سنغافورة: اعتبرت مستشارة الدولة في بورما أونغ سان سو تشي الثلاثاء إن بنغلادش هي التي تقرر وتيرة عودة لاجئي الروهينغا إلى ولاية راخين البورمية في ما بدا أنها تلقي اللوم في التأخير على دكا التي تستقبل نحو مليون لاجىء من البلد المجاور.

فر أكثر من 700 من مسلمي الروهينغا في 2017 من البلد ذي الأغلبية البوذية إلى بنغلادش بعد حملة عسكرية تخللتها تجاوزات وفظاعات وصفتها الأمم المتحدة بأنها "تطهير عرقي" بحق الأقلية المحرومة من الجنسية.&

ووقع البلدان في نوفمبر اتفاقا لإعادة اللاجئين لكنه لم ينفذ إذ يخشى اللاجئون من العودة إلى قراهم المحروقة في غياب ضمانات أمنية بعد تعرض مجتمعاتهم للقتل والتعذيب والاغتصاب. وتصر بنغلادش على أنها تستقبل اللاجئين مؤقتا لكنها لا ترغمهم على الرحيل.

وقالت أونغ سان سو تشي التي قلما تطرقت علنا إلى المسألة في كلمة ألقتها في سنغافورة إن بورما مستعدة لاستقبال العائدين منذ بداية 2018. وأضافت خلال المداخلة خلال ندوة نظمها معهد يوسف اسحق البحثي بعنوان "الانتقال الديموقراطي في بورما: التحديات والمسار قدما"، أنه "يصعب علينا كثيراً أن نضع جدولاً زمنيا بمفردنا لأن علينا أن نعمل مع بنغلادش لكي نفعل ذلك".

وأضافت "على بنغلادش أن تقرر السرعة التي ترغب أن تنجز بها العملية". منذ توقيع اتفاق إعادة اللاجئين، لم يحرز تقدم حول المسائل العملية ولا سيما حول توصيف اللاجئين على بطاقات الهوية في بنغلادش.

ويصر اللاجئون المقيمون في مخيمات مزدحمة في كوكس بازار على ضمان سلامتهم الشخصية والاعتراف بحقوقهم كمواطنين قبل العودة إلى ولاية راخين في غرب بورما حيث تقول الامم المتحدة إن الظروف ليست مهيئة لتلك العودة، كما ان هناك شكوكاً بشأن رغبة بورما حقا في عودة كثيفة للاجئين.

وبعد الانتهاكات الجسيمة التي تخللت الحملة العسكرية التي نفذها جيش بورما إثر تعرض مراكز حدودية لهجمات متمردين من الروهينغا، تعالت النداءات لمحاسبة المسؤولين عن الفظائع التي خلفت آلاف القتلى وفق بعض التقارير. وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على عدد من قادة بورما العسكريين.

وتراجعت سمعة سو تشي حائزة نوبل للسلام التي قالت في سنغافورة "نحن الذين نعيش المرحلة الانتقالية في بورما نرى الأمور بصورة مختلفة عمن يرونها من الخارج ومن لن يتاثروا بنتيجتها".

وألقت كذلك اللوم على متمردي الروهينغا ولم توجه أي انتقاد للجيش. وقالت "إن خطر الأنشطة الإرهابية التي كانت السبب الرئيس وراء الأحداث التي أدت الى الأزمة الإنسانية في راخين لا يزال حقيقياً وقائماً اليوم". وأضافت "إذا لم تعالج هذه التحديات الأمنية، فإن خطر العنف الاجتماعي سيبقى".

يعد الروهينغا في بورما مهاجرين وهم محرومون من جنسيتها ويتعرضون باستمرار للقمع ويحرمون من الخدمات العامة ومن حرية التنقل، لكنهم ينظرون إلى راخين على أنها وطنهم بعد أن عاشوا فيها جيلا بعد جيل.