إيلاف: في العام 2011، أطلقت ناسا مركبة فضائية وصلت منذ عام الى مدار حول المشتري، وبدأت بالإقتراب من عاصفة عملاقة، لا تزال تهب عاتية فيه بدوّامات إعصارية سرعتها 800 كيلومتر بالساعة، وبلا توقف منذ أكثر من 350 سنة، إلى درجة أصبحت «ماركة مسجلة» للكوكب المكون من غازات تعادل ثلثي كتلة كواكب النظام الشمسي مجتمعة، فهو أضخمها وخامسها بعدًا عن الشمس وثالثها لمعاناً وتألقاً في الليل بعد القمر والزهرة، لذلك سماه الرومان جوبيتير على اسم « إله البرق والسماء».
العاصفة التي ستتعرف مركبة جونو إلى أسرارها، وتصورها عن قرب&للمرة الاولى بالتاريخ، وتتفحصها من مسافة كالتي بين جدة ونيويورك، أي 10 آلاف كيلومتر تقريباً، تبدو كعين حمراء بصور للمشتري الدائر حوله أسطول&من 67 قمرًا، أحدها أكبر من عطارد الأقرب الى الشمس، وسموها& «البقعة الحمراء العظيمة» بكل المقاييس، بحسب ما أفادت العربية نت، وفيها أن أول من رصدها ودرسها في 1665 كان الإيطالي جيوفاني كاسيني الذي رحل عام &1712 عن عمر 87 عامًا.
أرقام العاصفة التي تم رصدها في عام 1665 مذهلة، فعرضها الأقصى 16 ألفاً وطولها البيضاوي 40 ألف كيلومتر، وهي أكبر مرتين من الأرض البعيدة عنها مسافة أقلها 630 مليون كيلومتر. إلا أن «جونو» التي كلفت مليار دولار قطعت مليارين و740 مليونًا من الكيلومترات لتصل بعد 5 سنوات إلى المشتري البالغ قطره 142 ألف كيلومتر، تجعله ضخماً إلى درجة يمكنه معها استيعاب 1320 كرة أرضية، وفق ما ورد في موقع ناسا.
أما عاصفته التي ستظل جونو البالغ حجمها كملعب لكرة السلة، تدرسها وتتفحصها حتى انتهاء مهمتها العام المقبل، فيرغب علماء ناسا بمعرفة كيف تكونت، وما الذي يجعلها تستمر بلا توقف، كما ومدى قوتها وامتدادها داخل مجاله الجوي الأكبر أيضًا في المجموعة الشمسية، فارتفاعه 5000 كيلومتر، وهو بدوره عملاق مقارنة بنظيره الجوي الأرضي، والبالغ أقصاه 100 كيلومتر فقط.
العاصفة التي تدور بعكس عقارب الساعة، مرتفعة 8 كيلومترات عن غيوم عملاقة المقاييس تحيط بها وترافقها دائمًا في رحلتها التي تتم فيها دورة بجو الكوكب كل 6 أيام أرضية، وهو الوارد عنها في ناسا وتقاريرها عنها، وأحدها يذكر أن سبب لونها القرميدي غير معروف للآن، ومن المنتظر أن تكشف عنه جونو التي ستبدأ يوم الجمعة المقبل بالتقاط مئات الصور والحصول على بيانات جديدة تبثها إلى الأرض .