إيلاف من القاهرة: أكد علماء أزهريون آخرون على حرمة ذلك الفعل، واعتبروه من قبيل إفشاء لأسرار الزوجية، وإشاعة الفاحشة في المجتمع، ووصف عالم آخر فتواه بـ"المنحطة".

وفي استمرار لمسلسل الهوس بالفتاوى الجنسية، أباح أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، الدكتور صبري عبد الرؤوف، للزوجين تصوير العلاقة الجنسية بينهما، وأن يشاهداها معًا في وقت لاحق.

وقال عبد الرؤوف، إنه يمكن للزوجين تصوير العلاقة الزوجية بينهما، شرط ألا يطلع أحد غيرهما على هذه المشاهد. أضاف في برنامج "عمّ يتساءلون"، المذاع على فضائية "ltc": "إذا كان التصوير من قبيل الاستمتاع والإثارة، فلا مانع، شرط ألا يشاهد أحد سواهما هذا التصوير"، مشيرًا إلى أن "الإسلام يحقق المشاعر الإنسانية، فإذا كان من الممكن تحقيقها بشكل مشروع، فلا مانع من ذلك".

وفضّل عبد الرؤوف أن يشاهد الزوجين هذه المشاهد "فهو خير من أن يستعينا بالأفلام الأجنبية"، في إشارة إلى الأفلام الإباحية!.

العلاقة في الماء
واستمرارًا لفتاويه الجنسية، قال عبد الرؤوف، إن العلاقة الحميمية بين المتزوجين بدون غطاء منهي عنه، مشيرًا إلى أن تحريم استحمام الزوجين معًا في الحمّام "كلام فارغ".

أضاف أن الرسول صلي الله عليه وسلم والسيدة عائشة كانا يغتسلان مع بعضهما البعض في إناء واحد من دون أن يريا بعضهما البعض، مشيرًا إلى أنه يجوز للزوجين إقامة العلاقة في حمّام المنزل أو حمام السباحة".

تابع: "هو إحنا بنعقد الناس ليه!!، هي الناس متعقدة خلقة، وبلاش تعقيد، ويجوز الجماع في حمّام السباحة أو البانيو". وتعرّض عبد الروؤف لانتقادات شديدة من عامة المصريين، ومن علماء الأزهر أنفسهم. واستنكر الداعية الإسلامي الفتوى عبدالرؤوف، ووصفها في برنامجه الإذاعي "لعلهم يفقهون" المذاع على راديو 9090، بـ"فتوى منحطة"، مشيرًا إلى أن تلك الفتوى "ليست لها علاقة لها بالشرع أو الدين". ولفت إلى أن "مثل هذه الفتاوى تسمح للتيارات السلفية بتصدر المشهد، وأن تعيب على الأزاهرة".

تدنيس المقدس
بينما قال أستاذ العقيدة في جامعة الأزهر، الدكتور محمد عبد الرحمن، إن العلاقة بين الزوجين مقدسة، ولا يجوز النزول بها إلى مستوى العلاقات الجنسية المحرّمة، كما في الأفلام الإباحية الغربية.

أضاف لـ"إيلاف" أن المولى عزل وجل قال عن هذه العلاقة في القرآن الكريم: "هن لباس لكم، وأنتم لباس لهن"، موضحًا أن اللباس مطلوب لستر العورة، أي إن الرجل ستر لعورة زوجته، وهي كذلك له.

ولفت إلى أن تصوير العلاقة الزوجية يعني الجهر بها، وهو محرّم في الإسلام، مصداقًا لقول الرسول محمد: "إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها"، منوهًا بأن التصوير نوع من الإفضاء، بل إنه أكثر من الإفضاء، لأنه نقل بالصوت والصورة، لاسيما أنه قد يقع في أيدي آخرين، لاسيما مع ثورة التكنولوجيا، فغالبية مقاطع الفيديو التي تنشر حاليًا جاءت بعدما وقعت في أيدٍ غير أمنية، أثناء تصليح أجهزة الموبايل أو الكمبيوتر.

مفاسدها أكبر
وذكر أن المقاطع المصورة إذا انتشرت خارج أيدي الزوجين، فإنها تدخل في نطاق إشاعة الفاحشة بين الناس، وهذا محرم بنص قوله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا، لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة، والله يعلم وأنتم لا تعلمون".

وقال العالم الأزهري إنه لا جدوى ولا فائدة شرعية أو دنيوية من تصوير العلاقة الزوجية، بل إن مفاسدها كثيرة جدًا، والأفضل الابتعاد عن الشبهات أو المهالك.