«إيلاف» من برلين: يقول العلماء من جامعة فودان في مدينة شانغهاي الصينية انهم استخدموا الحبر الصيني من نوعHu-Kaiwen بنجاح في معالجة الخلايا السرطانية الموجودة في شرائح مختبرية، كما جربوه بنجاح أيضًا في معالجة فئران تعاني أمراضًا سرطانية.

استخدم وولي يانغ وزملاؤه من جامعة شانغهاي الحبر الصيني المذكور في الطريقة العلاجية المعروفة بالعلاج الضوئي الحراري. وهي طريقة حديثة تعتمد ارسال جزيئات معدنية ذات قابلية عالية لامتصاص الضوء إلى الخلايا السرطانية، ثم تسخينها بالضوء من الخارج. وتؤدي عملية التسخين إلى قتل الخلايا السرطانية. 

يشيع استخدام علاج السرطان الضوئي الحراري (PTT) في معالجة أمراض الجلد السرطانية والأورام السطحية، كما نجحت بعض المراكز في استخدامه لقتل الأورام السرطانية في العقد اللمفاوية القريبة من الجلد، لكن الصينيين يريدون استخدام حبرهم الشهير في معالجة كافة أنواع الأمراض السرطانية.

استخدم العلماء الألمان في مركز هايلدبيرغ للعلاج السرطاني جزيئات معدنية تتخلل الخلايا السرطانية فحسب ولا تتخلل الخلايا السليمة، وأهلتهم هذه الطريقة للتفريق بين الخلايا المريضة والسليمة.

من ضوء إلى طاقة 

كتب يانغ وزملاؤه في مجلة "الجمعية الطبية الأميركية" أن خطورة بعض الأمراض السرطانية تكمن في قدرتها على الانتشار من خلال الدم والسائل اللمفاوي وغيره من السوائل، وأثبت الحبر الصيني انه قادر على كشف الخلايا السرطانية الدائرة في الجسم أيضًا. وغالبًا ما يستأصل الجراحون الغدد اللمفاوية التي انتقل إليها السرطان، لكن من الصعب أحيانًا معرفة أي العقد مصابة وأيها سليمة.

توصل يانغ إلى أن جزيئات الكربون في الحبر الصيني تسخن إلى أعلى درجة عند تسليط الضوء من طول موجات 650-900 نانونميتر عليها. ومعروف أن الضوء بهذا الطول من الموجات لا يؤثر سلبًا في الدم وخلايا الدم (المناعة) والأنسجة.

كتب الباحث في المجلة الأميركية أن قدرة الحبر الصيني على التسخين غابت عن عيون العلماء الصينيين دهورًا، لكنهم توصلوا إلى أن ذرات الكربون في الحبر تحول 39 في المئة من الضوء الساقط عليها بطول موجة 880 نانوميتر إلى طاقة حرارية عالية. وهكذا، بلغت حرارة النسيج الذي استخدم فيه الحبر الصيني 56 درجة مئوية بعد خمس دقائق من تسليط الضوء عليه.

التسخين الضوئي الحراري مع الحبر الصيني لم يترك أضرارًا في الأنسجة السليمة

 

قتل الخلايا السرطانية 

تمت تجربة العلاج بالحبر الصيني الضوئي الحراري على خلايا سرطانية مستنبتة مخبريًا، فقتل كافة الخلايا المريضة تقريبًا، بحسب التقرير.

انتقل العلماء بعد ذلك إلى التجارب على فئران حية تعاني أورامًا سرطانية في أقدامها بدأت سلفًا بالانتقال والدوران في الدم. تم زرق الأورام بالحبر الصيني ثم تسخينها بالضوء بعد 24 ساعة. ارتفعت حرارة الخلايا السرطانية خلال دقائق معدودات إلى 59 مئوية وماتت كلها تقريبًا.

ويؤكد يانغ وزملاؤه أن التسخين الضوئي الحراري مع الحبر الصيني لم يترك أضرارًا في الأنسجة السليمة، كما لم تظهر أعراض جانبية أو مضاعفات على الفئران نتيجة العلاج.

وبعد 24 ساعة من انتهاء العلاج، ترك الحبر اشارات على الخلايا السرطانية التي انتقلت إلى الغدد اللمفاوية القريبة من الورم الأم. وبهذا اصبح الحبر الصيني طريقة دقيقة لتشخيص الخلايا السرطانية المنبثة عن الجسم السرطاني الأساسي.

تمكن العلماء بعد ذلك من علاج العقد الليمفاوية المصابة بالعلاج الضوئي الحراري مع الحبر الصيني، وتوصلوا إلى قتل الخلايا السرطانية في هذه العقد. واعتبر يانغ وزملاؤه هذه النتائج دليلًا على مستقبل طبي كبير لطريقة العلاج الضوئي الحراري بالحبر الصيني Hu-Kaiwen.

الطب الشرقي في أوروبا

لم يعد الحوار بين الشرق والغرب يقتصر على السياسة والشعر والقصص وفن الخط بالحبرين الصيني والهندي، وانما تعداه إلى الاستفادة من الطب الشرقي القديم لمعالجة بعض الأمراض السائدة في الغرب. 

أشار بعض الباحثين في المؤتمر الأوروبي الثاني حول الطب الصيني الشعبي في العاصمة النمسوية فيينا إلى توسع اعتماد الطب الأوروبي على الطب الشعبي الصيني والهندي.

وفضلًا عن الفوائد الصحية الجمة للتعاليم الطبية الشرقية، المجبولة بالحكمة والفلسفة، فإن انخفاض كلفة أدوية وعقاقير الشرق تغري 50 في المئة من الأوروبيين بالاعتماد عليها بحسب تقرير الطبيب النمسوي هانز راينر، إذ يجد 50 في المئة من الأوروبيين صعوبات جمة في مواصلة العلاج بالأدوية الغربية التي تتفوق أسعارها على أسعار الأدوية الصينية والهندية باكثر من 30 ضعفًا.