إيلاف من نيويورك: حصد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب بإلغاء التصريح الأمني الخاص بمدير وكالة الاستخبارات الأميركية السابق، جون برينان، تنديدا واسعا من مسؤولي الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

ودرجت العادة منذ فترة طويلة على السماح لقادة الأجهزة الأمنية السابقين بالوصول الى المعلومات السرية، وتقديم المشورة للمسؤولين الحاليين بحكم خبرتهم، غير ان ترمب أراد السير بعكس التيار مستهدفا برينان الذي يعد أحد اكبر منتقديه على الاعلام الأميركي.

&خطوة بعكس التاريخ

وقالت، المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز :"تاريخيًا كان يسمح لرؤساء أجهزة الاستخبارات وتطبيق القانون السابقين الاحتفاظ بإمكانية الوصول إلى معلومات سرية بعد انتهاء خدمتهم في الحكومة حتى يمكنهم التشاور مع من يخلفهم"، مضيفة، "ولكن في هذه المرحلة ، فإن المخاطر التي تمثلها تصرفات برينان وسلوكه المنحرف يفوقان أية فوائد يمكن أن يجنيها المسؤولون الكبار من مشاوراتهم معه".&

انقسام جمهوري

وانقسم الجمهوريون حيال قرار ترمب بعد قيام عدد من ابرز مسؤوليهم في مجلس الشيوخ بانتقاد قرار ترمب، فيما فضل قسم آخر الوقوف الى جانب الرئيس معتبرين انه تأخر في الغاء التصريح الأمني لمدير السي أي آي السابق، بينما خرج الديمقراطيون بموقف واحدد نددوا من خلاله بتصرف الرئيس الأميركي.

وندد معظم المشرعين الجمهوريين والديموقراطيين الرافضين بطريقة معاملة ترمب لبرينان وبحسب رأيهم فإن كبار المسؤولين السابقين في الاستخبارات يمكنهم تقديم إرشادات مفيدة للقادة الحاليين بناء على تجاربهم السابقة، ولهذا السبب يجب أن يحافظوا على تصاريحهم طالما أنهم لا يكشفون عن المعلومات الحساسة بشكل غير ملائم.

قرار غير حكيم

السناتور الجمهورية، سوزان كولينز، عضو لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، قالت إن &تعليقات برينان كانت سياسية اكثر من اللازم، بصفته رئيس وكالة المخابرات المركزية الذي تقاعد مؤخرا لكنها اشارت في سياق تعليقها على قرار ترمب، "بأن الرئيس ذهب بعيدا جدا".

وتابعت، "ما لم يُفصح عن معلومات سرية لا أعلم عنها ، فأنا لا أرى وجود أي أسباب لإلغاء تصريحه الأمني" ، واصفةً قرار ترمب بأنه "غير حكيم".

وردًا على سؤال حول إمكانية شعورها بالقلق من هذا القرار خصوصا انه يعد سابقة، قالت، " "أعتقد أنه غير حكيم، لأن مسؤولي الاستخبارات المتقاعدين عموماً لديهم الكثير للمساهمة في التحليل الذي يتم إنجازه."

جمهورية الموز

وانتقد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب كوركر، قرار ترمب، وشبهه بـ"جمهورية الموز"، مستخدما التعبير نفسه الذي اطلقه وزير الخارجية السابق، جون كيري في اطار وصفه لخطوة الرئيس، وقال، " يبدو الأمر وكأنه&نوع من أنواع جمهورية الموز"، معتبرًا&ان قرار ترمب لم يعجبه الا بحال امتلاكه معلومات ليس هو على دراية بها.

ترحيب بالقرار

لكنّ عددًا من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين وقفوا الى جانب ترمب، فالسناتور روي جونسون، قال، "أنا مندهش لأن هذا (قرار الإلغاء) لم يحدث في وقت سابق"، وأضاف "ليست لدي أي مشكلة في ذلك على الإطلاق.، معتبرا "ان الطريقة التي تصرف بها برينان لم تكن لائقة لمدير سابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية"، ورأى السناتور جون كينيدي ان برينان يستحق العقوبة لأنه لم يتصرف كمحترف في الأمن القومي.

تنديد ديمقراطي

في المقابل، شجب الديمقراطيون وعلى نطاق واسع قرار ترمب، واعتبر السناتور مارك وارنر، ان الامر غير مقبول ويشكل انتهاكا للتعديل الأول (حرية التعبير) من الدستور الأميركي، اما السناتورة ديبي ستابينو، فإعتبرت ان ترمب يحاول ترهيب منتقديه، واصفة قراره بأنه "خطير للغاية".

وقارن السناتور كريس فان هولن، ترمب بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصرفاته حيال معارضيه، وقال، "هذا انتهاك آخر للسلطة من قبل رئيس الولايات المتحدة ، معاقبة الأشخاص الذين لديهم وجهات نظر مختلفة عن الرئيس. هذا أمر تتوقعه من الرئيس أردوغان أو شخص آخر"، واشار السناتور انغوس كنغ، عضو لجنة الاستخبارات، "الى ان التصاريح الأمنية تلغى إذا خالف الناس القانون.

لن يكون وحده

تجدر الإشارة إلى ان برينان قد لا يكون المسؤول الوحيد الذي يتم الغاء تصريحه الأمني، فالرئيس الأميركي قال في وقت سابق انه ربما يقوم بإلغاء تصاريح امنية لمسؤولين عملوا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، كالمدير السابق للاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق جيمس كومي ، ومدير جهاز الأمن القومي السابق مايكل هايدن ، ونائبة وزير العدل السابق سالي ييتس ومستشارة الأمن القومي السابقة سوزان رايس.
&