«إيلاف» من بيروت: إما وقد شارفت معركة جرود عرسال على نهايتها، يتحدث المعنيون عن مرحلة ما بعد معركة عرسال، وعن الخريطة السياسية التي تفرضها هذه المرحلة في لبنان والمنطقة ككل.

في هذا الصدد، يؤكد النائب خالد زهرمان في حديثه لـ"إيلاف"، أن معركة جرود عرسال لديها أبعاد إقليمية ودولية، وهي أكبر من البعد الداخلي، ومن ضمن تداعياتها الإيجابية إبعاد المجموعات المتطرفة أو "الإرهابية" عن الحدود، مما يبعد الأخطار التي كان يعيشها لبنان في السابق، ولكن أحد مساوئها أنها تؤكد بأن قرار السلم والحرب بيد حزب الله.

ومن هنا الدولة مغيبة عن أمنها وحماية حدودها، لأن مطلبنا الرئيس يبقى بأن يقوم الجيش اللبناني وحده بحماية الحدود واللبنانيين.

ويضيف زهرمان: " رغم الحديث بأن حزب الله يضحي اليوم في سبيل حماية لبنان، لكن الصحيح أن حزب الله ينفذ أجندة إيرانية

ومن أجل معرفة تداعيات ما بعد عرسال يجب الانتظار، وما جرى في جرود عرسال هو جزء من مسار ما سيجري في المنطقة، والتوافقات التي ستجري، ونتخوف كلبنانيين أن يكون هناك حضور على مستوى اللاعبين الكبار مما يؤثر على لبنان، ويجب ألا ننسى أن لدينا عددًا كبيرًا من اللاجئين السوريين، وإذا كان المجتمع الدولي لم يتحمل مسؤوليته من خلال تأمين مناطق آمنة لهم في سوريا، في ظل عدم وجود مساعدات تصل للبنان، فنحن مقبلون على تداعيات لهذا الموضوع في المستقبل على مختلف المستويات الإجتماعية والأمنية والاقتصادية.

وإذا جرت بعض الحلول في المنطقة، نتخوف أن تكون الدولة اللبنانية مغيبة عنها، مع وجود لاعب أساسي اليوم على الساحة هو حزب الله، وأصبحنا مجلس إدارة في لبنان مع وجود الأمور الاساسية والاستراتيجية بيد حزب الله."

عرض عضلات؟

عن اعتبار البعض أن معركة جرود عرسال ليست سوى عرض عضلات لقوة حزب الله وقدرته القتالية، يؤكد زهرمان أن هناك الكثير من اللاعبين على الساحة السياسية في سوريا، وإيران يهمها أن تثبت للروس وللأميركيين انها ما زالت موجودة على الساحة السورية، وأن التسوية في سوريا لا يمكن أن تمر من دون أن تكون إيران شريكة فيها، وجزء من الموضوع يتلخص بعرض العضلات وتثبيت الوجود، لأن ملف المجموعات المسلحة كان حاضرًا منذ سنوات طويلة في الماضي، ولماذا تم تحريكه اليوم وأعطي القرار بإنهاء حالة المتطرفين في جرود عرسال؟

المعادلة السياسية&

عن المعادلة السياسية المتوقعة بعد معركة عرسال بالنسبة للبنان، يلفت زهرمان أننا في وضع وكأن الدولة اللبنانية من دون سيادة، ولا سلطة لها في موضوع الحرب والسلم، وقد كررنا مرارًا أن الجيش اللبناني وحده هو من يحمينا خصوصًا أنه ابرز قدراته، وقد حمى الحدود من خلال عمليات استباقية قام بها خلال الفترة الأخيرة، في ظل الدعم السياسي الذي يقدم له، والتجهيزات العسكرية التي قدمت له من دول غربية كثيرة، وهو يقوم بواجباته وأكثر.

مصلحة لبنان

عن مصلحة لبنان المباشرة في تحرير جرود عرسال، يؤكد زهرمان أن لنا مصلحة في ذلك، لكن مصلحتنا كانت ان تتحرر جرود عرسال تحت مظلة الدولة اللبنانية والجيش اللبناني.

ولدى سؤاله هل معركة تحرير جرود عرسال تأتي من ضمن التفاهمات الدولية الأخيرة التي جرت، والتي توجتها&القمة الأميركية الروسية؟ يجيب زهرمان أن هذه التسويات ستؤدي إلى مناطق نفوذ في سوريا، وما يجري في جرود عرسال من ضمن تلك التسويات.