توفيت المصرية إيمان عبد العاطي، التي يُعتقد أنها المرأة الأكثر بدانة في العالم، بعد فترة علاج طويلة من مرض البدانة المفرطة الناتج عن خلل هرموني.

وأصدر مستشفى "برجيل" الإماراتي، حيث كانت تُعالج عبد العاطي، بيانا قال فيه إن إيمان توفيت بسبب اختلال وظائف أعضاء الجسم، بما في ذلك الفشل الكلوي.

وأشار المستشفى إلى أن إيمان خضعت لإشراف فريق طبي يضم أكثر من 20 طبيبا من مختلف التخصصات، تمكنوا "بنجاح" من تحسين حالتها الصحية منذ وصولها إلى الإمارات.

بداية رحلة العلاج

كان وزن عبد العاطي، 36 عاما، قد بلغ نحو نصف طن قبل بدء فترة العلاج، وقد خضعت لعملية جراحية في مستشفى "سيفي" بمدينة مومباي الهندية.

وقال الأطباء بعدها إنها فقدت 250 كيلو غراما من وزنها، بعد أن أشرف فريق طبي بقيادة جراح السمنة، مفازال لاكدوالا، على علاجها وإجراء عملية جراحية لإزالة شحومها.

ونشر المستشفى الهندي في ذلك الوقت صورا لإيمان بعد تراجع وزنها بشكل ملحوظ، وقال لاكدوالا إن إيمان استمرت في فقدان الوزن بسرعة، لكنه أضاف أن سكتة دماغية أصيبت بها وهي طفلة هي السبب في شلل جانب من جسدها، وكانت ما تزال تعاني من التشنجات وصعوبات في التحدث والبلع.

وأضاف بيان المستشفى آنذاك أن الفريق الطبي ينتظر منها فقدان مزيد من الوزن كي تصل إلى الحد الذي يمكن عنده إخضاعها لمسح بالأشعة المقطعية، للتأكد من السبب الحقيقي وراء إصابتها بتلك السكتة الدماغية.

وأوضح الطبيب المعالج أن المرحلة التالية من علاجها تشمل منحها عقارا تجريبيا للحد من السمنة بعد ستة أشهر.

وأكدت عائلة عبد العاطي أن وزن ابنتهم عند ولادتها كان خمسة كيلو غرامات، وقيل لهم إنها مصابة بداء الفيل، وهو داء تتضخم فيه أجزاء الجسم بسبب عدوى طفيلية.

وعندما بلغت الحادية عشرة من عمرها، ارتفع وزنها ارتفاعا حادا، وتعرضت لسكتة دماغية جعلتها طريحة الفراش.

معاناة جديدة

انتقلت عبد العاطي لاستكمال العلاج في الإمارات، بعد جدل حول فقدانها الوزن في الهند، وقال مستشفى "سيفي" في مومباي إن بإمكانها مغادرة المستشفى بعد أن أصبح وزنها 172 كيلو غراما، مقابل الوزن السابق وهو نصف طن.

لكن شيماء، شقيقة إيمان، اتهمت الأطباء في الهند بالكذب، وطالبت بأن تبقى في المستشفى لمزيد من الوقت.

وقالت شيماء لـ بي بي سي في ذلك الوقت إن شقيقتها لا تزال تستخدم قناعا للأكسجين للتنفس أغلب الوقت، وإنها تتناول الغذاء عبر أنابيب تمتد من أنفها إلى المعدة.

وأضافت أنها تخشى ألا تحصل شقيقتها على العلاج في مصر إذا دعت الحاجة إلى ذلك، مطالبة ببقاءها في المستشفى الهندي لفترة أطول.

إيمان عبد العاطي
EPA
الأطباء الهنود قالوا إن إيمان عبد العاطي فقدت 250 كيلوغراما من وزنها

وكان المستشفى الهندي قد أعرب عن استيائه من فيديو نشرته شقيقة إيمان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قالت فيه إن شقيقتها لا زالت فاقدة القدرة على الكلام والحركة، وإنها لم تفقد وزنا بالقدر الذي يزعم المستشفى أنها فقدته.

وقال الطبيب الجراح لاكداوالا لقناة إخبارية هندية إن شيماء أرادت أن تظل أختها في المستشفى حتى تسير على قدميها، لكن طبيب العظام أبلغها أن شقيقتها لن تتمكن من السير.

نهاية المطاف

وانتقلت إيمان إلى مستشفى "برجيل" في أبو ظبي لتلقي العلاج الطبيعي، وفقا لبيان صادر عن الأطباء المعالجين للحالة.

ونسبت وكالة الأنباء الفرنسية لصحف إماراتية القول إن شقيقة إيمان لم توافق على طريقة علاج الأطباء الهنود لشقيقتها، وإنها "طلبت مساعدة الإمارات بعد أن لاحظت ضعف التقدم في حالة شقيقتي."

وجاء في بيان صادر عن مستشفى "سيفي" الهندي أن المريضة "سوف تتلقى علاجا طبيعيا ثانويا في مستشفى برجيل، لأنها أقرب إلى بلدها وأسرتها."

كما جاء في البيان أن مستشفى "سيفي" فخور بجهود فريق الأطباء المعالج لإيمان، مشيرا إلى أنها " قدمت إلى المستشفى في طائرة شحن، لكنها تغادر الآن كراكبة عادية على مقعد في درجة رجال الأعمال."

إيمان عبد العاطي
AFP
أطباء ومسعفون وممرضات رافقوا إيمان عبد العاطي خلال رحلتها الجوية إلى أبوظبي

وظلت إيمان تتلقى العلاج في الإمارات إلى أن توفيت بسبب اختلال وظائف أعضاء الجسم، بما في ذلك الفشل الكلوي، حسبما ذكر بيان المستشفى الإماراتي، مشيرا إلى أن فريقا طبيا من جميع التخصصات أشرف على علاج إيمان لتحسين حالتها الصحية منذ وصولها إلى الإمارات.

وتمثل جراحة علاج البدانة آخر الحلول بالنسبة لمن يعانون من السمنة المفرطة إلى حد الخطر، ولمن تحمل أجسامهم كمية مفرطة من الدهون.

ومن أكثر أنواع الجراحات شيوعا:

  • تدبيس المعدة أو لصقها، حيث تُستخدم تقنية جراحية للتقليص من حجم المعدة حتى تستوعب كمية أقل من الطعام ومن ثم يشعر الشخص بالشبع سريعا.
  • جراحة تحويل مسار المعدة، وفيها يعاد توجيه الجهاز الهضمي وربط الأمعاء مباشرة بجزء من المعدة، مع ترك الجزء الأخر، وبالتالي هضم كمية طعام أقل وشعور الانسان بالشبع سريعا.