قد يكون رأي وفد المعارضة إلى جنيف في الحل السياسي واضحًا خلال كل جولة جديدة بين النظام والمعارضة من دون تحقيق أي تقدم يذكر، لكن كيف ترى الأطراف الأخرى هذا الحل في ظل هذه الظروف الدولية والإقليمية وداخل البلاد؟، وكيف ترى موضوع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد على سدة السلطة؟.

إيلاف: قال واصف الزاب، القيادي في تيار الغد السوري المعارض، في حديث مع "إيلاف" أن الحل السياسي يتعقد في سوريا "مع تقدم النظام عسكريًا على حساب داعش".

‎تزامن مريب
ومن الواضح، كما يرى، أن هذا التقدم "جاء بتفاهم بين النظام وداعش، لأن تقدم النظام باتجاه دير الزور جاء بعد الاتفاق الشهير الذي تم بين حزب الله وداعش في القلمون، ‎والدليل أن النظام وعلى مدار 3 سنوات لم يتقدم شبرًا واحدًا في دير الزور. أما الآن فيتقدم بسرعة كبيرة".

كذلك حدد المواقف الدولية التي اعتبر الزاب أنها "أصبحت هشة باتجاه استمرار الأسد على الأقل في المرحلة الإنتقالية، وبات يتم تسويق فكرة أن بقاء الأسد أصبح أمرًا واقعًا، حسب تصريحات سياسيين أوروبيين، وصمت الدول الأساسية التي كانت تدعم الثورة وانشغالها بمشاكلها الخاصة".&

الاكتفاء بالتصريح والنقد
‎وأكد الزاب أن "أداء المعارضة السورية" الرسمية" كالهيئة العليا للمفاوضات، لم يتغير، وكأنها لاعب ثانوي في الحل السياسي بل أصبحت تكتفي بتصريحات إعلامية غير رسمية حتى أو توجيه نقد هنا أو هناك".

أضاف "اليوم يبدو دور المعارضة أكثر أهمية، من خلال توضيح الموقف للسوريين، والتعامل بجدية أكثر مع المشهد الدولي، والعودة أكثر إلى شرح المستجدات للناس، واستطلاع رأيهم، وتجديد الشرعية، وتقوية الحالة السياسية، ليس استجابة لمطالب الدول، وإنما لمطالب السوريين، الذين يريدون فاعلية أكثر، وجدية بالتعاطي مع هموم الناس".

الفرصة تاريخية&
كما اعتبر أن الفرصة تاريخية اليوم ولن تتكرر لإحداث تغيير حقيقي في سوريا، يبدأ برحيل النظام الديكتاتوري ورموزه، وصولًا إلى دولة ديمقراطية تحفظ حرية وكرامة الإنسان.

حول التشاؤم والتفاؤل بما يجري عسكريًا على الأرض، طالب بعدم التراجع. وأشار إلى أنه "يجب عدم التخاذل أو الخوف والاستمرار في العمل الجدي والجاد، حتى لو حقق النظام انتصارًا هنا أو هناك، لأن الثورة عندما قامت لم يكن النظام ضعيفًا عسكريًا، وكان يسيطر بقبضة من حديد على كل شبر في سوريا، ورغم ذلك قامت الثورة، والخيار العسكري لم يبدأه الثوار، وإنما النظام، الذي لا يعرف إلا لغة العنف والقمع".

الثورة مستمرة
وشدد على أن إعادة سيطرة النظام على بعض المحافظات السورية أو حتى كلها لا يعني أن الثورة انهزمت، وإنما يعني أن الحل العسكري غير منتج، سواء للثورة وحتى النظام، وأن سوريا ستنتقل عاجلًا أم آجلًا إلى دولة ديمقراطية، ولكن، بنظر الزاب، فهذا يحتاج عملًا دبلوماسيًا سياسيًا أكثر فاعلية وواقعية، ويحتاج عدم اليأس.&

ولفت إلى أن الثورة لم تحقق أهدافها بعد، ولكن هذا لا يعني أنها انتهت، حتى إذا انتهى الصراع العسكري.

أسطوانة الإرهاب&
وأكد القيادي في تيار الغد السوري أن "النظام اعتاش خلال السنوات السبع للثورة على وجود تنظيمات متشددة، هو من جلبها، لكن &"هذه التنظيمات ستنتهي، وسيعود السوريون إلى المربع الأول، لذلك من مصلحة الثورة تغيير هذا المشهد، وخلو سوريا من أي تنظيم إرهابي، حينها سيبقى النظام والميليشيات الداعمة له هم الإرهابيون الوحيدون في سوريا، ولن يكون هناك أي خيار إلا بإزالته من المشهد هو أيضًا، وتسليم إدارة سوريا إلى أهلها".

ورأى الزاب أن "العالم مهتم اليوم بإنهاء الصراع في سوريا بأي ثمن من دون وضع شرط تغيير الوضع السياسي، بما يحقق طموحات السوريين، لكن مسؤوليتنا نحن السوريين تكمن في إقناع أنفسنا أولًا والعالم ثانيًا بأن سوريا فيها من يستطيع إدارة البلد غير النظام الحالي".

لا أفق
من جانبه قال محمد طه عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري في حديث مع "إيلاف" أنه "رغم كل التحركات في كل الاتجاهات التي تشهدها المنطقة، ورغم ما تم من اتفاقيات لخفض التوتر، إلا أنني لا أعتقد أن أفق حل سياسي حقيقي يظهر في المعضلة السورية".

وأوضح "تقصدت تسميتها بالمعضلة، لكونه ليس خافيًا على أحد بأن المسألة تجاوزت منذ زمن قضية صراع بين سوريين يطمحون إلى الحرية، ونظام دموي فاقد لأية معايير شرعية أو أخلاقية، والمسألة باتت تفاهمات بين القوى اللاعبة، والتي يبدو بوضوح أنها ما زالت بعيدة جدًا عن وضع أسسها ومآلاتها". &

ورأى طه تضاربًا في التصريحات والتلميحات حول مسألة اضطرار المعارضة للقبول ببقاء بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.

وقال: "هذا إن تم فرضه بقوة الأمر الواقع أو بأمر اللاعب الداعم، فلن يؤدي إلى حل سياسي حقيقي لأن الحل الدائم يستند إلى العدالة الانتقالية، وبوجود الأسد وأعوانه الملطخة أياديهم بدماء مئات الآلاف من السوريين، لا يمكن للعدالة أن تتحقق، وبالتالي لا يمكن وجود سلام دائم، ولا حل سياسي حقيقي".

لاعودة إلى الاستبداد&
وكان رئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا، أكد في حديث إلى "الشرق الأوسط" أنه لا عودة في سوريا إلى الاستبداد، لافتًا إلى أن تنفيذ بيان جنيف والقرارات الدولية، التي اكتنفها الغموض، حول مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد على أرض الواقع، وانطلاق الحل السياسي في سوريا، "سيؤدي بطبيعة تطور الأمور إلى مغادرة الأسد السلطة".
&