«إيلاف» من لندن: فيما عاد زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر الى النجف مختتمًا زيارة رسمية الى ابوظبي، فقد اعتبر ان مباحثاته الاخيرة في السعودية والامارات قد أخرجت وستخرج العراق الجريح من عزلته التي قوقعه فيها سياسيو الصدفة.

فقد عاد الصدر الى مقر اقامته في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) الليلة الماضية، في ختام زيارة رسمية الى دولة الإمارات العربية المتحدة خلال اليومين الماضيين بدعوة رسمية من حكومتها، حيث اجرى مباحثات وصفها مكتبه بـ"المهمة" مع الشيخ محمد بن زايدآل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وعدد من المسؤولين الإماراتيين حول العديد من القضايا ذات الإهتمام المشترك بين العراق والإمارات.

وقالت الهيئة القيادية للتيار الصدري إن جولة الصدر في دول الخليج والتي قادته الى السعودية والامارات بمثابة "اول الغيث قطر" فكان "من زيارته الميمونة الى المملكة العربية السعودية ما بانت بوارقها وظهرت سواريها تمخر عباب بحر السياسة الهائج بثبات وشموخ ثم الى الإمارات العربية المتحدة فضلاً عما حدث في الحج، اضافة الى التغيير الملحوظ في تغيّر الخطاب الديني المتشدد الى صوب الاعتدال وما هو الا غيض من فيض".
وشددت الهيئة في بيان صحافي تابعته "إيلاف"، على ان "حراك السيد الصدر أخرج وسيخرج العراق الجريح من عزلته التي قوقعه فيها سياسيو الصدفة، الذين يتبعون صفير رعاتها ونباح كلابهم". واضافت قائلة "لا نتبق الاحداث ولا نسترق السمع الا انه على الانسان ان يسعى بمقدار جهده .. فإن ما تخللته زيارته الميمونة الى دولة الإمارات العربية المتحدة من لقاءات مثمرة قد أزكت روح الإخوة وشهامة العروبة واظهار روح التسامح التي أكدت عليها شرائع السماء لتحطم مخططات الشر التي ناءت بكلكلها على المنطقة من خلافات وحروب لا تأتي الا بالأحقاد والتناحر بين شعوبها الامنة ومنها لقاء الإخوة خاصة مع العالم الكبير ابن العراق البار الشيخ الدكتور احمد الكبيسي الذي احتفى بالصدر حفاوة الأخ مع اخية، بعد ان فرقتهم المسافات والبعد عن الاوطان. ويقيم رجل الدين العراقي السني المعتدل الكبيسي في الامارات منذ سنوات عدة ويظهر بإستمرار على شاشات تلفزيوناتها داعيًا الى العمل على تحقيق وحدة المسلمين ونبذ الطائفية.
وزادت الهيئة قائلة "لا ينبغي لنا الإغفال عن مواقف الإخوة في الإمارات وابدائهم التعاون في بناء العراق من نواحٍ اقتصادية ومشاركات ثقافية ورياضية وفنية ليرفدوا اخوانهم بنتاجاتهم وإبداعاتهم كما هو المعهود من أبناء وطننا الحبيب". واشارت الى ان الصدر اكد على ضرورة ممارسة الدور الإيجابي في حل الأزمات التي تشهدها المنطقة.

بيان الهيئة السياسية للتيار الصدري عن مباحثات الصدر في السعودية والامارات

 

قرقاش : لقاء الصدر جزء من التواصل الخليجي مع العراق

ومن جهته، اكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن استقبال ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد للصدر "جزء من التواصل الخليجي مع العراق ، بدأنا كمجموعة مرحلة بناء الجسور والعمل الجماعي المخلص".. وقال في تغريدة على حسابه الرسمي في "تويتر"، إن "تصريح بن زايد بعد لقائه مع الصدر دلالات مهمة".. مؤكدًا "أن طموحنا أن نرى عراقاً عربياً مزدهراً مستقراً .. التحدي كبير والجائزة أكبر".

وأشار إلى أن "التحرك الواعد" تجاه العراق الذي يقوده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمشاركة الإمارات والبحرين مثال على تأثير دول الخليج متى ما توحدت الرؤية والأهداف .

وكان ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان أكد خلال اجتماعه مع الصدر الاحد على أهمية استقرار العراق وإزدهاره لافتاً إلى أنه يتطلع لعودة بغداد للعب دورها الطبيعي على الساحة العربية، بما يعزز أمن واستقرار العالم العربي. وشدد خلاله حديثه مع الصدر على "أهمية استقرار وازدهار العراق والتطلع لأن يلعب دوره الطبيعي على الساحة العربية بما يعزز أمن واستقرار العالم العربي".. مشيرًا الى ان "التجربة علمتنا أن ندعو دائماً إلى ما يجمعنا عربًا ومسلمين وأن ننبذ دعاة الفرقة والانقسام".

وكان الصدر قد قام بزيارة إلى السعودية اواخر الشهر الماضي، حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في لقاء هو الأول من نوعه بينهما. وقال الصدر انه انه بحث مع الامير ملفات عدة منها ما يخص العراق، وكذلك ملفات في شؤون المنطقة، شملت كلاً من اليمن، والبحرين، وسوريا، والقدس، والعلاقات الإيرانية السعودية.

وكانت الإمارات قدمت للعراق دعمًا عسكريًا وانسانيًا في حربه ضد الارهاب، واكدت رغبتها في الارتقاء بالعلاقات بين البلدين وتفعيل مساراتها المختلفة طبقاً للمصالح والعلاقات بينهما. ومطلع عام 2015 قدمت عشر طائرات نوع "ميراج" ضمن خطة التعاون بين البلدين لمكافحة الارهاب. وقال مسؤول حكومي إماراتي إن بلاده زوّدت العراق بطائرات من طراز EMB-314 سوبر توكانوس المقاتلة البرازيلية لمساعدته في مكافحة تنظيم داعش .

كما طلبت دولة الإمارات العربية 24 طائرة من هذا الطراز، حيث تم تحويل عدد لم يتم الكشف عنه منها إلى القوة الجوية العراقية. وأيضا ارسلت دولة الإمارات اسلحة وذخائر ومعدات عسكرية للعراق من دون مقابل لدعم جيشه في محاربة الارهاب.

وسبق للإمارات أن أكدت مرات عدة عن دعمها العراق في مواجهة الارهاب وشاركت مقاتلاتها من طراز اف 16 ومنذ بدء الحملة الجوية الدولية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا بتنفيذ ضربات ضد مواقع التنظيم في سوريا.