«إيلاف» من لندن: فيما وافق رئيس تيار الحكمة العراقي عمار الحكيم على تسليم جميع ممتلكات المجلس الاعلى الاسلامي الذي كان يترأسه الى الهيئة القيادية للمجلس، فقد ابلغت مصادر سياسية "إيلاف" ان معركة قانونية تنتظر قيادتي&المجلس السابقة والحالية حول حصتهما في الوزارات والبرلمان والسفارات والمؤسسات الرسمية.

وعلمت "إيلاف" أن الهيئة القيادية للمجلس الاعلى الاسلامي قد اختارت بعد تنحي عمار الحكيم عن رئاسة المجلس عضوها النائب الشيخ&محمد تقي المولى رئيسًا تنفيذيًا موقتًا للمجلس لحين انعقاد اجتماع جديد للهيئة القيادية خلال اليومين المقبلين لاختيار رئيس للمجلس يعتقد انه سيكون الشيخ همام حمودي الذي يشغل حاليًا منصب النائب الاول لرئيس مجلس النواب .

وتضم الهيئة القيادية خمس شخصيات: هي، اضافة الى المولى وحمودي، كل&من باقر الزبيدي وزير النقل السابق والشيخ جلال الدين الصغير رئيس مؤسسة براثا الشيعية والشيخ صدر الدين القبانجي خطيب جمعة النجف. &

وفي هذه الاثناء فقد وافق الحكيم على تسليم جميع مقرات المجلس الاعلى في بغداد والمحافظات الى الهيئة القيادية للمجلس، باستثناء المقر الخاص في منطقة الكرادة وسط بغداد المؤجره الحكيم من الدولة . &&

وتشير مصادر مقربة من المجلس الاعلى الى ان الهيئة القيادة للمجلس تسعى حاليًا الى استرجاع اموال وموجودات المجلس وحصته من المناصب في الدولة، ومنها مقاعد برلمانية ووزارات وسفارات ورئاسات مؤسسات رسمية، في وقت بدأت فيه العديد من الشخصيات التي تشغل هذه المناصب تعلن تركها للمجلس الاعلى والتحاقها بتيار الحكيم.

وفي هذا الاطار، تتوقع مصادر عراقية ان تدخل قيادتا المجلس الاعلى السابقة والحالية في نزاع قانوني صعب للحصول على تلك المناصب التي منحت الى المجلس الاعلى بعد الانتخابات البرلمانية عام 2014 استنادًا الى المحاصصة الطائفية المعمول بها في البلاد.

خلافات حول دور الشباب دفعت الحكيم الى التنحي

ومن جهته، كشف محسن الحكيم المستشار الاول لرئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم عن خفايا الخلافات بين قيادات المجلس الاعلى الاسلامي، والاسباب التي دفعت الحكيم الى التنحي عن رئاسة المجلس وتشكيل تيار الحكمة الوطني.

وقال محسن الحكيم خلال مؤتمر صحافي في طهران إن النظام في العراق برلماني وتنشط&فيه الأحزاب والمؤسسات ومنذ أن توفي عبد العزيز الحكيم (والد عمار) عام 2009 كان هذا الاخير يحاول أن يجعل المجلس الأعلى مؤسسة مثمرة متعاونة مع جميع المؤسسات والتيارات، وان تولي هذه المؤسسة اهتمامًا خاصًا بالشباب حيث أنهم يكونون أكثر من 60 في المائة من الشعب العراقي .

واقر بوجود خلافات بين عمار الحكيم وبعض القياديين في المجلس الأعلى الإسلامي، موضحًا انها تتمحور حول الآراء والرؤية وحول طريقة العمل وإدارته ومكانة الشباب .. وقال: "حاولنا أن نحل هذه الخلافات ولكن ذلك لم يتحقق وفي ظل غياب المشاكل الشخصية توصلنا إلى أن الخلافات قد تزداد مع اقتراب الانتخابات، فتقرر تشكيل حزب" وهو تيار الحكمة الوطني، الذي اعلنه الحكيم الاثنين الماضي.

واضاف ان الحكيم قرر الخروج من المجلس الأعلى بعد عدم التوصل إلى حل وسطي إلا أن الايديولوجيا السابقة والأسلوب السابق سيستمران وكما جاء في بيان الإعلان عن تشكيل الحزب لا يوجد خلاف سوى في موضوع الشباب، كما نقلت عنه وكالة تسنيم الايرانية الاخبارية. واوضح قائلاً حول امكانية دخول تيار الحكمة في ائتلاف مع الأحزاب الأخرى في الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في ابريل عام 2018، قال الحكيم إن "هذا الأمر يعتمد على قانون الانتخابات حيث ان مشروع القانون المطروح حاليًا لا يدعم القوائم الكبيرة، وقد لا ترغب الأحزاب بالتحالف مع بعضها البعض".

وعن مصير التحالف الشيعي الذي يترأسه عمار الحكيم بعد خروجه من المجلس الأعلى، اوضح محسن الحكيم ان التحالف الشيعي يشمل الكثير من الأحزاب والتيارات، وهذا الأمر لن يؤثر عليه أبداً، وعمار الحكيم باقٍ الان رئيساً للتحالف.&

ورداً على سؤال حول مستقبل المجلس الأعلى الإسلامي بعد انسحاب عائلة الحكيم التي تعتبر الركن الرئيس لهذا التيار ومستقبل ممتلكات المجلس الاعلى، قال محسن الحكيم "في السابق كنا نعمل تحت لواء المجلس الاعلى وسنبقى كذلك، وكما حصل مع &منظمة بدر الذين انفصلوا عنا قبل سنوات ولا&تزال تربطنا بهم صلات وثيقة، وإن شاء الله سنسلم المجلس الأعلى بكل ممتلكاته وكل ما يعود الى المجلس الاعلى شرعًا او قانوناً سيكون له..

ويُعدّ المجلس الأعلى الذي تزعمه عمار الحكيم ذو الأربعين عامًا، والذي تسلم رئاسة المجلس من والده عام 2009، &أحد الأحزاب التي شُكّلت في إيران مطلع ثمانينيات القرن الماضي خلال الحرب العراقية الإيرانية على يد محمد باقر الحكيم، عم عمار، الذي قُتل بتفجير انتحاري بمدينة النجف في اغسطس عام 2003 يعد ثلاثة أشهر من سقوط النظام السابق وعودته من ايران الى العراق.

&

&