استهدفت هجمات انتحارية ثكنة عسكرية أميركية في بلدة مخمور جنوب أربيل، فيما كشفت رئاسة إقليم كردستان، الأحد، عن لقاء عقد بين رئيس الإقليم مسعود بارزاني ووزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السهبان، مشيرة إلى أن الأخير أبدى استعداد الرياض للوساطة وتهيئة الأجواء لإجراء حوار بين بغداد وأربيل.

إيلاف من بغداد: أبدت السعودية استعدادها للعب دور الوسيط لحلحلة التوتر المتصاعد بين اقليم كردستان والحكومة العراقية على خلفية الاستفتاء على استقلال الإقليم والمزمع اجراؤه في 25 سبتمبر الحالي، فيما اكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، لوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، أن الإقليم لم يغلق أبداً باب الحوار والمفاوضات.

وذكرت رئاسة الإقليم في بيان تلقت "ايلاف" نسخة منه، أن "رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني استقبل وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السهبان"، لافتة إلى أن الأخير "أشاد بدور قوات البيشمركة كما أكد على مواصلة علاقات الصداقة السعودية والكردية".

السبهان من كردستان: مستعدون للوساطة وتهيئة الأجواء للحوار

السعودية أبدت، على لسان السبهان، استعدادها للعب دور الوسيط لحلحلة التوتر المتصاعد بين اقليم كردستان والحكومة العراقية على خلفية الاستفتاء.

وترفض بغداد استفتاء الاستقلال في كردستان، وتقول انه "غير دستوري"، لكن أربيل تنفي ذلك وتصر على إجرائه بموعده في 25 من الشهر الجاري ، فيما شدد البارزاني على ان الحديث عن بديل للاستفتاء فات اوانه، وليست امامنا الا خطوتان التبعية او الاستقلال.

وقال السبهان إن بلاده مستعدة "للتوسط وتهيئة أرضية المباحثات لمعالجة المشاكل بين كردستان وبغداد".

تعليقات السبهان، الذي سبق ان شغل منصب السفير السعودي في العراق، نقلها بيان اصدرته رئاسة اقليم كردستان لدى لقائه رئيس الاقليم في أربيل يوم مساء السبت.

ولم يتضمن البيان أي تفاصيل أخرى بشأن الوساطة، لكنه نقل عن بارزاني تأكيده ان اقليم كردستان "لن يغلق" باب الحوار والمحادثات مع الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة في بغداد.

كان اقليم كردستان رفض مؤخرًا عددًا من المقترحات والمطالب لتأجيل الاستفتاء الذي سيشمل مدن الاقليم كافة فضلاً عن المناطق المتنازع عليها.

يأتي هذا في الوقت الذي طرح فيه الرئيس العراقي فؤاد معصوم بعد صمت طويل مبادرة تبدأ "بدعوة قادة وزعماء القوى السياسية لعقد اجتماعات مكثفة للتوصل إلى حلول ملموسة وعاجلة تكفل تجاوز هذه الأزمة".

وبين أربيل وبغداد تاريخ حافل من الخلافات المتراكمة منذ سنوات خاصة تلك المرتبطة بالطاقة والنفط والموازنة والأراضي المتنازع عليها إلى جانب قضايا خلافية أخرى.

وعبر معصوم وهو الكردي الثاني بعد جلال طالباني الذي يرأس الجمهورية العراقية بعد عام 2003 ، عبر عن ثقته بإمكانية تجاوز الازمة بين كردستان وبغداد.

ويوم امس، جددت الولايات المتحدة الأميركية استعدادها للعب دور الوسيط بين بغداد وإقليم كردستان لحل الخلافات المحتدمة بينهما، وأشارت في الوقت نفسه الى انها متمسكة بموقفها المتحفظ على اجراء استفتاء الاستقلال.

وأيد برلمان اقليم كردستان في جلسة استثنائية عقدها، الجمعة، بعد انقطاع دام عامين، اجراء الاستفتاء المقرر في موعده بعد ايام قليلة من تصويت البرلمان العراقي ضد اجرائه.

الى ذلك كشف عضو في المجلس الأعلى للاستفتاء في إقليم كردستان، الأحد، أن اجتماعًا موسعًا للمجلس بحضور رئيس الإقليم سيعقد عصر اليوم الاحد لبحث ومناقشة مقترح الأمم المتحدة بتأجيل الاستفتاء مقابل ضمانات تعطى للإقليم، مشيراً إلى أن الاجتماع سيتم بحضور جميع أعضاء المجلس وبرئاسة بارزاني.

مجلس الاستفتاء يناقش مقترح الأمم المتحدة

وقال روميو هكاري، عضو المجلس الأعلى للإستفتاء، للصحافيين إن "المجلس سيجتمع في تمام الساعة الرابعة من عصر اليوم بحضور جميع الأعضاء وبرئاسة بارزاني لمناقشة وبحث بديل الأمم المتحدة لتأجيل الاستفتاء"، مؤكداً أن "الاجتماع سيناقش المقترح بجدية وسيعلن بعدها نتائج الاجتماع".

وأضاف أن "المعطيات الموجودة على الساحة السياسية إلى الآن تؤكد عدم اقتناع القيادة الكردية بتأجيل الاستفتاء والمضي في اجرائه بوقته المحدد"، متوقعاً في الوقت نفسه أن "تكون هناك مستجدات أو مسائل اخرى تطرأ على الساحة خلال الأيام المقبلة".

وكانت الأمم المتحدة قدمت مقترحًا إلى رئيس إقليم كردستان العراق يقضي بالعدول عن الاستفتاء المرتقب في 25 سبتمبر، في مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق بين بغداد وأربيل في مدة أقصاها ثلاث سنوات.

وبحسب الوثيقة التي قدمها المبعوث الأممي إلى العراق يان كوبيتش الخميس إلى بارزاني، وإطلعت على تفاصيلها "إيلاف"، فإن المقترح يقضي بـ"شروع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم على الفور بـ"مفاوضات منظمة وحثيثة ومكثفة من دون شروط مسبقة وبجدول أعمال مفتوح على سبل حل كل المشاكل، تتناول المبادئ والترتيبات التي ستحدد العلاقات المستقبلية والتعاون بين بغداد وأربيل".

هجوم انتحاري قرب ثكنة عسكرية أميركية

هذا وشنَّ ثلاثة انتحاريين، الأحد، هجوماً على القاعدة العسكرية الأميركية بالقرب من قرية "بونكينه" التابعة لبلدة "قراج" في قضاء مخمور جنوب أربيل.

وقال مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني بقضاء مخمور رشاد لكلالي، الأحد، في تصريح صحفي أوردته وسائل اعلام كردية، إن "ثلاثة انتحاريين من داعش هاجموا قاعدة عسكرية أميركية في قضاء مخمور في الساعة الثانية من فجر اليوم"، مشيراً إلى ان "اشتباكات عنيفة وقعت بين الانتحاريين الثلاثة والقوات الأميركية المتواجدة داخل القاعدة".

وأشار إلى أن "الاشتباكات أسفرت عن مقتل اثنين من الانتحاريين، فيما فجر الثالث نفسه، إلا أنه لم يسفر عن أية خسائر في صفوف القوات الأميركية". ولم يعلن الجيش الأميركي في بيان رسمي حتى الآن أي تفاصيل عن الحادث.

وأوضح لكلالي أن "القاعدة الأميركية موجودة في قرية بونكينه التابعة لناحية قراج ضمن إدارة مخمور"، لافتاً إلى أن "الانتحاريين الاربعة حاولوا تفجير أنفسهم داخل القاعدة الأميركية، إلا أنهم فشلوا في ذلك".

وبحسب تقارير امنية، فإن ما يوازي كتيبة من مشاة البحرية (المارينز) منتشرة قرب قاعدة عسكرية تضم مئة مستشار عسكري في بلدة مخمور.

وتتواجد قوات أميركية وبريطانية في قواعد في العراق، أبرزها عين الأسد والحبانية والتقدم والتاجي.

قتلى وجرحى بانفجار "مدرسة ملغومة" غرب الموصل

وافاد مصدر امني عراقي، الاحد، بسقوط ضحايا اثر انفجار "مدرسة ملغومة" في احدى القرى الواقعة الى الغرب من الموصل. وتقع المدرسة في قرية مجارين بين بلدتي بادوش وتلعفر غرب الموصل، وكانت قبل انفجارها مكاناً يتدرب فيه مقاتلو الحشد الشعبي والحشد العشائري.

وقال المصدر إن "الانفجار خلف ثمانية قتلى على الاقل ونحو 15 مصاباً، بينهم عدد من النساء والاطفال ورجال الحشد العشائري. ولم ترد على الفور أي تفاصيل أخرى فيما لو كانت المدرسة قد تم تلغيمها من قبل تنظيم داعش قبل هزيمته في نينوى او بعدها.

العبادي: نحو 1260 مدنيًا قتلوا بالموصل وقواتنا أعطت الضعف

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان ما بين 970 و 1260 مدنياً قتلوا خلال معركة دامية استمرت تسعة اشهر ضد تنظيم داعش في الموصل.

واوضح العبادي في مقابلة مع وكالة "اسوشييتد برس" الأميركية، تابعتها" إيلاف"، أن القوات العراقية "بذلت قصارى جهدها لحماية المدنيين، ولهذا دفعت قواتنا الأمنية ثمنًا باهظًا"، موضحًا أن قوات الأمن العراقية اعطت أكثر من ضعف عدد الضحايا من المدنيين في المدينة".

وقد أدى تواجد المدنيين إلى تعقيد المعركة مع مسلحي داعش الذين استخدموهم كدروع بشرية.

ومع اقتراب القوات العراقية من أحياء الموصل ذات الكثافة السكانية العالية، ارتفعت الإصابات بين المدنيين، وحذرت جماعات حقوق الإنسان من مخاطر استخدام الذخائر الكبيرة في البيئة الحضرية المعبأة.

وفي 17 مارس، قتل اكثر من 100 مدني في غارة جوية أميركية استهدفت مقاتلين من تنظيم داعش في غرب الموصل.