لندن: حمل الرئيس دونالد ترمب في الخطاب الذي ألقاه في مدينة فينكس بولاية اريزونا على الاعلام، وهاجم منتقديه من معسكره ذاته، وهدد بغلق الحكومة. فأطلقت اقواله أجراس انذار بين متابعي الخطاب من كل الاتجاهات السياسية.

وصرح جيمس كلابر رئيس الاستخبارات الوطنية الاميركية السابق لشبكة سي ان ان قائلاً "أنا حقا أُشكك في قدرته بل في أهليته لهذا المنصب. كما بدأتُ اتساءل عن دافعه ـ فهو ربما كان يبحث عن مخرج". واعرب كلابر بصراحة عن قلقه من وجود شفرات الصواريخ التي تحمل اسلحة نووية بحوزة الرئيس. 

وهذه ليست المرة الأولى خلال رئاسة ترمب التي يتساءل فيها الاميركيون عمّا إذا كان يمتلك القدرات العقلية لتولي منصب حساس كرئاسة اقوى دولة في العالم.

ولاحظ مراقبون أن عمليات البحث عن المادة المتعلقة بتنحية الرئيس في الدستور الاميركي سجلت زيادة حادة اثناء خطاب ترمب في اطار نقاش جديد عن امكانية استخدامها لعزل ترمب. 

أُدرج التعديل الخامس والعشرون على الدستور الاميركي بشأن الرئاسة بعد اغتيال الرئيس جون كندي لتوفير آلية رسمية يمكن بموجبها لنائب الرئيس أن يتولى مقاليد الرئاسة في حال وفاة الرئيس أو استقالته أو عزله من منصبه. كما انها تسمح لنائب الرئيس بتولي الرئاسة موقتاً إذا كان الرئيس غير قادر على أداء واجباته ، كما حدث عندما أُخضع الرئيس جورج بوش للتخدير العام خلال فحص القولون بالناظور مرتين. وتول دك تشيني الرئاسة في المناسبتين.

ترد هذه الآلية في الفقرة الرابعة من التعديل التي تنص على ان يتولى نائب الرئيس سلطات الرئيس العامل وواجباته فوراً إذا قرر نائب الرئيس وغالبية الوزراء أو هيئات أخرى مثل الكونغرس من خلال ابلاغ رئيس مجلس الشيوخ ورئيس مجلس النواب ، في اعلان مكتوب ، ان الرئيس غير قادر على أداء هذه السلطات والواجبات.

ويعني هذا من الناحية العملية اتفاق مايك بنس وثلاثة عشر من وزراء ترمب الأربعة والعشرين على انه لم يعد قادراً على اداء مهام عمله. 

وتتسم الفقرة بالابهام في الملموسيات. ولكن جون فيريك عميد كلية القانون السابق بجامعة فوردهام الذي شارك في كتابة الفقرة قال إن اعضاء مجلس الشيوخ الذين صادقوا على التعديل بحيث اكتسب قوة القانون جعلوا من الواضح ان مثل هذا الاجراء يجب ان يستند الى "حقائق موثوقة تتعلق بقدرات الرئيس البدنية أو العقلية" وليس الأهواء الشخصية. 

وأوضح فيريك في تصريح لمجلة بيزنس انسايدر "ان من الواضح لدى قراءة النقاشات ان السياسة والخلافات السياسية ليست مدرجة ولا انعدام الشعبية مدرج أو سوء التقدير أو عدم الكفاءة أو التقاعس أو السلوك الذي يستحق المحاسبة عليه في الكونغرس ـ لا شيء من هذه مدرج ضمن الأسباب التي تغطيها الفقرة الرابعة ، بحسب النقاشات الموثقة في سجل الكونغرس".

ويشير خبراء الى ان هذه الآلية استُحدثت لرئيس أُقعد عن العمل، وليس لرئيس مستعد للمقاومة والرد على الخصوم.

وتتوفر للرئيس حماية في حال الطعن بأهليته للمنصب. ففي غضون 12 يوماً من استحضار التعديل الدستوري يحتاج قرار التنحية الى موافقة ثلثي اعضاء مجلسي الشيوخ والنواب. وإذا لم تتوفر هذه الأغلبية تعود السلطات الى الرئيس.

ومن المستبعد استخدام التعديل الخامس والعشرين للدستور الاميركي من اجل عزل ترمب. فذلك يتطلب اتفاق نائب الرئيس بنس وأغلبية الوزراء على عزل الرئيس. وإذا لم يكن الرئيس فاقد القدرة بدنياً أو عقلياً بسبب المرض أو جلطة أو ما شابه ذلك، فان اتفاقهم سيكون بمثابة انقلاب قصر. 

بكلمات اخرى إن اقرب حلفاء ترمب هم اصحاب القرار.

ويستطيع أي عدد من الديمقراطيين أو المعلقين التلفزيونيين أو المحللين النفسيين المكتبيين ان يصفوا ترمب بأنه غير مؤهل لمنصب الرئيس ولكن حكمهم هذا لن يكون له أي تأثير.

وعلى غرار محاكمة الرئيس في الكونغرس، فإن النصوص الدستورية مكتوبة بحيث تجعل من الصعوبة بمكان عزل رئيس عامل عن منصبه في الولايات المتحدة. 

 

أعدّت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف" الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.telegraph.co.uk/news/2017/08/24/25th-amendment-us-constitution-can-used-remove-donald-trump/