نيودلهي: صوت النواب الهنود الاثنين لانتخاب رئيس جديد للبلاد سيكون على الارجح المرشح القادم من طبقة دنيا في النظام الاجتماعي الهندوسي، في خطوة تعزز موقع رئيس الوزراء ناريندرا مودي على رأس السلطة.

وصوت حوالى 4900 عضو في برلمانات البلاد الاثنين في جلسة وصفها رئيس الحكومة ب"التاريخية" لاختيار الرئيس المقبل للبلاد.

ويبدو فوز رام ناث كوفيند مرشح حزب الشعب الهندي (باراتيا جاناتا) اليميني المحامي السابق وحاكم الولاية السابق ايضا، القادم من طبقة الداليت التي كانت تسمى سابقا طبقة المنبوذين، في التصويت مؤكدا. وينتمي خصمه ايضا ميرا كومار مرشح حزب المؤتمر المعارض الى الطبقة نفسها.

وسيسمح انتخاب رام ناث كوفيند بتعزيز هيمنة مودي على الحكم. كما يسمح لرئيس الوزراء الهندي بكسب تأييد في هذه المجموعة الاجتماعية التي تضم مئتي مليون نسمة، تمهيدا للانتخابات التشريعية في 2019 التي من المقرر ان يسعى خلالها الى ولاية ثانية.

وبسبب نفوذ حزب الشعب الحاكم في نيودلهي وحلفائه في الهيئة الناخبة، تتوافر لكوفيند (71 عاما)، كل الفرص لانتخابه.

وعلى غرار الحزب الحاكم اضطرت المعارضة التي يتزعمها حزب المؤتمر، الى اختيار أحد افراد الداليت ايضا هو الدبلوماسية السابقة ميرا كومار، حتى لا يبدو الفارق كبيرا والا يثير استياء ناخبين قد ينجح في جذبهم.

وعشية التصويت، اشاد مودي في تغريدة على تويتر بأجواء الحملة.

اما زعيمة المعارضة صونيا غاندي فاعتبرت هذا الانتخاب "صدمة افكار"، ودعت الى رفض "النظرة الضيقة والتقسيمية والفئوية" للهند التي تجسدها السلطة الحالية، كما تقول.

 - حسابات انتخابية -

تشكل الطبقات العليا القاعدة الانتخابية التقليدية لحزب الشعب الهندي لكن القوميين الهندوس يتوددون الى طبقة الداليت المهمشة اجتماعيا واقتصاديا لانها تعتبر في اسفل الهرم الطبقي، لتوسيع قاعدتهم. 

وهذا الخزان من الاصوات ينطوي على اهمية كبيرة لمودي لأنه لا يستطيع الاعتماد على بطاقات المسلمين الذين يشكلون حوالى 14% من الشعب الهندي، بسبب ازمة الهوية في البلاد في عهده.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت نيستولا هيبار الصحافية السياسية في صحيفة "ذي هيندو" اليومية، ان تصويت الداليت بأعداد غفيرة للحزب الحاكم "يمكن ان يؤدي الى التغلب الى الابد على +الفيتو المسلم+ في هذا البلد" الذي أعاق الحزب فترة طويلة.

واضافت ان طبقة "الداليت موزعة في كل انحاء البلاد وخصوصا في كل الولايات المهمة انتخابيا".

ويعتبر التصويت الطبقي عنصرا حيويا في الحسابات الانتخابية الهندية، مع انه يتأثر غالبا بعوامل دينية او اقليمية.

واعتبر الناشط في الداليت فيمال ثورات ان "كل سياسي يرغب في الحصول على دعم هذه الكتلة التي تشكل 16% من عدد السكان، في الانتخابات".

واذا كان دستور الهند المستقلة قد ألغاه رسميا، مازال التمييز الطبقي قائما في الواقع. وغالبا ما يصنف أفراد الداليت في مهن غير مجزية لأنها تعتبر "غير نقية" مثل تنظيف الغائط او الاهتمام بجيف الحيوانات.

وتعبيرا عن غضبهم، نظم الداليت تظاهرات كبيرة العام الماضي بعد تعرض عدد كبير من افراد طائفتهم للضرب على ايدي ميليشيات للدفاع عن الابقار او اشخاص من الطبقات العليا.

واذا ما انتخب كوفيند او السيدة كومار، فسيصبح الفائز الرئيس الثاني من الداليت في الهند، بعد كوشيريل رامان نارايانان (1997-2002). وستعلن الخميس نتيجة الانتخابات الرئاسية.