسقاط الملالي ممكن، لأنهم ورّطوا أنفسهم في ثلاث حروب استنزاف في الشرق الأوسط، وفي حال خروجهم منها بأي شكل كان، يتعرّض كيانهم للخطر. وأكدت أن ذلك ممكن نظرًا إلى وجود البديل الديمقراطي ووجود قوة للتغيير. 

البديل
ونوهت بأن هذا البديل يعتمد على حركة منظّمة متحدة بآلاف الأعضاء من الرياديين والطلائع المستعدين للتضحية كما يعتمد على دعم صادق من الإيرانيين داخل إيران وخارجها، وعلى خلوص وجهود أنصار المقاومة... وعلى السجناء السياسيين الذين قاموا هذه الأيام من داخل زنزاناتهم وسجونهم بإعلان تأييدهم لهذا المؤتمر. ثم إنه يعتمد على النساء والعمّال والمدرّسين والمختصّين والشباب الشجعان. ويعوّل على حبهم اللامحدود ودعمهم المالي الذي يجمعونه من خلال الاقتراض وبيع ممتلكاتهم ومنازلهم لكي تبقى هذه المقاومة مستقلة مرفوعة الرأس وصامدة. إننا ومن خلال مساعي أعضاء المقاومة وقبولهم المخاطر، تمكّنا من كشف النقاب عن المواقع النووية السرية لهذا النظام. بينما لم تستطع أي دولة في العالم الإطلاع عليها. 

وشددت على أن هذا البديل أجدر حلّ لأهم التصدعات السياسية والاجتماعية والفكرية في إيران لأنه: حل للتصدع لمختلف الأقوام والقوميات في إيران.. وحل للتفرقة والفصل بين الشيعة والسنة والمدافع عن حرية ومساواة أبناء الوطن من أهل السنة.. وكذلك حل للعلاقات المتوترة بين إيران ودول المنطقة.

محاكمة خامنئي وأركان نظامه
أضافت رجوي قائلة "نحن رحّبنا بمواقف القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض ضد أعمال النظام الإيراني الإرهابية والمزعزعة للاستقرار، كما أكدنا في الوقت نفسه أن طريق حل أزمات المنطقة والتصدي لمجموعات إرهابية مثل داعش يكمن في إسقاط هذا النظام الفاشي المذهبي على يد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية". 

وأشارت إلى أنه على هذا الأساس يمكن دعوة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول المنطقة إلى: الاعتراف "بمقاومة الشعب الإيراني من أجل إسقاط الاستبداد الديني. وليطردوا النظام من الأمم المتحدة ويسلّموا كراسي إيران إلى مقاومة الشعب الإيراني".. وإدراج قوات الحرس (الثوري) في قوائم المنظمات الإرهابية ويطردوها من عموم بلدان المنطقة.. وتقديم خامنئي وقادة النظام إلى العدالة لانتهاكهم حقوق الإنسان وارتكابهم جرائم ضد الإنسانية خاصة مجزرة العام 1988 وبسببب ما ارتكبوه من جرائم حرب في المنطقة. 

العالم سئم ممارسات نظام طهران
وانطلق في وقت سابق اليوم في باريس المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في تجمع حاشد يمثّل أبناء الشعب الإيراني بجميع أعراقه وأجناسه وأديانه للمطالبة بإسقاط النظام الحاكم في إيران وإحلال الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، والسلام والاستقرار في المنطقة والأخوة مع الجيران.

يشارك في المؤتمر مئات الشخصيات من مختلف التوجهات السياسية من خمس قارات العالم، منها هيئات برلمانية وخبراء متنفذون في السياسة الخارجية والأمن القومي من أميركا الشمالية وأوروبا وشخصيات ومسؤولون من الدول العربية والإسلامية.

إيرانيو المنفى خلال تجمعهم السنوي في باريس

وأكد المجلس الوطني للمقاومة في بيان صحافي تلقته "إيلاف" أن المؤتمر ينعقد في وقت تعيش إيران الشعب في وضع ينذر بالعصيان، حالات النقمة تزايدت، والشعب يطالب بتغييرات أساسية. وأوضح أن "نظام الملالي يعيش في الضعف والوهن. تفاقمت الصراعات الداخلية أكثر من أي وقت مضى. حصيلة الانتخابات كانت فشل نظام ولاية الفقيه، فالنظام يحتاج مزيدًا من القمع الداخلي وتصدير الإرهاب والحروب من أجل الحفاظ على السلطة".

وأضاف إن "التدخلات المتزايدة للنظام الإيراني في سوريا والعراق واليمن ولبنان وغيرها من الدول ودعمه للمجموعات الإرهابية جعلت عدم الاستقرار حالة ثابتة في المنطقة. ارتكاب مجازر بحق أكثر من نصف مليون سوري وآلاف مؤلفة من العراقيين واليمنيين وغيرهم وتشريد ملايين من أبناء بلدان المنطقة، والعمليات الإرهابية في مختلف دول العالم خاصة في بلدان الشرق الأوسط".

واكد أن "العالم قد سئم من تصرفات هذا النظام، ووصل إلى قناعة بضرورة مواجهة نشاطاته، مشددًا على أن تغيير النظام الإيراني أمر لا بدّ منه".