نصر المجالي: انهارت محادثات السلام القبرصية وإعادة توحيد الجزيرة بعد 10 أيام من انطلاقها في مدينة كرانز مونتانا السويسرية، وسط غضب وتبادل للاتهامات في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، في ختام عملية عقدت عليها الآمال الأكبر منذ أجيال لحل الصراع.

قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن محادثات السلام القبرصية انتهت دون أي نتائج، وأعرب في تصريح للصحافيين، عن أسفه حيال عدم صدور نتائج عن الجلسة الثانية لمؤتمر قبرص، التي انطلقت يوم 28 يونيو الماضي.

وقال دبلوماسيون إن تركيا لم تقدم على ما يبدو ما يرضي القبارصة اليونانيين، الذين يريدون انسحاب قواتها بالكامل من الجزيرة، رغم أن القبارصة اليونانيين أبدوا استعدادهم لتقديم تنازلات تتصل بمطالب القبارصة الأتراك الخاصة برئاسة دورية وقضايا أخرى رئيسية.

غوتيريش يأسف

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر صحفي بعد جلسة ختامية عاصفة، "يؤسفني بشدة أن أبلغكم بأن على الرغم من الالتزام الشديد والمشاركة القوية من كل الوفود والأطراف المختلفة... اختتم مؤتمر قبرص دون التوصل لاتفاق".

ويمثل الانهيار ذروة درامية لعملية بدأت قبل أكثر من عامين وكانت توصف على نطاق واسع بأنها أفضل فرصة لإعادة التوحيد منذ تقسيم الجزيرة بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك العام 1974.

وكان غوتيريش وصل يوم الخميس لحث رئيس القبارصة اليونانيين نيكوس أناستاسيادس وزعيم القبارصة الأتراك مصطفى أقينجي على التوصل لاتفاق لإعادة توحيد الجزيرة الواقعة في شرق البحر المتوسط، بينما اتصل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس هاتفيًا ليدعوهما "لاقتناص هذه الفرصة التاريخية".

رئيسا شطري قبرص عند بدء المحادثات في سويسرا

 

مشاركة 

وكان وزراء خارجية الدول (الضامنة) لأمن الجزيرة، تركيا واليونان وبريطانيا القوة المستعمرة السابقة، شاركوا في الجلسة الافتتاحية للمحادثات، كما حضرتها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، باعتبار ان قبرص من دول الاتحاد، الذي كانت انضمت إليه عام 2004.

يذكر أن قبرص مقسمة منذ الاجتياح العسكري للجزء الشمالي العام 1974، ردًا على انقلاب للقبارصة اليونانيين كان يهدف إلى ضمّ الجزيرة باليونان. وتنشر تركيا نحو 35 ألف جندي في ما يسمى "جمهورية شمال قبرص التركية"، التي لا تعترف بها من الأسرة الدولية إلا أنقرة.

وتفصل بين الشطرين منطقة عازلة منزوعة السلاح تسيطر عليها قوات حفظ السلام الدولية.