خوفًا من تكرار الأخطاء التي ارتكبها سلفه جورج بوش الابن، حرص الرئيس الأميركي دونالد ترمب على التصدي منذ الجمعة للوضع، مع اقتراب الإعصار هارفي من سواحل تكساس، وعلى إعلان ذلك بشكل واضح.

إيلاف - متابعة: قال ترمب عند مغادرته واشنطن متوجّهًا إلى كامب ديفيد ليمضي عطلة نهاية الأسبوع إنه يتمنى "حظًا سعيدًا للجميع"، بينما نشر البيت الأبيض صورة للرئيس الأميركي وهو يدرس خرائط لتقدم العاصفة وضعت على طاولة في المكتب البيضاوي.

وقال فريق ترمب إن مقر الرئاسة في كامب ديفيد الواقع في وسط غابة تبعد نحو مئة كيلومتر عن واشنطن "مجهز مثل البيت الأبيض تمامًا"، مشيرًا إلى أن الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة سيتابع تطور الوضع، وسيبقى على اتصال وثيق بحكام الولايات المعنية.

وغرّد ترمب بعد ذلك قائلًا: "وصلت للتو إلى كامب ديفيد، حيث أتابع عن كثب مسار الإعصار هارفي (...) توخوا الحذر!".

ومنذ وصوله إلى السلطة يدرك ترمب، الذي يواجه أول أزمة مرتبطة بكارثة طبيعية يمكن أن تحدث، أن الرهان كبير، بينما يشكك كثيرون، بمن فيهم شخصيات من معسكره، في قدراته القيادية.

وأشارت السلطة التنفيذية الأميركية، التي حذرت من هذا الإعصار الذي "قد يكون مدمرًا جدًا لأيام عدة"، إلى أن دونالد ترمب ينوي التوجه إلى تكساس في مطلع الأسبوع المقبل. وأوضحت أنه يمكن أن يعلن حالة الكارثة الطبيعية التي تسمح بالإفراج عن أموال فدرالية.

بوش فوق لويزيانا
ولا يزال منصب وزير الأمن الداخلي، الذي يشرف على الوكالة الفدرالية للأوضاع الطارئة وعلى خفر السواحل في الولايات المتحدة، لا يزال شاغرًا منذ نهاية يوليو. فقد عيّن الجنرال جون كيلي، الذي كان يشغله منذ ستة أشهر، أمينًا عامًا للبيت الأبيض في إطار عملية إعادة تنظيم واسعة للدائرة القريبة من الرئيس.

وردًا على سؤال عن هذا المنصب الشاغر، قال هاكابي ساندرز الناطق باسم الرئاسة الأميركية إن الوزارة تعمل بشكل جيد جدًا، مؤكدًا أن وجود الجنرال كيلي إلى جانب الرئيس خلال موسم الأعاصير سيكون مكسبًا كبيرًا. وأعادت الاستعدادات الجارية لمواجهة هارفي إلى الأذهان الذكريات المأساوية للإعصار كاترينا، الذي دمّر نيو أورلينز في أغسطس 2005.

وقتل أكثر من 1800 شخص في هذا الإعصار، واضطر مليون آخرون لمغادرة بيوتهم. وبلغت القيمة الإجمالية للخسائر حينذاك 150 مليار دولار. وواجه الرئيس بوش عندها سيلًا من الانتقادات، لتأخره في التحرك لإرسال المساعدات.

وفي مبادرة أدت إلى تفاقم الانتقادات، قام بوش بالتحليق فوق لويزيانا بدون أن يحط فيها. وأصبحت الصورة التي يظهر فيها الرئيس بوش، وهو يتأمل المنطقة المدمرة من نافذة الطائرة الرئاسية، بسرعة، رمزًا لإدارة منقطعة عن الواقع.