إيلاف من لندن: انزوت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الى نهاية الصف الأخير عندما وقف زعماء الاتحاد الاوروبي امام العدسات في ختام اجتماعهم في العاصمة الايستونية تالين يوم الجمعة لالتقاط صورة تذكارية قال مراقبون انها تجسد ابتعاد بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي.

وغادرت ماي قمة الاتحاد الاوروبي في وقت مبكر قبل ان يعقد الرئيس الايستوني مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر.

واعتبر المراقبون ان رحيل ماي بهذه السرعة يشير الى انها لم تلق اهتماماً يُذكر من زعماء الاتحاد الاوروبي.

لكنّ مصدراً في مقر رئيسة الوزراء أكد ان القمة كانت مثمرة مشيراً الى اجتماع ماي مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل حيث "كان المزاج رائقاً"، على حد وصفه.

تأتي تعليقات المراقبين على بقاء ماي منزوية طيلة اعمال القمة بعد ان صرح يونكر بأن بريطانيا تحتاج الى "معجزة" إذا ارادت ان تحقق محادثات بريكسيت تقدماً نحو بدء المفاوضات التجارية في اكتوبر.

وتصر بروكسل على ان المفاوضات التجارية لن تبدأ قبل إحراز "تقدم كاف" بشأن القضايا الأساسية لحقوق موطني الاتحاد الاوروبي في بريطانيا والحدود بين ايرلندا الشمالية والجمهورية الايرلندية وفاتورة الطلاق كما اصبحت تُسمى عملية بريكسيت.

وكادت تصريحات يونكر تنسف الهدنة الهشة بين المفاوض البريطاني ونظيره الاوروبي بعد الحرب الكلامية التي اشتعلت بين الجانبين في اجتماعات سابقة. إذ اعلن رئيس المفوضية الاوروبية "ان تقدماً كافياً لن يتحقق من الآن الى اكتوبر ما لم تحدث معجزة".

لكن ميركل تحدث بلهجة متفائلة عندما صرّحت للصحافيين في تالين ان خطاب ماي في مدينة فلورنسا الايطالية قبل حضورها القمة الاوروبية في العاصمة الايستونية اسهم في "إحياء" المحادثات.

وجاءت تصريحات المستشارة الالمانية بعد ان طلبت منها ماي خلال لقائهما على هامش القمة ان توافق على فترة انتقالية "محدودة الأمد" تبقى خلالها بريطانيا في السوق الاوروبية الموحدة لطمأنة الشركات البريطانية والاوروبية.

وشدد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون على ان هذه الفترة الانتقالية يجب ألا تزيد يوماً واحداً على عامين.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.telegraph.co.uk/news/2017/09/29/picture-perfectly-sums-britains-distant-relationship-eu/