«إيلاف» من بيروت: مع زيارة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري الى أميركا، هل تتغيّر النظرة الأميركيّة تجاه حزب الله، مع الأخبار التي تصل إلى الولايات المتحدة الأميركية عن تمكّنه من دحر عناصر "جبهة النصرة" في غضون أيّام معدودة، وعن أنّه سيكون قادرًا على ربح المعركة في نهاية المطاف، والقضاء على كلّ الإرهابيين والمتطرّفين الرابضين عند الحدود اللبنانية - السورية على طول السلسلة الشرقية البقاعية؟.

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد النائب قاسم هاشم في حديثه لـ"إيلاف" أن منطق الأمور يشير إلى أنه إذا كان الأميركيون أو غيرهم من القوى الإقليمية جادين بمحاربة "الإرهاب"، فمن الطبيعي أن يبدلوا الكثير من آرائهم ومواقفهم، لأن ما يجري اليوم في جرود عرسال لا يستطيع أحد أن ينكر أنه قمة مواجهة "الإرهاب"، وتم وضع حد له، إلا إذا كان هناك من يحاول أن يستثمر هذا "الإرهاب" بمكان ما.

توقيت المعركة

وردًا على سؤال ماذا يعني اليوم توقيت معركة جرود عرسال مع زيارة الحريري الى واشنطن؟ يجيب هاشم& أن لا رابط بين الأمرين، والظروف والمعطيات هي التي فرضت التوقيت، فهناك عمل عسكري كان لا بد من القيام به، ومنذ فترة طويلة والكل يعلم أن ساعة الصفر ستدق من أجل عملية جرود عرسال، وعندما توافرت كل المعطيات لدى من يواجه هذا "الإرهاب" وضمن خطة محكمة أُطلقت الصفارة وبدأت الحرب على "الإرهاب"، وليس هناك من رابط أبدًا بين الأمرين.

رسالة حزب الله

عن الرسالة التي أراد من خلالها حزب الله أن يعلنها في معركة جرود عرسال، يشير هاشم إلى أن الموضوع ليس مجرد رسائل يعلنها حزب الله بل يبقى الموضوع مبدئيًا، له فترة من الزمن، وحزب الله منذ أن بدأت تتكشف أهداف وخطورة هذا "الإرهاب" كان معنيًا بمواجهته، ومواجهة المشروع التكفيري الذي يعمل له، وكانت لحزب الله مواجهات ومعارك مع هذا "الإرهاب" في أكثر من موقع ومكان، واعتبر أنه جزء من مشروع لمواجهته نظرًا لخطورته، وهو أمر واضح للجميع ولم يكن أحد غافلاً عن هذا الأمر، مع وجود انقسامات وآراء متباينة واختلافات، ولكن للأسف في اللحظة الحرجة ولحظة القرار يبدأ البعض في فرض حسابات جديدة ويبتعدون عن الحقائق.

بعد عرسال

وردًا على سؤال ماذا بعد معركة جرود عرسال، ما الذي ينتظر لبنان؟ يجيب هاشم لا شك أن لبنان سيحصد الكثير من الإيجابيات بعد معركة جرود عرسال أقله سيطمئن إلى استقراره، ليس فقط على حدود السلسلة الشرقية وعمقها بل على مساحة الوطن، لأن هذا "الإرهاب" كان يشكل خطرًا على الإستقرار الوطني بشكل عام، وهذا ما لمسناه، والإهتزاز الأمني في أي بقعة من لبنان ينعكس على كل الوطن، وكذلك سيُدحر "الإرهاب" عن كل المنطقة من خلال وضع حد له، وسيكون له دور أساسي على مستوى الإستقرار السياسي والأمني في لبنان وأيضًا على مستوى الإستقرار الإقتصادي، وعلينا ألا نغفل الجانب الإقتصادي الذي يملك أهمية تساوي أهمية السياسة والأمن، خصوصًا أن وقف التصدير وقطع الطريق البرية كانت له انعكاسات سلبية على اقتصاد لبنان.

دور الجيش اللبناني

عن دور الجيش اللبناني في معركة جرود عرسال، يؤكد هاشم بأن الجيش اللبناني يبقى حاضرًا ويقوم بكامل دوره، والجيش اللبناني منع الكثير من عمليات التسلل وهذا لا يقل أهمية عن المواجهة المباشرة، وقدم في المرحلة السابقة الكثير من الشهداء والأسرى، وكانت له معارك ضارية مع المجموعات "الإرهابية"، ودور الجيش يبقى رائدًا ويساهم بشكل وبآخر في تحرير جرود عرسال.