إيلاف من نيويورك: إنتصارٌ جمهوري باهت في الدائرة الانتخابية الثانية عشرة في ولاية أوهايو، أعطى الديمقراطيين آملاً كبيرًا في إمكانية السيطرة مجددًا على مجلس النواب الأميركي في شهر نوفمبر القادم.

وتدخل الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بكل ما أوتي من قوة، له تأثير لصالح المرشح الجمهوري، تروي بالديرسون.&

ترمب لم يكتفِ بالتغريدات والتسجيلات الصوتية بل زار الولاية قبل يومين من فتح صناديق الاقتراع لإعطاء حملة بالديرسون دعمًا معنويًا وتحفيز الناخبين الجمهوريين على التصويت، وفعل نائب الرئيس، مايك بينس، الشيء نفسه، ورغم كل اشكال الدعم واعتبار هذه الدائرة الانتخابية، معقلا تاريخيًا للجمهوريين، إلاّ ان بالديرسون حقق فوزا ضعيفا بفارق اقل من ألفي صوت فقط على منافسه الديمقراطي داني اوكونور.

نتائج مقلقة

نتائج الدائرة الثانية عشرة ستقلق ترمب بشكل خاص والحزب الجمهوري بشكل عام، فالانتخابات النصفية على بعد اقل من تسعين يوماً، واذا سارت الأمور بهذا الشكل في السادس من نوفمبر، سيخسر الحزب الجمهوري الأكثرية في مجلس النواب لصالح الديمقراطيين، الذين يتوعدون الرئيس الأميركي بالسعي الى عزله حال تمكنهم من الفوز بأكثرية نيابية.

&خسارة معارك رئيسية

وينبغي الإشارة إلى انه ومنذ فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية، خسر الحزب الجمهوري في عدة معارك انتخابية ضد الديمقراطيين، كان ابرزها في الاباما الولاية، التي تعد حصناً رئيسياً للجمهوريين (فاز دوغ جونز بمقعد الولاية في مجلس الشيوخ على حساب روي مور)، وأيضا في الدائرة الانتخابية الثامنة&عشرة في ولاية بنسلفانيا، وخسر الحزب معركة الحكام في نيوجرسي وفرجينيا.

هاجس 2020

وبلغة الأرقام الانتخابية في اميركا، فإن هاجس ترمب لن يكون مقتصرا على ما ستفرزه الانتخابات النصفية، والعين دائمًا على الانتخابات الرئاسية لعام 2020، فخسارة دائرة جمهورية صافية في بنسلفانيا، والخروج من عنق الزجاجة في دائرة محسوبة على حزبه في اوهايو، يدفعان فورًا الى التفكير باتجاهات الناخبين في الولايتين بالانتخابات القادمة، خصوصا ان ترمب موجود في البيت الأبيض بفضل اوهايو وبنسلفانيا، فقد حصل على ثمانية وثلاثين مندوبًا (20 بنسلفانيا و18 اوهايو) في انتخابات 2016 من اصل مجموعه الكلي الذي بلغ 306 في المجمع الانتخابي، علما بأن المرشح الرئاسي بحاجة الى الحصول على مئتين وسبعين مندوبًا للفوز.

أرقام مخيفة

الطامة الكبرى في نتائج اليوم، تظهر بمجرد مقارنة الأرقام مع& آخر دورتين انتخابيتين شهدتهما هذه الدائرة، ففي انتخابات عام 2016 تمكن الجمهوري بات تيبري من الحصول على 251, 266 صوتاً مقابل 112, 638 للديمقراطي إد البرتسون، أي ان الفارق بين المرشحين وصل إلى حوالي 138 الف صوت لصالح المرشح الجمهوري، وإذا اعتبرنا ان انتخابات 2016 شهدت نسبة اقتراع كبيرة لتزامنها مع انتخابات الرئاسة، وبالتالي فإن المقارنة يجب ان تكون مع انتخابات نيابية خالصة، فإن نتائج 2014 شهدت تفوق بات تيبري على الديمقراطي جيم ريز بفارق 89,213 &صوتًا وبواقع 150,573 مقابل 61,360.

والجدير بالذكر انه وخلال مئة عام، لم يتمكن الديمقراطيون من تمثيل هذه الدائرة في مجلس النواب سوى في مناسبتين، أولى امتدت منذ عام 1930 إلى 1938، وثانية من 1980 الى عام 1982.