أعلنت مفوضية انتخابات إقليم كردستان العراق الشمالي أن غدًا الثلاثاء سيكون بداية الحملة الدعائية لاستفتاء الإقليم على الانفصال عن البلاد، وتستمر 18 يومًا، وأصدرت تعليمات إلى أكراد الخارج ترشدهم إلى كيفية المشاركة فيه.

إيلاف: قالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان إن موعد بدء الحملة الدعائية لاستفتاء إستقلال إقليم كردستان سيكون يوم غد الثلاثاء، وتستمر 18 يومًا، لغاية الثاني والعشرين من الشهر الحالي، أي قبل ثلاثة أيام من موعد الاستفتاء المقرر في 25 من الشهر نفسه. 

حذرت المفوضية في بيان إطلعت عليه "إيلاف" من "أن الشخص الذي يبدأ بحملته الدعائية قبل الموعد المحدد سيكون معرّضًا للمساءلة القانونية".

وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قد طالب في الثامن من يونيو الماضي المفوضية بالاستعداد لإجراء استفتاء الاستقلال في إقليم كردستان في 25 من الشهر الحالي.

تعليمات للمشاركين في الخارج
وأشارت المفوضية إلى أنه بموجب تعليماتها المرقمة 2 في عام 2017، فإن عملية التصويت في استفتاء كردستان للأكراد في الخارج ستكون بوساطة الموقع الالكتروني للمفوضية، موضحة أن تسجيل المصوّتين قد بدأ الجمعة الماضي الأول من الشهر الحالي، مشيرة إلى أن هذا التصويت في الخارج سيكون ليوم واحد فقط، وهو الثالث والعشرون من الشهر الحالي، أي قبل يومين من عملية التصويت في الإقليم.

لفتت التعليمات التي حصلت "إيلاف" على نصها إلى أن المصوّت الذي يحق له أن يسجّل اسمه يجب أن يكون من مواطني إقليم كردستان أو المناطق الكردستانية خارج الإقليم، وأن يكون قد أكمل الثامنة عشرة من عمره، والتصويت يكون عن طريق رابط تم تفعيله من الأول إلى السابع من الشهر الحالي، عبر موقع المفوضية على الانترنت.

شعار حملة الاستفتاء لإقليم كردستان

أضافت إنه يجب أثناء التسجيل أن تُرفق وثيقتان مع الاستمارة الالكترونية، ومن هذه الوثائق جواز السفر العراقي، بطاقة الأحوال المدنية، شهادة الجنسية العراقية، البطاقة الوطنية. وبعد التأكد من صحة المعلومات، سيرسل إلى كل مصوّت اسم المستخدم ورقمه السري، واللذان سيسمحان له بالدخول لبرنامج التصويت، وحين دخوله سيطلب منه تغيير الرقم السري، حتى لا يستطيع أحد آخر التصويت بدلًا من الذي له الحق في ذلك، موضحة أنه يحق للمشارك التصويت مرة واحدة فقط في الجهاز الذي يستعمله، وبعد التصويت سيوضع اسمه في قائمة "غير الفعالين" حتى لا يستطيع التصويت مرة ثانية.

وأشارت إلى أنه من أجل إبداء تسهيلات أخرى للتصويت ستضع المفوضية العليا المستقلة للاستفتاء والانتخابات على موقعها الالكتروني فيلم فيديو يشرح بالتفصيل طريقة تصويت أكراد الخارج، الذي سيجري يوم 23 من الشهر الحالي.

سيكون التصويت عبر بطاقة ستظهر على الشاشة تقول: "هل ترغب في أن يصبح إقليم كردستان والمناطق الكردستانية خارج الإقليم دولة مستقلة؟"، والمصوّت له الحق في أن يُصوّت بـ"نعم" أو" لا" .

من جهته، أوضح عضو المفوضية جوتيار عادل أن قسمًا من المواطنين الأكراد المقيمين في الخارج يعانون من مشكلة عدم التمكن من التصويت في عملية الاستفتاء بسبب عدم امتلاكهم للبطاقة التموينية.

وقال عادل في تصريح صحافي إنه من أجل أن تكون عملية الاستفتاء خالية من الشوائب، أقرّت المفوضية البطاقة التموينية كوثيقة معتمدة تستند إليها في إجراء الاستفتاء.. موضحًا أن المفوضية طالبت دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم بإعداد إحصائية للأكراد في الخارج من المهاجرين في دول الشتات في أوروبا والولايات المتحدة وغيرها منذ أكثر من شهر، لأنها لا تملك أية إحصائية محددة لهذا الغرض.

وكشفت المفوضية عن عزمها تعيين 50 ألف موظف بعقود موقتة للمشاركة في إنجاز الأمور اللوجستية المتعلقة بالاستفتاء، حيث سيكون عدد الموظفين بحسب النسبة السكانية لكل مدينة، ويتم توزيعهم بواقع 5 أشخاص على كل محطة انتخابية.

دعوة الإعلاميين ومراقبي الاستفتاء إلى تسجيل أسمائهم
كما دعت المفوضية منظمات المجتمع المدني الخاصة بمراقبة الانتخابات إلى زيارة مقرها لتسجيل أسماء المراقبين لعملية الاستفتاء.

وطلبت من وسائل الإعلام زيارة مقرها الرئيس أو مكاتب المحافظات للتسجيل حسب تعليمات وضوابط المفوضية من أجل مراقبة وتغطية عملية الاستفتاء. وأيضًا دعت المفوضية الأحزاب والكيانات السياسية إلى مراجعة مقرها الرئيس أو مكاتب المحافظات حتى 15 من الشهر الحالي لتقديم أسماء مراقبي الكيانات السياسية لمراقبة عملية تحديث سجل الناخبين والانتخابات وعملية الاستفتاء.

وأوضحت المفوضية أن إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان يحتاج توفير مبالغ مالية تقدر بحوالى 20 مليون دولار. وقال شيروان زاري المتحدث باسم المفوضية العليا والاستفتاء في الإقليم إن مجلس المفوضية قدر المبالغ اللازمة لإجراء الاستفتاء بما يصل إلى 20 مليون دولار، مؤكدًا أن المفوضية طالبت بعقد اجتماع مع ممثل حكومة الإقليم، لأنها المرة الأولى التي يجري فيها استفتاء في المناطق التي تقع خارج الإقليم، وذلك للاتفاق على الآلية التي سيجري فيها.

يذكر أن إقليم كردستان العراق يقوده برلمان إقليمي يضم 111 عضوًا، والرئيس الحالي هو مسعود بارزاني، الذي انتخب في بداية عام 2005، وأُعيد انتخابه عام 2009. ويتشكل الإقليم من محافظات أربيل والسليمانية ودهوك.. وتبلغ مساحة الإقليم حوالى 40 ألف كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانه حوالى 4 ملايين نسمة.

يذكر أن انفصال الأكراد عن العراق يواجه معارضة داخلية وخارجية، حيث حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الشهر الماضي من المخاطر التي سيسببها الاستفتاء على العراق برمته، ومن ضمنهم الأكراد، مؤكدًا أن الانفصال غير شرعي، ولا دستوري، مشددًا على أن حكومته لن تتعامل معه.

خارجيًا، فقد رفضت إيران وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا استفتاء إقليم كردستان.. فيما أعرب الاتحاد الأوروبي عن تحفظه وحذره تجاه الاستفتاء. وقال متحدث باسم خدمة العمل الخارجي الأوروبي في تصريح صحافي: "إن المصلحة العامة للشعب العراقي ككل ستتحقق على أفضل وجه في عراق موحد تعمل فيه جميع الأطراف المختلفة معًا لتحقيق الاستقرار الطويل الأجل للبلاد في هذه اللحظة الحاسمة".