نصر المجالي: أكدت الحكومة البريطانية عزمها على تعزيز جهودها لمواجهة المخاطر التي تهدد المملكة المتحدة من ليبيا، كما أعلنت عن حزمة من المساعدات الجديدة لمساعدة ليبيا في التصدي لخطر الإرهاب ومعالجة مسألة الهجرة غير المشروعة.

وقال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون الذي زار ليبيا لمرة ثانية خلال 6 أشهر، إن ليبيا تمثل خط المواجهة الأول في حرب أوروبا ضد الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

والتقى جونسون، يوم الأربعاء، مع رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة، فايز السراج، بحضور وزير الخارجية محد الطاهر سيالة، كما اجتمع مع رئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي. 

تجاوز الصراع

وشدد جونسون على أهمية عمل المجموعات السياسية والاجتماعية مع بعضها البعض لتجاوز الصراع السياسي الحالي. كما اتفق مع السراج على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بالمزيد للمساعدة في معالجة أزمة الهجرة في ليبيا.

كما بحث وزير الخارجية البريطاني ما يمكن للمملكة المتحدة تقديمه لدعم جهود حكومة الوحدة الوطنية والعملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة للمساعدة في تحقيق الاستقرار في ليبيا. وقال إن بريطانيا ستساعد ليبيا في إقامة نوع من السياج الإلكتروني على الحدود الجنوبية.

مبادرات

وحض جونسون، خلال اجتماعه مع المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، المجتمع الدولي على التوحد حول خطة الأمم المتحدة الجديدة المرتقبة، مشيرا إلى أن هناك مجموعة من المبادرات وجداول الأعمال من مختلف البلدان في ما يتعلق في ليبيا.

كما وافقت الحكومة البريطانية على تعزيز تعاونها مع سلطات تنفيذ القانون في ليبيا لمعالجة مشاكل الجريمة المنظمة والتهريب، والبناء على الجهود التي تبذلها المملكة المتحدة بالفعل مع شركائها الأوروبيين لتعزيز قدرات خفر السواحل الليبي على تأمين الحدود بشكل يحترم القانون الدولي.

خفر السواحل

وخلال زيارته إلى طرابلس، التقى بوزير الخارجية البريطاني بخفر السواحل الليبي ليطلع على تدريبهم من قبل المملكة المتحدة. حيث ركّز التدريب، الذي تقدمه البحرية الملكية البريطانية، على عمليات البحث والإنقاذ، وصعود السفن وتفتيشها، وحقوق الإنسان، ومعاملة المهاجرين.

في تصريح أدلى به من طرابلس، قال وزير الخارجية، بوريس جونسون: تواجه ليبيا الكثير من التحديات المباشرة التي يمكن، في حال عدم معالجتها، أن تتسبب بمشاكل لنا في المملكة المتحدة - وخصوصا الهجرة غير المشروعة وخطر الإرهاب.

واضاف: لهذا السبب من الضروري تماما أن نعمل مع الحكومة الليبية ومع شركائنا للمساعدة في إحلال الاستقرار في ليبيا، والحيلولة دون أن تصبح أرضا خصبة للإرهابيين، ولمن يتداولون الأسلحة بشكل غير قانوني وللمهربين، تقع على مشارف أوروبا.

وقال: ذلك يعني دعم جهود الممثل الخاص للأمم المتحدة والعملية السياسية، كما يعني بذل جهود عملية أيضا - بما فيها المعدات الجديدة التي نقدمها لجعل مدينة سرت أكثر أمانا لليبيين، والجهود التي نبذلها لضمان أن يتمكن خفر السواحل الليبي من تأمين الحدود، وتقليل عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يتوجهون إلى أوروبا.

حزمة مساعدات

وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية على موقعها الالكتروني حزمة المساعدات التي تعهدت المملكة المتحدة بتقديمها لليبيا وهي تشمل: 

- 3 ملايين جنيه للتخلص من العبوات الناسفة في مدينة سرت، بعد النجاح في دحر داعش من المدينة في وقت سابق من العام الحالي.
- مليون جنيه لتمويل التدريب على إزالة الألغام في أنحاء ليبيا، بما في ذلك في مدينتيّ سرت وبنغازي.
- مليون جنيه، من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، للمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية الحيوية واستئناف تقديم الخدمات العامة الأساسية. وكانت المملكة المتحدة قد ساهمت بالفعل بمبلغ 1.5 مليون جنيه من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي منذ 2016.
- 2.75 مليون جنيه لدعم مشاركة المرأة في بناء السلام وإعادة إعمار ليبيا.
- 1.29 مليون جنيه من المساعدات الإنسانية على مدى العامين القادمين لمساعدة النازحين بتوفير المواد الغذائية ولوازم النظافة الشخصية الضرورية والرعاية الصحية العاجلة.

زيارة تونس

يشار إلى أن الاجتماعات في ليبيا تأتي بعد محادثات أجراها وزير الخارجية البريطاني في تونس مساء الثلاثاء مع ممثل الأمم المتحدة الخاص لليبيا، غسان سلامة. حيث أكد جونسون أن المملكة المتحدة تعتقد بأن تعيين السيد سلامة يمثل فرصة لكسر حالة الجمود السياسي، وبناء الزخم تجاه تعديل الاتفاق السياسي الليبي لكي يلبي تطلعات كافة الليبيين.

كما اجتمع وزير الخارجية البريطاني أثناء وجوده في تونس بكبار المسؤولين في الحكومة التونسية، بمن فيهم وزيرة السياحة والصناعات التقليدية سلمى اللومي لبحث سبل تعزيز الروابط الأمنية والاقتصادية بين المملكة المتحدة وتونس، وخصوصا بعد القرار مؤخرا برفع حظر السفر إلى أغلب مناطق تونس.

متحف بوردو

وزار جونسون كذلك متحف بوردو للإعراب عن تعازيه بمن فقدوا أرواحهم بالاعتداء الإرهابي الذي وقع في 2015.

وفي ختام زيارته هذه، قال وزير الخارجية: لقد خطت تونس خطوات كبيرة في التغييرات المحلية من ثورة 2011. وإنني أشيد بشكل خاص بترويجها لحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، بما في ذلك قانونها الجديد بشأن العنف ضد المرأة.

وأضاف: وبفضل التحسينات الأمنية الذي أدخلتها تونس، بمساعدة جزئية من المملكة المتحدة، استطعنا تغيير نصائحنا بشأن السفر إلى تونس. المملكة المتحدة شريك راسخ لتونس في بناء ازدهارها وتعزيز أمنها، ومكافحة الإرهاب، وإنني أتطلع قدما إلى توطيد أكثر للروابط بين بلدينا.