نصر المجالي: ثمن وزير الدفاع البريطاني جهود السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، لعقد حوار خليجي وحل الخلافات الشائكة بين مختلف الأطراف المتنازعة، وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن زيارة فالون إلى سلطنة عمان تعزز الروابط القوية بين البلدين، وتجدد التأكيد على خطط لمشروع مشترك في ميناء الدقم تبلغ قيمته عدة ملايين من الجنيهات.

واجتمع وزير الدفاع البريطاني سير مايكل فالون خلال زيارته إلى مسقط التي امتدت يومين، وختمها اليوم الثلاثاء، بوزير الدفاع العماني بدر البوسعيدي، ووقع مذكرة تفاهم واتفاقية خدمات في مسقط تضمن استخدام المملكة المتحدة للمرافق في ميناء الدقم لدى استكمال قاعدة الدعم اللوجستي المشتركة في الميناء التي توفر لبريطانيا قاعدة بحرية دائمة ذات أهمية استراتيجية في منطقة شرق السويس، لكن خارج الخليج.

ميناء الدقم

وقالت وزارة الدفاع إن المجمع في ميناء الدقم يوفر فرصة هائلة في ما يتعلق بأجندة الدفاع والأمن والازدهار لكل من المملكة المتحدة وسلطنة عمان. ويتوفر فيه حوض جاف يمكنه استقبال الغواصات، إلى جانب السفينة الحربية الرئيسة للمملكة المتحدة، سفينة صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث، وهي أكبر وأقوى سفينة حربية بُنيت لسلاح البحرية الملكية البريطانية.

واشارت في بيان إلى أنه "انطلاقًا من ميناء الدقم، سيكون باستطاعة سفينة صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث أن تبسط النفوذ في منطقة هامة. حيث تؤدي أدوارا متعددة، من توفير القوة الجوية في أي مكان وفي أي وقت وحتى دعم الحلفاء أو تقديم المساعدات الإنسانية. والميناء نفسه يعتبر بمثابة مركز لبريطانيا تستطيع من خلاله مكافحة داعش".

ميناء استراتيجي

ومن جهته، قال وزير الدفاع، سير مايكل فالون: هذه الاتفاقية تضمن مشاركة خبرات هندسية بريطانية في تطوير ميناء الدقم ليكون ميناء استراتيجيًا في الشرق الأوسط يستفيد منه سلاح البحرية الملكية البريطانية وغيره.

وقال إن سلطنة عمان حليف قديم لبريطانيا، ونتعاون معا عن قرب في كافة المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية. والتزامنا تجاه مشروع ميناء الدقم يعكس متانة العلاقات بين بلدينا.

وأكد سير مايكل فالون أنه من خلال ضمان تواجدها الدائم في ميناء الدقم، سيكون باستطاعة المملكة المتحدة تطوير المرافق البحرية لمساندة إمكانات حاملة الطائرات، ودعم الاحتياجات الأمنية البريطانية في المنطقة. 

يذكر أن سفينة صاحبة الجلالة مونماوث كانت راسية في ميناء الدقم بعد أن أتمت مؤخرًا مدة خمسة أشهر قضتها في الخليج، حيث ساعدت، من خلال كونها جزءًا من التحالف الدولي، في عرقلة شحنة مخدرات تبلغ قيمتها 400 مليون جنيه إسترليني.

وأشاد وزير الدفاع بجهود البحّارة الذين يعود الفضل لجهودهم في قطع مورد أساسي من موارد تمويل الإرهابيين في المنطقة.

صانع سلام

وإلى ذلك، اثنى وزير الدفاع البريطانى بدور سلطنة عمان بقيادة السلطان قابوس بن سعيد، في تخفيف حدة التوتر وإسهاماتها الجلية فى تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وأكد فالون، في تصريحات لوكالة الأنباء العمانية، أن سياسة السلطنة الخارجية فى التعامل مع كافة القضايا أصبحت واضحةً وجليةً، حيث إن صناع السلام مثل السلطنة يبذلون جهودًا حثيثة من أجل حل الخلافات الشائكة بين مختلف الأطراف المتنازعة وجمعها على طاولة الحوار.

وقال فالون إن سياسة السلطنة الخارجية منحتها لقب “صانع سلام”، في التعامل مع القضايا كافة. وأوضح أن عمان تبذل جهودًا حثيثة من أجل حل الخلافات الشائكة بين مختلف الأطراف المتنازعة، وجمعها على طاولة الحوار، في إشارة إلى أزمة قطر ودول الخليج.