الرباط: انتُخِب، أمس (الأحد)، بالدار البيضاء، الشّاعر مراد القادري رئيساً جديداً لـ"بيت الشعر في المغرب"، خلفاً للشّاعر نجيب خداري، وذلك خلال الجمعُ العام العادي الذي انتخب، كذلك، هيأة تنفيذية جديدة، مكوّنة من الشعراء مليكة العاصمي ونسيمة الراوي ورشيد المومني وحسن نجمي ونجيب خداري وعبد السلام المساوي ونبيل منصر ومنير السرحاني وفؤاد شردودي، والنقاد عبد الرحمن طنكول وخالد بلقاسم وحسن مخافي.

كما صادق الجمعُ العام على التقريرين الأدبي والمالي، بإجْماع الأعضاء الحاضرين، وبت في التعديلات القانونية المدْرجة على قانونه الأساسي؛ وأوْصى الهيئة التنفيذية الجديدة بــ"إنجاز عدد من البرامج والأنشطة الهادفة إلى تعزيز حضور الشّعر المغربي في مختلف الواجهات الثقافية والإعلامية و التربوية"، وكذا "تطوير برامج النشر ودعْم الكتاب الشّعري وتحْسِين توْزيعه"، و"اتـخاذ كافة التدابير لدى القطاعات الحكومية والجهات المنتخبة والخاصّة من أجل ترْسيخ الحاجة إلى الشّعر في حياتنا اليومية، وضمان حقّ الشّعراء المغاربة في التّعبير والإبداع".

ويعتبر القادري، الذي يجمع بين كتابة شعر الزجل والبحث فيه، خامسُ رئيسٍ لـ"بيت الشعر في المغرب"، بعد محمد بنيس وعبد الرحمن طنكول وحسن نجمي ونجيب خداري.

وراكم القادري، الذي نشر أول أعماله سنة 1995، أربعة دواوين: "حروف الكف"(1995) و"غزيل لبنات"(2005) و"طير الله"(2007) و"طرامواي"(2015)، فضلاً عن مؤلفه "جمالية الكتابة في القصيدة الزجلية المغربية الحديثة ... الممارسة النّصيّة عند الشّاعر أحمد لمسيح"(2012)، الذي هو أطروحة جامعية نال بها شهادة الدكتوراه في الأدب الحديث.

مراد القادري الرئيس الجديد لـ"بيت الشعر في المغرب"

كما ترجم للقادري، إلى اللغة الإسبانية، ديوانا "غزيل لبنات" و"طير الله"، من طرف فرانسيسكو موسكوسو غارسيا، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية بجامعة مدريد المستقلة؛ وإلى الفرنسية، ديوانه "طرامواي" من طرف الشاعر والمترجم منير السرحاني.

وتفاعل عدد من الكتاب المغاربة مع انتخاب القادري رئيساً جديداً لـ"بيت الشعر" على نحو إيجابي. وكتب القاص والروائي عبد العزيز الراشدي أن لحظة اختيار الشاعر والأديب والفاعل الثقافي القادري، رئيساً جديداً لـ"بيت الشعر" في المغرب، هي "لحظة ثقافية رفيعة"، مشيراً إلى أن "الرجل يجمع بين القيمة الفنية التي يجسّدها حضوره الشعري والنقدي والأكاديمي، والقيمة التنظيمية لما للرجل من تجارب طويلة في المشهد الثقافي بدءا بجمعية الشعلة التي كان أحد أعمدتها مروراً باتحاد كتاب المغرب ووزارة الثقافة والمورد الثقافي (مؤسسة عربية) والجمعية المغربية للسياسة الثقافية، وصولاً إلى بيت الشعر". كما تحدث الراشدي عن القيمة الإنسانية للقادري، و"التي هي أهمّ قيمة -في نظري- يمكن أن يفتخر بها من يعرف هذا الرجل"، يقول الراشدي، قبل أن يواصل، مستعرضا مناقب الرجل: "لا يتأخر عن موعد أو لقاء، وهو رجل يحبّ أصحابه، ويحبّ أيضاً أعداءه ويسامحهم، ويصوغ لهم المبررات ولا يتأخر في أي لحظة عن معانقة الأصدقاء والاحتفاء بهم"، قبل أن يعبر عن اعتقاده بـأن "بيت الشعر" سيربح، بقيادة القادري، "مساحة ثقافية جديدة تجعل منه إطاراً متطوّرا في وقت نحتاج فيه إلى الشعر أكثر من أي زمن"؛ قبل أن يختم: "مع أنني لست شاعراً، ولا تربطني أي علاقة تنظيمية مع البيت سوى المحبة والصداقة، إلا أنني أعتبره بيتي طالما يقف على بابه رجل في حجم هذا الصديق الإنسان".

كما لم يتأخر "اتحاد كتاب المغرب" في تهنئة القادري على "انتخابه المستحق رئيساً لبيت الشعر في المغرب"، متمنيا لأعضاء المكتب التنفيذي الجديد "كامل التوفيق والسداد والتألق في مهامهم النبيلة، وذلك في أفق مواصلة البيت أداء رسالته، بغاية النهوض بمشهدنا الشعري، نحو آفاق جديدة، أكثر رحابة وتميزاً وإشعاعاً، إن على المستوى الوطني أو العربي أو الكوني".